أخبار وتقارير

الحياة تبدأ بعد ترك الرئاسة أحيانا

صوت المصريين - The voice of Egyptians

 

 

 

 

إذا كان هناك من يقول أن «الحياة تبدأ بعد الأربعين» وثمة من يقول أنها تبدأ بعد الستين، فإن فريقا مغايرا تمامًا من الناس يرون أن «الحياة تبدأ بعد الطلاق»، لكن هل تصور أحد أن هناك من يقول أن الحياة الحقيقية تبدأ بعد مغادرة كرسى الرئاسة؟، هذا المقام الأرفع الذى يصبو إليه  أى سياسي، والطريق إليه دائما مفروش بالتحديات وأحيانا بالصراعات، وقد يأتى الوصول إليها عبر المرور على الجماجم أحيانًا؟

 

قد يظن بعض الناس أن الأضواء والنفوذ والثروة تنحسر عن الرؤساء بمجرد خروجهم من قصور الحكم، لكن الواقع يقول أن العديد منهم ظلوا جزءًا من الحياة العامة، بل عادوا ليتصدروا الصفحات الأولى للصحف المحلية والعالمية أيضا من خلال أعمالهم الجديدة سواء فى المجالات الخيرية أو الاجتماعية أو السياسية أو الفنية وليثبتوا للعالم أن هناك طرقًا متعددة للتكيف مع «حياة ما بعد الكرسى».

 

بوش يكفر عن ذنبه بالأعمال الخيرية

أعادت المعارض الفنية الرئيس الأسبق للولايات المتحدة جورج دبليو بوش إلى واجهة الحياة العامة مرة أخرى ..  إذ مارس الرئيس الـ 43 لأمريكا هوايته من خلال تنظيم عدد من المعارض الفنية وكان أشهرها سور الشجاعة الذى أقيم فى مركز جورج دبليو بوش الرئاسى فى دالاس بولاية تكساس عام 2014 و ضم 66 من اللوحات المرسومة بالزيت لمحاربين عسكريين أمريكيين وأيضا معرض فن القيادة  الذى ضم عددا كبيرا من صور قادة العالم  بمن فيهم الدالاى لاما القائد الدينى الأعلى للبوذيين والرئيس الأفغانى الأسبق حامد كرزاى ورئيس الوزراء الإنجليزى الأسبق تونى بلير .. كما ضم جميع أعماله فى كتاب مصور  خصصت عائداته لمركز جورج دبليو بوش الرئاسى ومبادرة الخدمة العسكرية التى تدافع عن المحاربين القدامى العسكريين بعد 11 سبتمبر.  عمل بوش الابن أيضا على ترسيخ صورته من خلال مكتبة ومتحف خاصين به ومركز أبحاث ومن خلال نشر مذكراته فى عام 2010  وتجاربه كرئيس كما كان العمل الخيرى الذى قام به بوش  منذ تركه للكرسى الرئاسى واسعًا للغاية   حيث كرس  جهوده لجمع التبرعات للمحاربين القدامى و الجرحى كما قام برحلات إلى إفريقيا لرفع مستوى الوعى بسرطان عنق الرحم. يرى بعض المراقبين أن ما يقوم به بوش من أعمال خيرية و معارض فنية بمثابة محاولة للتكفير عن ذنبه فى جر الولايات المتحدة فيما أسماه الحرب على الإرهاب و شن غزوات على أفغانستان والعراق فى عامى 2001 و 2003 على التوالى قتل فيها حوالى 7 آلاف جندى أمريكى فى النزاعين وأصيب أكثر من 50 ألف شخص.

