بدون رقابة إيحاءات وشعارات جنسية على ملابس ولعب الأطفال
كتبت : آلاء البدرى
انتشرت بشكل كبير فى السنوات الأخيرة ظواهر غريبة تستهدف إستغلال الأطفال بداية من الألعاب الإلكترونية التى تحتوى على مشاهد جنسية صريحة ومرورا بالعرائس والمجسمات التى باتت اكثر اثارة وغرابة وصولا إلى الملابس والإكسسوارات التى أصبحت تحتوى على رسومات خادشة للحياء وشعارات إباحية شهيرة وكلمات وجمل جنسية صريحة تدعو وتحرض على التحرش والشذوذ .
الأسواق الشعبية
تعتبر الأسواق الشعبية مثل العتبة والموسكى و اسواق السيدات فى حارة اليهود أكتر الأماكن التى تضم تشكيلة كبيرة متنوعة من هذه الملابس وخاصة عند الباعة البسطاء والعربات المتجولة نظرا لانها لا تخضع لأى رقابة من الدولة
ويقول ايمن أحد الباعة فى سوق العتبة الشعبى الذى يبيع ملابس اطفال وشباب بينهم قطع تحمل شعار موقع إباحى عالمى وكلمات انجليزية خادشة للحياء و يبدو انه يجهل تماما معنى الكلمات والشعارات الموجودة على الملابس إن الأطفال يميلون الى شراء ملابس عليها رسومات وشخصيات كرتونية بينما المراهقين من الفتايات والصبيان يفضلون الجمل الإنجليزية والكتابات ذات الألوان الواضحة والزاهية ورسومات الصريحة مثل الشفايف او السجائر الممنوعة او رسومات الملابس الداخلية التى تطبع على ملابس الخروج وبسؤاله إذا كانت هذه القطع مستورده قال لا طبعا هذه قطع محلية الصنع بدليل سعرها الرخيص جدا الذى يترواح بين ٢٠ ل ٣٥ جنية ومعظمها تكون تيشرتات فاضية ويتم الطباعة عليا بالوان وخامات غير ثابتة سواء بتقنية الطباعة الحرارية او اللصق الحرارى واضاف ان هناك مطابع رخيصة منتشرة فى مناطق عشوائية فى الجيزة وغيرها تقوم بطباعة هذه الملابس وتوزعها على التجار .
متاجر وجروبات الأون لاين
تنتشر بشكل أكبر هذه الملابس على جروبات بيع الاون لاين والمتاجر الإلكترونية سواء المصرية أو العالمية التى تعرض منتجاتها فى مصر وتعرض الجروبات هذه الملابس بشكل علنى حتى ان معظم هذه الجروبات تتيح ايضا عمل رسومات او طباعة كلمات من اختيار العملاء دون قيود ولكن تختلف الاسعار حسب الرسومات المطبوعة فالصور المثيرة او الكلمات الإباحية ترتفع ثمنها ضعف الصور العادية او اكثر حسب درجة الاثارة و الغريب ان عليها إقبال كبير من فئة المراهقين فمثلا الملابس والاحذية التى تحمل شعار بلاى بوى المجلة الإباحية الشهيرة دائما ما يكتب عليها نفذت ويقول أحمد صلاح صاحب وكالة دريم للدعاية والأعلان أن هذه الظاهرة لم تكن موجودة من قبل او بمعنى اصح لم تكن ترقى لمستوى الظاهرة ولكن الان اختلف الوضع وخاصة بعد ان غزت التي شيرتات المطبوعة أو المزينة بالكلمات والجمل الانجليزية والرسومات الخاصة بالماركات العالمية كل مكان فى العالم وأصبح موضة الصيف والغريب انه انتقل الى ملابس الأطفال والمراهقين ونظرا لأرتفاع ثمن الماركات العالمية والذى يصل ثمن القطعة الواحدة الى ٥٠٠ جنيه بدأت بعض المطابع بعمل بيزنس خاص ومختلف من طباعة الصور المثيرة او الشعارات الإباحية بأسعار بسيطة جدا حيث تتراوح أسعار القطعة بالطباعة من ٣٠ الى ٨٠ جنبه حسب خامة القطعة واضاف ان من يقوم بطباعة هذه الأشياء يعرف معنها جيدا ولكنه يدرك أيضا أنه بيزنس مربح لان عليها اقبال كبير جدا من المراهقين من سن ١٢ ل ١٧ سنه وتنتشر بشكل كبير بين أطفال وشباب المناطق الشعبية وفئة سائقى التوك توك وغالبا لا يعرفون معنى الكلمات او مقصد الشعارات وبسؤاله عن اذا كان هذا البزنس قانونى رد مؤاكدا أن المطابع التى توجد عليها رقابة من الدولة هى المطابع الورقية المختصة بطباعة الكتب والإعلانات و لوحات المحلات وخلافه اما مطابع التى يطلق عليها مطابع الكادو لا تخضع لأى نوع من أنواع الرقابة والدليل على ذلك انها تفعل ذلك فى الخفاء او بالطلب فقط وفى معظم إعلانتها على المواقع الإلكترونية او مواقع التواصل الإجتماعى
حملات إلكترونية
