كتبت : آلاء البدري
قد لا يكون المهرجان الإسباني حرب الطماطم معروفًا مثل باقي المهرجانات الاسبانية الشهيرة لكنه أكبر معركة طعام في العالم يقام سنويًا يوم الأربعاء الأخير من شهر أغسطس في شوارع بونول الضيقة التي تعود إلى القرون الوسطى حيث يقوم 22000 محتفل برمي بعضهم البعض بـ 140 طنًا من الطماطم الناضجة في جنون مليء بالفكاهة لمدة ساعة وعلى الرغم من أن معركة الطماطم هي بالتأكيد الحدث الأبرز إلا أن هناك جميع أنواع الأنشطة التي تؤدي إلى الحدث الرئيسي بما في ذلك حفلات طبخ الباييلا والاستعراضات والحفلات في الهواء الطلق والألعاب النارية ويعد المهرجان بالنسبة لمدينة بونول الصغيرة في فالنسيا العيد أكثر من مجرد مهرجان ترفيهي لرمي الطماطم فهو أهم معرض في المدينة Buñoleras يعتبرونه كجزء من ثقافتهم وطريقتهم في الوجود تبدأ الاحتفالات في وقت مبكر مع وصول الحشود إلى Buñol بالقطار والحافلة وتنتقل الجماهير إلى وسط المدينة والانضمام إلى حفلات السانجريا على طول الطريق في الساعة 10 صباحًا في الساحة الرئيسية بالمدينة Plaza del Pueblo ، هناك طقوس ما قبل المعركة المعروفة باسم el palo jabón حيث يتم رفع لحم الخنزير إلى أعلى عمود مملوء بالصابون ويكافح الناس لتسلقه وسحبه لأسفل يبدأ القتال الضخم على الطعام في الساعة 11 صباحًا يشير صرير مدفع المياه إلى الانطلاق حيث تقوم شاحنات ضخمة محملة بالطماطم بإلقاء الفاكهة الناضجة في الشوارع وفى نهاية المهرجان تصطف الحشود الملطخه بالطماطم للاستحمام يأتي رجال الإطفاء ليقوموا برش المياه في الشوارع وفي أقل من ساعة تعود الأمور إلى طبيعتها إلى حد كبير والمثير للدهشة أن الطماطم المستخدمة في المعركة تزرع خصيصًا لهذا الحدث وليس للاستهلاك اليومى ويتم نقلها بالشاحنات من جميع أنحاء إسبانيا وتبلغ قيمة تذكرة المهرجان 12 يورو ويمكن شراؤها عبر الإنترنت من موقع La Tomatina الرسمي
و للمهرجان أصول يُعتقد أنها بدأت بشكل غير رسمي في عام 1944 أو 1945 بعد نزاع بين السكان المحليين خلال عرض لتكريم القديس الراعي للبلدة سان لويس بيرتران و تقول الأسطورة أن مجموعة من الشباب المشاكسين خلعوا غطاء رأس فنان يرتدي ملابسه واندلعت معركة حيث انتزع الحشد المحموم الطماطم من موقف فواكه قريب وألقوا بها على بعضهم البعض و في العام التالي قرر الناس تكرار حدث قذف الطعام وجلب الطماطم من المنزل.
استمر هذا التقليد وتم حظره لفترة وجيزة في الخمسينيات من القرن الماضي في ظل نظام الجنرال فرانكو وكان حدثًا إقليميًا إلى حد كبير حتى حظي بثه التلفزيوني عام 1983 باهتمام عالمي تم إعلان La Tomatina رسميًا كمهرجان للاهتمام السياحي الدولي في عام 2002 وهو يجتذب اليوم الناس من جميع أنحاء العالم من أماكن بعيدة مثل اليابان وأستراليا و في عام 2013 أدخلت دار البلدية نظام التذاكر مما حد من حضور الحدث إلى 22000 شخص
