لماذا تعمدت إسرائيل استهداف 200 موقع أثري في غزة رغم تسليمها إحداثياتها ؟
وقال انسطاس لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) “الاستهداف متعمد، ليس فقط للمواقع الأثرية كالمساجد والكنائس والمتاحف والمنازل الأثرية وغيرها من مواقع التراث، لكن أيضا للمدارس والجامعات والمستشفيات”.
وأضاف أن المديرة العامة لليونسكو ، أودري أزولاي أبلغت السلطات الإسرائيلية بإحداثيات مواقع التراث العالمي الموجودة في غزة بعد اندلاع الحرب كي لا تستهدفها، ومن ثم فإن إسرائيل “تضرب المواقع وهى لديها إحداثياتها مسبقا”.
وأكد على أن القصد من وراء هذا التعمد هو “مسح البنية التحتية لغزة كي تصبح غزة أرض صحراوية غير قابلة للحياة”، مشيرا إلى أن المواقع التراثية والأثرية في القطاع واضحة مثل “المسجد العمري الكبير الذي يمكن رؤيته على بعد كيلو مترات، وكذلك قصر الباشا الذي تم تدميره وكنيسة بروفيريوس”.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قال في وقت سابق ، إن إسرائيل استهدفت أكثر من 200 موقع أثري وتراثي من أصل 325 موقعا في القطاع، من بينها “مساجد أثرية وكنائس ومدارس ومتاحف ومنازل أثرية قديمة ومواقع تراثية مختلفة”.
وذكر المكتب في بيان أن من بين أبرز تلك المواقع كنيسة جباليا البيزنطية والمسجد العمري في جباليا، بالإضافة إلى مركز المخطوطات والوثائق القديمة في مدينة غزة.
ولفت انسطاس إلى أنه كخطوة استباقية، “طلبنا في الاجتماع الأخير للمنظمة قبل أسبوعين إدراج موقع تل إم عامر، أو دير القديس هيلاريون، الموجود في غزة تحت الحماية المعززة، ومع ذلك تم استهدافه جزئيا”.
وأشار إلى أن مسؤولية اليونسكو لا تندرج تحتها حماية مواقع التراث العالمي فحسب، بل كذلك المدارس والجامعات والمراكز الثقافية ومراكز الصحافة والإعلام وأيضا حماية الصحافيين الذين قتل منهم أكثر من 100 صحافي حتى الآن.
وعبر المندوب الفلسطيني عن أسفه لعدم قدرة اليونسكو على اتخاذ إجراءات عقابية تجاه إسرائيل كونها ليست عضوا في المنظمة، وإن كانت لا تزال طرفا في الاتفاقية المؤسسة لها.
وعن تحريك دعوات جنائية ضد إسرائيل بشأن استهداف المواقع التاريخية، قال “الدعوات يتم تقديمها من قبل الدول المعنية أو الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، لكن اليونسكو لا يمكنها رفع دعوى أمام الجنائية الدولية بهذا الشأن”.
صندوق خاص لإعمار غزة
وتحدث انسطاس في حواره مع وكالة أنباء العالم العربي عن أهمية المواقع التي استهدفتها إسرائيل، وقال إن هناك ثلاثة منها مدرجة على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي لليونيسكو، وهى ميناء غزة القديم وتل أم عامر ومحمية طبيعية في وادي غزة.
وأضاف “هناك مواقع تراثية أخرى مدرجة على لائحة فلسطين القومية مثل المسجد العمري الكبير، وقصر الباشا، وكنيسة بروفيريوس، كذلك متاحف ومراكز ثقافية تم تدميرها كليا كمتحف جباليا، وأحدث هذه المباني التي دمرتها إسرائيل يعود تاريخها إلى 200 عام”.
وبشأن حماية القانون الدولي للمواقع الأثرية، أوضح انسطاس أن اتفاقية 1954 لحماية الممتلكات الثقافية تكفل حماية تلك المواقع في حالة الصراعات المسلحة، وأن سرائيل طرف في هذه الاتفاقية “لكنها كالعادة تضرب بها عرض الحائط”.
وكشف انسطاس أيضا عن أن الجانب الفلسطيني طلب من اليونيسكو “فتح صندوق خاص لإعادة إعمار غزة في المستقبل، ليس فقط للمواقع الأثرية، لكن أيضا للمدارس والجامعات، وطلبنا كذلك تفعيل برنامج مساعدة طارئة” خلال الأيام المقبلة.
وأشار المندوب الفلسطيني إلى أنه سيتم تفعيل تقنية مراقبة المواقع عبر الأقمار الاصطناعية في غزة خلال الأيام القادمة “مما يتيح لنا متابعة ما يحدث بشكل فوري”.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد دعا في بيانه اليوم المنظمات الدولية إلى “التدخل الفوري” لوقف استهداف إسرائيل للمواقع الأثرية وإعادة ترميم المواقع المدمرة.