ميتا تدفع لترامب 25 مليون دولار.. وتساؤلات حول علاقته بزوكربيرغ

توصلت شركة ميتا إلى تسوية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقيمة 25 مليون دولار، لإنهاء الدعوى القضائية التي رفعها عام 2021 بعد تعليق حساباته على فيسبوك وإنستغرام عقب أحداث اقتحام مبنى الكابيتول الأميركي في 6 كانون الثاني (يناير).

ووفقًا لما نشرته صحيفة “إندبندنت” البريطانية، وقع ترامب على اتفاق التسوية يوم الأربعاء، ليضع بذلك حدًا لإحدى المعارك القانونية التي خاضها ضد شركات التكنولوجيا الكبرى. يأتي هذا الاتفاق بعد فترة من تقارب ملحوظ بين ترامب والرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ، الذي شارك مؤخرًا في حفل تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية إلى جانب شخصيات بارزة في مجال التكنولوجيا مثل جيف بيزوس وإيلون ماسك.

البيت الأبيض: ترامب يعتبر تطبيق «ديب سيك» الصيني بمثابة جرس إنذار

تقارب بين زوكربيرغ وترامب

شهدت الأشهر الأخيرة إصلاحًا للعلاقة الفاترة التي كانت تجمع بين ترامب وزوكربيرغ، حيث زار الأخير ترامب لتناول العشاء في مقر إقامته في مار-أ-لاغو بفلوريدا بعد الانتخابات. وبحسب مصادر مطلعة، فقد ناقش الرجلان خلال ذلك العشاء مسألة الدعوى القضائية، حيث ألمح ترامب إلى ضرورة تسويتها قبل أن “يدخل إلى الخيمة”، في إشارة إلى توطيد العلاقات بينه وبين ميتا.

وبالتزامن مع هذا التقارب، تبرعت شركة ميتا بمبلغ مليون دولار لصندوق تنصيب ترامب، مما أثار تساؤلات حول طبيعة العلاقة المتجددة بين الجانبين. كما عاد زوكربيرغ إلى فلوريدا في كانون الثاني (يناير) لعقد جلسة وساطة، بينما كان ترامب يواجه جلسة قضائية تتعلق بقضية أموال الرشوة.

خلفية النزاع بين ترامب وميتا

جاء تعليق حسابات ترامب على فيسبوك وإنستغرام في كانون الثاني (يناير) 2021 بعد أن استخدم منصاته الرقمية لنشر ما وصف حينها بـ”مزاعم كاذبة” حول نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، مدعيًا حدوث تزوير واسع النطاق.

وفي أعقاب ذلك، فرضت ميتا تعليقًا على حساباته، معتبرة أن تصريحاته تشكل “تحريضًا على العنف”. وردًا على هذه الإجراءات، رفع ترامب دعوى قضائية في تموز (يوليو) 2021، زاعمًا أن الشركة مارست “رقابة صارخة” على خطابه السياسي.

متحدث الحكومة يعلن تفاصيل حزمة اجتماعية جديدة الفترة المقبلة

ترامب في معركة مع عمالقة التكنولوجيا

لم تقتصر معركة ترامب القانونية على ميتا، إذ رفع دعاوى مشابهة ضد تويتر – التي أصبحت الآن X بعد استحواذ إيلون ماسك عليها – وضد يوتيوب، متهماً المنصات الثلاث بممارسة الرقابة على المحافظين. وفي الشكوى التي قدمها عام 2021، زعم أن هذه الشركات تفرض قيودًا على حرية التعبير، قائلاً: “إن الرقابة متفشية، والنتيجة هي تأثير مخيف يلقي بظلاله على النقاشات السياسية والطبية والاجتماعية والثقافية في بلادنا”.

سعى ترامب من خلال دعواه ضد ميتا إلى إجبار الشركة على إعادة حساباته وإزالة جميع الملصقات التحذيرية التي كانت تضاف إلى منشوراته المتعلقة بالانتخابات وكوفيد-19. ورغم استمرار المواجهة بين ترامب ووسائل الإعلام الرقمية، فإن التسوية الأخيرة مع ميتا قد تكون خطوة جديدة نحو تحسين علاقته مع منصات التكنولوجيا التي سبق أن هاجمها بشدة.