انتقلت الأمهات الغاضبات إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة تجاربهم مع الملابس الغريبة والغير لائقة التي أصبحت تحظى بشعبية لدى الصغار والمراهقين وتقول رباب السيد وهى واحدة من الأمهات التى شاركت تجربتها عبر الإنترنت بعد أن اشترى ابنها الذى يبلغ من العمر ١٣ عام تيشرت مطبوع من احد صفحات الفيسبوك وكان عليه صورة شخصية من شخصيات مسلسل الرسوم المتحركة الشهير سيمسون و كانت عارية تماما باستثناء المنطقة السفلية التى كتب عليها كلمة برايفت واخذ يبحث عن باقى الشخصيات على محركات البحث ويتابع حلقاته ولم انتبه وقتها كنت اظن انه مجرد مسلسل اطفال والصدمة بالنسبة لى هى عندما وصل إلى محتوى إباحى ضمن حلقات المسلسل الكرتونى الشهير وقتها أدركت ضرورة التدقيق فى اختيار الملابس وخاصة التى تحمل رموز أو علامات غير متعارف عليها فى مجتمعنا بينما نشرت سيدة اخرى تحذير على عدد من جروبات الفيسبوك الخاصة بالسيدات من انتشار ملابس أطفال واحذية تحمل كلمات بمعانى جنسية صريحة وتحرض على التحرش بهم وأضافت فى منشورها إنها تواصلت مع أحد الباعة وكان على علم بمعانى الكلمات المكتوبة انه قال لها لفظا (السوق عرض وطلب ولو مش عجبك متشتريهوش دى حاجات سوقها ماشى )
و في مقطع فيديو على موقع الفيديوهات الشهير يوتيوب قام بعمله احد الشباب اليوتيوبرز أثار فيه ظاهرة انتشار ملابس برموز و كلمات واحيانا جمل كاملة خادشة للحياء وقام بعرض أكثر من صورة لأشخاص يرتدون هذه الملابس فى الشارع والمواصلات العامة كما قام بعرض عدد كبير من العبارات الانجليزية المنتشرة على الملابس وقام بترجمتها بالاضافة الى بعض الشعارات الغامضة التى تخص جماعات أو فرق او رابطات منحرفة مثل علامة بلاى بوى وهى اشهر مجلة إباحية فى العالم التى يرمز لها برأس الأرنب وعلامة قرون الشيطان التى ترمز إلى فئة عبدة الشيطان وغيرها من الرموز الغريبة .
كما حذرت ايضا الدكتورة سمر المصرى الأستشارى الأسرى والتربوى والمتخصصة فى تأهيل الأطفال وتعديل السلوك من انتشار هذه الظاهرة وأكدت أن مثل هذه الظواهر تعرض الأطفال لمضايقات قد تصل إلى حد التحرش سواء اللفظى او الجنسى كما أن هذه الظاهرة بالإضافة إلى تأثيرها السلبى على الأطفال وتجعلهم يتنافسون فيما بينهم على من الذى يملك اكبر قدر من الحرية ويرتدى كلمات او جمل أكثر جرئه وإباحية وقد تؤثر على ثقافة جيل بأكمله وصلت إليه كل المفردات الممنوعة بل و الحميمية جدا بكل بساطة وسهوله سواء عن طريق الملابس أو اللعب البازل و ما يشبهها بجانب انها تترجم عدم وعى بعض أولياء الأمور الذين يتركون العنان والحرية التامة لأبنائهم فى اختيار ملابسهم أو اكسسوارتهم الشخصية ويتفاجئون بلوم أقاربهم او أصدقائهم فيما بعد كما تضع ايضا الأباء والأمهات فى حرج كبير مع ابنائهم عندما يتم سؤالهم عن معانى الكلمات أو الإشارات الموجودة على الملابس وأكدت انها تحضر لحملة توعوية ضخمة مع مجموعة من الأطباء النفسيين والمتخصصين فى تقييم وتعديل سلوك الأطفال بشأن هذه الظاهرة وظواهر اخرى جديدة و غريبة على مجتمعنا المصرى وطرق حماية الأطفال من تقاليع الموضة المدمرة .
دول اخرى
لم تقتصر هذه الظاهرة فقط على مصر بل ظهرت فى عدة دول عربية أخرى ففى المملكة العربية السعودية داهمت قوات الأمن بعض من متاجر بيع التجزئة الخاصة بالأطفال بعد أن أبلغ عدد من الآباء على وجود ملابس تحمل شعارات إباحية وكلمات تشير إلى مواقع جنسية خاصة بالأطفال وايضا فى الجزائر
تم تسجيل عدد من الشكاوى لدى جمعية التجار الجزائريين بخصوص ألبسة تحمل شعارات وعبارات تشجع على الجنس وتحرض فى مجملها على الإنحراف والشذوذ الجنسى دست وسط الألبسة المستوردة من آسيا وأوروبا وأكدوا انه في الآونة الأخيرة يتم الترويج لمثل هذه الألبسة من طرف منظمات عالمية تدعو للشذوذ وشبكات دعارة دولية وراح ضحيتها الكثير من التجار وتتلخص هذه التحريضات فى جمل بسيطة مثل أختي للبيع، أنا شاذ ،عاهرة، شارب الخمر، وشهواني
ويتهافت عليها الأطفال والمراهقون بعد أن أصبحت آخر الصيحات فى عالم الموضة وكذلك فى الولايات المتحدة الأمريكية حيث سحبت متاجر أمازون الشهيرة لبيع التجزئة بعض معروضاتها الخاص بالأطفال التى تحمل عبارات جنسية صريحة بعد عدد من الشكاوى وفى استراليا ايضا اعترضت جمعية حماية الأطفال الأسترالية على انتشار ملابس اباحية للأطفال تبيع عن طريق مواقع الأون لاين من انتاج شركة كافى بريس الأمريكية وحولت الأمر إلى قضية رأى عام مما دفع عدد من الجمعيات الإنسانية لعمل حملة قومية للتنديد بالبضاعة التي تشجع على الاعتداء الجنسي على الأطفال مما اضطر الشركة لسحب معروضاتها التى تخص الأطفال فقط من الموقع ولكنها أبقت على ملابس الشباب والمراهقين التى تحمل صور جنسية وكلمات تشير إلى الأعضاء التناسلية وغيرها .