أوباما ينتج أفلاما وثائقية

فى نفس العام  الذى سلم فيه مهام أقوى منصب فى العالم إلى خليفته دونالد ترامب راح الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما ينظم جولة سياحية عالمية  وبدأ يكتب الكتب ويلقى الخطابات وأنشأ مؤسسة أوباما كمنظمة غير ربحية تدير برنامجا للمنح الدراسية فى جامعة شيكاغو إلى جانب شركة إنتاج  متخصصة فى البرامج النصية والأفلام  الوثائقية بالشراكة مع Netflix وترشح أول إنتاج لها لنيل جائزة الأوسكار وهو الفيلم الوثائقى American Factory وأيضا قامت زوجته بنشر مذكراتها Becoming التى باعت  1.4 مليون نسخة فى الأسبوع الأول وأصبح الكتاب الأعلى مبيعًا فى الولايات المتحدة لعام 2018 و بحلول 26 مارس 2019   باعت مذكرات ميشيل 10 ملايين نسخة.  المستشار الألمانى السابق جيرهارد شرودر الذى اختار مجال الأعمال وصدم العديد من الألمان من خلال رعايته مشروع خط أنابيب بمليارات الدولارات يسمى نورد ستريم  وهو ينقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا ويمتلك الأنبوب شركة الغاز الحكومية الروسية غازبروم بعد فترة وجيزة من ترك منصبه  أصبح شرودر أيضا رئيس لجنة المساهمين فى خطوط الأنابيب وعمل في وظائف أخرى مثيرة للجدل مرتبطة بالمصالح الروسية حيث أصبح  رئيسًا للمجلس الإشرافى لعملاق  النفط الروسية  وهى شركة روسنفت المدرجة على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك شغل شرودر العديد من المناصب المدفوعة وغير المدفوعة منذ تقاعده بما فى ذلك عضوية مجلس مستقبل أوروبا ومجلس القرن الحادى والعشرين وعضوية مجلس الأمناء مؤسسة البوندسليجا وهى مؤسسة خيرية مخصصة للمشاريع الاجتماعية و عضوية المجلس الاستشارى المركز الألمانى لأبحاث السرطان DKFZ و المجلس الدولى لمتحف بيرغروين كما أنه الرئيس الفخرى لمجلس الرابطة الألمانية للشرق الأدنى والشرق الأوسط (NUMOV)  و عضو لجنة التحكيم لجائزة ويلى براندت الدولية.

بان كى مون يكف عن القلق أخيرًا

منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق للنمسا هاينز فيشر فى العام 2016  ابتعد تماما عن الساحة السياسية رغم أنه يطلق عليه  السياسى المحترف ولكنه ظل مشغولاً للغاية وظلت جولاته العالمية تجذب وسائل الإعلام  و أيضا رواد مواقع التواصل الاجتماعى بل حصل على شهرة عالمية خاصة فى دول أفريقيا والشرق الأوسط  بعد أن تركزت جهوده على حفظ السلام و المحافظة على البيئة فقد أسس هو والأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كى مون مركز المواطنين العالميين فى 2017  وهو مؤسسة غير ربحية تهدف إلى تمكين النساء والشباب من خلال جهود حفظ السلام ومبادرات التعليم والسلامة والقضاء على الفقر ونشر العدالة وحقوق الإنسان فى جميع أنحاء العالم. قد يعتقد البعض منا أن الرؤساء فى بعض دول العالم الثالث لا يغادرون السلطة إلا إلى القبر وهذه حقيقة فى بعض الحالات لكن هناك أيضا رؤساء أفارقة تمكنوا من النجاح بعد ترك المنصب، أحد هؤلاء الرئيس الغانى السابق هو جون أجيكوم كوفور، فمنذ مغادرته منصبه انضم إلى نادى مدريد وهى مجموعة النخبة  التى تضم 77 من القادة الدوليين ويجتمع الأعضاء سنويًا لتقييم الاتجاهات السياسية والاقتصادية وغيرها من الاتجاهات العالمية والعمل على التأثير فى السياسات فى جميع أنحاء العالم وأصبح كوفور عضواً فى اللجنة السياسية للنادى ويعد هو الزعيم الإفريقى السابق الوحيد الذى شارك فى الاجتماع التحضيرى لمجموعة العشرين . تولى كوفور أيضا رئاسة منظمة التنمية الإيطالية  ومؤسسة التحالف من أجل أفريقيا  التى تعهدت  بدفع بمبلغ 15 مليون دولار للتنمية فى قطاعى الصحة والتعليم فى القارة على مدى خمس  سنوات وخصصت المؤسسة  بالفعل 350 ألف دولار لإعادة تأهيل المدارس فى غانا و تبحث فى برامج الرعاية الصحية المجتمعية الأخرى  وأصبح أيضًا رئيس مجلس إدارة Interpeace منظمة استثنائية دولية غير حكومية  تقدم مساهمات ملموسة نحو السلام من إدارة النزاعات بطرق غير عنيفة وبناء سلام دائم.

