الموساد يفرج عن قصة مجند نازى تجسس لصالح مصر
كتبت : آلاء البدرى
مازالت قصص عالم التجسس تثير فضول الكثيرين وخاصة تلك التى ترتبط ارتباط وثيق بالحرب المصرية الاسرائيلية حيث تقوم مخابرات الدول بالافراج عن مسندات من اوراقها السرية كل فترة تعيد الناس من جديد إلى ذكريات سنوات الحرب وقد افرج مؤخرا الموساد عن قصة يهودى نازى
يدعى أولريش شنافت تجسس لصالح مصر فى اوقات حساسة وصعبة مما يظهر تفوق المخابرات المصرية فى زرع عملاء وجواسيس لها حتى فى اوقات الهزيمة داخل اماكن حساسة فى جيش الاحتلال الاسرائيلى او فى هيئات شديدة الحساسية
وكان شنافت موهبة نادرة في التسلل والانتحال انتحل شنافت وهو فى الاصل مقاتل سابق من النازيين و Waffen-SS في الجبهة الشرقية أصيب في معركة وتم نقله إلى الغرب حيث أسرته القوات الأمريكية كأسير حرب في عام 1944و بعد إطلاق سراحه تحرك إلى مدينة ميونيخ التي دمرتها الحرب حيث قرر مغادرة ألمانيا متظاهرًا بأنه يهودي للاستفادة من المساعدة التي تقدمها المنظمات الدولية الأمريكية للاجئين اليهود وفي عام 1947 صعد شنافت على متن سفينة مهاجرين يهود غير شرعيين في مرسيليا بفرنسا متجهة إلى ما سيصبح قريباً إسرائيل لكنها كانت لا تزال تحكمها المملكة المتحدة وتخضع لحظرها على الهجرة .. تم اعتراض السفينة من قبل البحرية البريطانية وسجن ركابها في معسكر اعتقال في قبرص وشارك شنافت الذي ولد عام 1923 فيما يعرف الآن باسم كالينينغراد في عدة محاولات هروب نظمها زملائه السجناء المرتبطين بالهاغاناه المجموعة اليهودية شبه العسكرية التي كانت بمثابة نواة لجيش الدفاع الإسرائيلي وبعد ذلك تجند في جيش الدفاع الإسرائيلي وخدم أثناء حرب الاستقلال الإسرائيلية و عاش في كريات أنافيم بالقرب من القدس وأصبح عضوًا وناشطًا في ماباي حزب رئيس الوزراء دافيد بن غوريون أصبح شنافت ضابطا خلال خدمته الاحتياطية في سلاح المدفعية لكن طلبه أن يصبح ضابطاً مهنياً تم حظره واعترض الشاباك جهاز الامن الاسرائيلى على ذلك في انتظار مزيد من التحقيق في الخلفية الدينية لشنافت الذي كان ذو شعر أشقر ومظهر ألماني نموذجي تقول إحدى المذكرات حول شافت للوكلاء الرجاء الإجابة على الأسئلة المتعلقة بدين هذا الشخص
يظهر الملف أن المخابرات الإسرائيلية تشككت لأول مرة في عام 1952 عندما بدأوا في الاشتباه في أنه ليس يهوديًا عندما قام الشاباك بتحقيقاته بدأ التنظيم في الكشف عن الجوانب المتهورة لجرأة شنافت
واوضح أحد التقارير إنه أظهر صورة لنفسه في زي القوات الخاصة أو زي الجيش الألماني وهو في حالة سكر عندما سئل عن هذا لاحقًا قال شنافت إنه كان مجرد زي يصفه الشاباك بأنه وحيد شوهد برفقة افراد غير قربين كما اشتبه في أنه يسرق ذخيرة من قاعدة عسكرية ووفقًا للملف الموجود فيه تم العثور على ذخيرة أيضًا في غرفته أثناء تفتيش الشرطة لها وعندمت استشعر أن الشبكة كانت تغلق من حوله فغادر شنافت إسرائيل في عام 1954 واتضح لاحقًا أنه ذهب إلى مصر لعرض المعلومات التي كانت بحوزته عن الجيش الإسرائيلي مع المخابرات المصرية وعرف عملاء المخابرات المضادة المعلومات بأنها قيمة و مساهمة كبيرة في معرفة العدو بالجيش الإسرائيلي واماكن تمركزة ومعلومات حساسة جدا
في عام 1955 حدد الموساد موقع شنافت الذي كان يعمل صيدليًا في فرانكفورت وأطلق عملية تهدف إلى إغرائه بالعودة إلى إسرائيل و قامت عميلة متنكّرة في هيئة صحفي بإغرائه وعرضت عليه تقديمه إلى عملاء المخابرات العرب الذين قد يكونون مهتمين بالمعلومات التي لديه عن إسرائيل وقدم شنافت لعملاء الموساد الذين تظاهروا بأنهم عملاء استخبارات عرب والذين أعطوه مهمة تجسس مزيفة في إسرائيل وجواز سفر مزور لدخول البلادوو اعتقل شنافت فور وصوله إلى إسرائيل وحكم عليه بالسجن سبع سنوات وغادر إسرائيل بعد إطلاق سراحه لم تنجح محاولات العديد من الصحفيين لتعقبه في ألمانيا وخارجها وبعد النشر في صحيفة هآرتس الاسرائيلية قصته أضاف أحد القراء ويدعى آساف يناي إلى السجل العام لشنافت ادعاء لم يتم التحقق منه لم يكن موجودًا في الملف الذي رفع عنه السرية
كتب شنفت قتل ستة متسللين من مصر بمفرده أثناء قيامه بدورية مع والد يناي بالقرب من عسقلان
واظهرت المستندات انه كان لدبه أربعة أسماء مستعارة على الأقل واسمه المستعار الرئيسي في إسرائيل هو غابرييل زوسمان في الملف الذي رفعه الشاباك مؤخرًا عنه السرية ويوضح الملف صورة رجل انتهازي وجريء وأحيانًا متهور وموهوبًا في التكيف مع المجتمعات المدفوعة أيديولوجيًا واستخدامها لتحقيق أهدافه بقاءه تشير المستندات ايضا إلى أن أفعاله قبل 65 عامًا لا تزال تعتبر حساسة حتى اليوم وخاصة فيما يخصص التجسس لصالح مصر