يديعوت أحرنوت تكشف تفاصيل زيارة وفد مصري إلي إسرائيل
زار وفد مخابراتي مصري تل أبيب، أواخر الأسبوع الماضي؛ لبحث سبل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وفق ما نشرته صحيفة “يديعوت أحرنوت”، الأحد.
وذكرت الصحيفة أن الوفد المصري التقى الإسرائيليين للتعرّف على وجهة نظرهم بشأن الانسحاب العسكري الكامل من القطاع، في إطار اتفاق شامل لما بعد الحرب الجارية منذ 7 أكتوبر.
وتم إبلاغ الوفد بأن الأمر سيُثار في مجلس الوزراء الإسرائيلي، لكن، حسب الصحيفة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يمنع التوصّل لاتفاق محتمل الآن، ويبدو أنه مهتمّ بتمديد الحرب قدر الإمكان.
مباحثات الفصائل الفلسطينية
من ناحية أخرى، قالت “يديعوت أحرونوت” إن القاهرة استدعت فصائل غزة لجولة إضافية من المحادثات في القاهرة بعد 7 يناير؛ حيث يعمل المصريون عبر أكثر من قناة للتوصّل إلى موقف فلسطيني موحّد بشأن حكومة موحّدة تكون مسؤولة عن غزة.
وحتى الآن، فإن المناقشات بين الفصائل حول إبرام صفقة جديدة بشأن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، لم تسفر عن اتفاق، حيث أن حماس بحاجة إلى التزام من الدول المشتركة في الوساطة بعدم استئناف القتال تحت أي ظرف، وفق تقرير الصحيفة.
وأوضحت أن رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”، ديفيد بارنيا، أطلع مجلس الوزراء الحربي على أن قطر قالت إن حماس مستعدة للتفاوض على إطلاق سراح ما بين 40 إلى 50 رهينة، بينهم نساء ومسنّون وأسرى مرضى، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 20 إلى 30 يوما، والإفراج عن السجناء الفلسطينيين، بينما يتم إطلاق باقي الرهائن باتفاق شامل، يضمن وقفا كاملا لإطلاق النار.
ومرة أخرى، لفتت الصحيفة إلى أنه فيما يجري دراسة العرض في إسرائيل، إلا أن نتنياهو يعرقل أي صفقة من شأنها وقف إطلاق النار.
وشهدت هدنة إنسانية قصيرة بين حماس وإسرائيل، سرت بين 24 نوفمبر حتى صباح 1 ديسمبر، صفقة إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 أسيرا فلسطينيا.
وتعتقد إسرائيل أن نحو 137 رهينة بقيت بعد هذه الصفقة لدى حماس، بينما يواجه نتنياهو ضغوطا شديدة من عائلاتهم والداخل الإسرائيلي لإطلاق سراحهم ولو بالتفاوض.
محور فيلادلفيا
يعلّق المحلل السياسي الفلسطيني، نذار جبر، بأنه “لا شك أن مصر تلعب دورا كبيرا في الوساطة، ومبادرتها هي الأكثر منطقية، لكن أتوقع أن زيارة وفد الاستخبارات إلى إسرائيل تحمل رسالة أكبر بكثير من جهود الوساطة”.
جبر أوضّح أن هذه الرسالة “أعتقد أن لها علاقة بمحور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، وتصريحات نتنياهو بوجوب سيطرة إسرائيل عليه”، إلا أنه بموجب الاتفاقات الموقّعة بشأن هذا المحور فإنه من المفترض أن تكون هذه المنطقة العازلة غير مسلحة، وأعتقد أن مصر ستصر على ذلك”.
أما عن حديث الهدنة، فيقول إنه “سيتم الحديث أيضا عن هدنة لوقف إطلاق النار؛ فمصر وسيط موثوق للجانبين، وتفاصيل الهدنة لن تخرج عن المبادرات التي تطرحها مصر لا محالة”.
كان نتنياهو قال في مؤتمر صحفي، السبت، إنه يتعيّن على إسرائيل أن تسيطر بشكل كامل على محور فيلادلفيا، لضمان نزع السلاح في المنطقة، في إشارة إلى محاولة سد الباب أمام وصول السلاح لفصائل غزة من الخارج.
قلق نتنياهو من وقف الحرب
في رأي الباحث المتخصّص في الشأن الإسرائيلي، عبدالعاطي إسماعيل، فإن حديث نتنياهو عن محور فيلادلفيا “قد يكون استفزازا لمصر كونها أكثر الدول التي تضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب”.
في الوقت نفسه، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، يتابع إسماعيل، لا يبدو أنه قد يقبل وقف الحرب الآن “فإسرائيل تريد تحقيق انتصار عسكري على حماس، لأنها حتى الآن تعد مهزومة؛ كونها لم تنفّذ أي هدف من حربها على قطاع غزة، والرأي العام الداخلي غاضب”.
ويستدل إسماعيل على ذلك، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، بأنه “إذا خرج نتنياهو الآن من غزة فمصيره السجن، وهذا ليس توقعا، لكنه سيتعرّض لمحاكمة خاصة بالتقصير الأمني في 7 أكتوبر وفشل حربه على حماس”.
ما محور فيلادلفيا؟
يطلق اسم محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين، على شريط يمتد على الحدود بين مصر وقطاع غزة.
يقع ضمن المنطقة “د” العازلة، بموجب اتفاقية السلام التي وقّعتها مصر وإسرائيل عام 1979.
يمتد المحور من البحر المتوسط شمالا إلى معبر كرم أبو سالم جنوبا، بطول نحو 14 كيلومترا.
تفرض اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل قيودا عددية ونوعية على نشر القوات على جانبي الحدود، بما في ذلك الجانب المصري للمحور.
كانت إسرائيل تسيطر على محور فيلادلفيا ضمن سيطرتها على المنطقة “د” التي ينتمي إليها، حتى انسحبت من غزة وسلّمته للسلطة الفلسطينية عام 2005.
في العام ذاته، وقع اتفاق جديد لتنظيم وجود القوات في منطقة المحور، وسمح بتنسيق أمني مصري إسرائيلي.
تنشر مصر عددا محدودا من القوات على جانبها من المحور، لمنع عمليات التسلل والتهريب.