 

رؤساء سيئو السمعة

رؤساء آخرون لا تزال أخبارهم تتصدر الصفحات الأولى للصحف المحلية والدولية ولكن بشكل مختلف فمثلا رئيس المكسيك السابق فسينتى فوكس استمر يتصدر عناوين الصحف المحلية عقب تركه لكرسى الرئاسة ولكن  بشكل منتقد   حيث كرس جهوده لمهاجمة قوانين مكافحة المخدرات وأجرى عددا كبيرا من المقابلات الصحيفة والتلفزيونية  تبنى خلالها فكرة تقنين المخدرات على الرغم من أنه ليس مستخدمًا لها. أيضا رئيسة كوريا الجنوبية السابقة بارك جيون هاى التى لاتزال قضية فسادها التى هزت كوريا وكانت سببا فى  إقصائها من الحكم تشغل الرأى العام الكورى الجنوبى وألزمتها بدفع غرامة قيمتها نحو 17 مليون دولار والسجن لمدة 24 عاما بسبب استخدام نفوذها لإجبار شركات كبرى مثل عملاق التكنولوجيا سامسونج وسلسلة التجزئة لوتى على إبرام صفقات ضخمة ودفع تبرعات لمؤسسات تديرها صديقتها شوى سون سيل وتضمنت الاتهامات أيضا إجبار بارك العديد من الشركات على منح هدايا لشوى وابنتها. وكذلك الرئيس البرازيلى الأسبق لولا دى سيلفا الذى تحول من رمز للنجاح الاقتصادى فى البرازيل إلى متهم محكوم عليه بالسجن بعد أن قضت المحكمة بسجنه لمدة 8 سنوات وعشرة أشهر قضى منها عاما ونصف العام فقط قبل خروجه من السجن في قضايا الفساد وكان الحكم عليه  بمثابة صدمة كبيرة  بالنسبة لمؤيدى الرئيس البرازيلى الذى استطاع أن يحقق طفرة اقتصادية هائلة وتمويل البرامج الاجتماعية ونقل الملايين من البرازيليين من الفقر الى الحياة الكريمة وتوسيع الدور الدولى لأكبر دولة فى أمريكا اللاتينية.

تابعونا لمزيد من التغطيات الحصرية والمحتوي المتنوع عبر أقسامنا المتجددة، حيث نقدم لكم أحدث أخبار وتقارير علي مدار الـ24 ساعة، وأحدث أخبار مصر  و اقتصاد وبنوك وبورصة إلي جانب تغطية حصرية من خلال  سفارات وجاليات ،  وتغطية شاملة للتطوير العقاري من خلال قسم عقارات ونتشارك في الترويج للسياحة والآثار المصرية من خلال قسم  سياحة وآثار  ، إضافة لأخبار خاصة في قسم ثقافة وفنون و علوم وتكنولوجيا ومنوعات ، كما نولي اهتمام خاص بـ الرياضة و المرأة ونقدم لكم كل يهم التعليم والطلاب من خلال أخبار الجامعات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى