كتبت : آلاء البدرى
أكمل هنري كيسنجر عامه المائة اليوم السبت لكن إرثه اصبح فى وضع أسوأ من أي وقت مضى على الرغم من أن العديد من المعلقين يتحدثون الآن عن إرث معذب وقاتل فقد تم الإشادة بكيسنجر لعقود من قبل جميع الأوساط السياسية والإعلامية
سياسة كسينجر القذرة
رسم كيسنجر وهو لاجئ يهودي مراهق فر من ألمانيا النازية طريقًا صعبا و بصفته مستشارًا للأمن القومي ووزيرًا للخارجية في عهد نيكسون و فورد أصبح مثل أيقونة البوب مايكل جاكسون حيث كان كلمة السر فى كل الملفات السرية للغاية
فكان كل ما يقوم به في السبعينيات من القرن الماضي اعمال قذرة ترفع توضع تحت درجة سرية عالية فهو من دبر التفجيرات غير القانونية في لاوس وكمبوديا وأتاح الإبادة الجماعية في تيمور الشرقية وباكستان الشرقية و في هذه الأثناء كان كيسنجر معروفًا بين اجتماعي بيلتواي بأنه لاعب الجناح الغربي
كسينجر والنساء
كان كسينجر يحب التصوير ويلازم المصورون حيث كان عنصرًا أساسيًا في صفحات القيل والقال لا سيما عندما امتدت مداعباته مع نساء مشهورات إلى الرأي العام مثل قصته هو والممثلة جيل سانت جون عن حيث ضبط في قصرها في هوليوود في وقت متأخر من إحدى الليالي و حمام السباحة الخاص بها وصرح كيسنجر لاحقًا وقتها انه كان يدرسها الشطرنج كام كسينجر يحتقر النساء حيث صرح عدة مرات ان المرأة بالنسبة له ليست أكثر من مجرد هواية و ان لا أحد يكرس الكثير من الوقت لهواية او لعبة لكن مما لا جدال فيه أن كيسنجر كان مغرما بالليبرالية المذهبة للمجتمع الراقي والحفلات الفنانات الحصرية الصاخبة وعلى الرغم من ذلك كان محبوب النساء حيث وصفته جلوريا ستاينم رفيقة في بعض الأحيان بأنه الرجل الوحيد المثير للاهتمام في إدارة نيكسون وصفته الكاتبة جويس هابر بأن دنيوى ولدية روح الدعابة عالية و متطورة و متعجرف مع النساء ورغم وصفها الا انها اعتبره صديقًا
ونشر ذات مرة في الصحف أن استطلاعًا للرأى أظهر أن كيسنجر هو الرجل الأكثر رغبة على نطاق واسع من قبل النساء
وهذا الافتتان لم ينته مع السبعينيات فعندما بلغ كيسنجر التسعين عام 2013 حضر الاحتفال بعيد ميلاده على السجادة الحمراء حشد من الحزبين ضم مايكل بلومبرج وروجر آيلز وباربرا والترز وحتى جون كيري جنبًا إلى جنب مع 300 شخص آخر معظمهم من النساء .
كسينجر فى عيون العالم
لم يكن محبوب كثير من دول العالم حتى أنه يتجنب زيارة العديد من البلدان خوفًا من احتمال القبض عليه واتهامه بارتكاب جرائم حرب في عام 2002 على سبيل المثال طالبت محكمة تشيلية بالإجابة على أسئلة حول دوره في انقلاب عام 1973 فى تشيلى و في عام 2001 أرسل قاض فرنسي ضباط شرطة إلى غرفة كيسنجر فى فندق بباريس لتقديم طلب رسمي لاستجوابه حول الانقلاب نفسه الذي اختفى خلاله العديد من المواطنين الفرنسيين
في نفس الوقت تقريبًا كما ألغى رحلة إلى البرازيل بعد أن بدأت الشائعات تدور حول اعتقاله وإجباره على الإجابة عن أسئلة حول دوره في عملية كوندور مخطط السبعينيات الذي وحد ديكتاتوريات أمريكا الجنوبية في اختفاء خصوم بعضهم البعض في المنفى وكان قاض أرجنتيني قد اتهم كيسنجر بالفعل باعتباره مدعى عليه أو مشتبه فيه” محتمل في لائحة اتهام جنائية مستقبلية
لكن في الولايات المتحدة لا يمكن المساس به فهو واحد من أكثر الجزارين إنتاجًا في القرن العشرين محبوب من الأغنياء والأقوياء بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية إن جاذبية كيسنجر من الحزبين واضحة ومباشرة لقد كان أحد كبار الاستراتيجيين لإمبراطورية رأس المال الأمريكية في لحظة حرجة في تطور تلك الإمبراطورية ولا عجب في أن المؤسسة السياسية اعتبرت كيسنجر مصدر قوة وليس انحرافاً لقد جسد ما يتقاسمه الحزبان الحاكمان العزم على ضمان ظروف مواتية للمستثمرين الأمريكيين في أكبر قدر ممكن من العال كان كيسنجر قادرًا على توجيه الإمبراطورية الأمريكية خلال فترة غادرة في تاريخ العالم عندما بدا صعود الولايات المتحدة إلى الهيمنة العالمية وكان بعض الدول على وشك الانهيار
لا تزال عقيدة كيسنجر قائمة حتى اليوم إذا رفضت الدول ذات السيادة الانخراط في مخططات الولايات المتحدة الأوسع فإن دولة الأمن القومي الأمريكية سوف تتحرك بسرعة لتقويض سيادتها هذا هو العمل المعتاد بالنسبة للولايات المتحدة بغض النظر عن الحزب الذي يجلس في البيت الأبيض ويظل كيسنجر حتى الان من بين المشرفين الرئيسيين على الوضع الراهن