خبيرة تحذر من كارثة بيئية إثر استخدام إسرائيل القنابل الفوسفورية جنوبي لبنان
مع بدء المواجهات بين “حزب الله” وإسرائيل على الجبهة الجنوبية للبنان، عمد الجيش الإسرائيلي على قصف البلدات والقرى الحدودية اللبنانية، بالقنابل الفوسفورية المحرمة دوليًا والمحظورة بموجب الإتفاقيات والمعاهدات الدولية.
وتستهدف إسرائيل بالقنابل الفوسفورية البلدات والمناطق الحرجية والزراعية، الأمر الذي يشكل كارثة بيئية كبيرة، بحسب الخبراء.
وأشارت الخبيرة البيئية الدكتورة فرح كنج، إلى أن “مصادر المياه في جنوب لبنان، أصبحت ملوثة بفعل القنابل الفوسفوية التي تلقيها إسرائيل على القرى والبلدات الحدودية جنوبي لبنان، وستشكل خطرًا على النبات والإنسان من الترسبات الناتجة عن ذلك”.
وفي تصريحات لوكالة “سبوتنيك”، قالت كنج إن “القنابل الفوسفورية هي أنواع من الأسلحة التي تحتوي على مركبات الفوسفور، وتُستخدم في الحروب والنزاعات، ولهذه الأسلحة مخاطر صحية وبيئية”.
الفوسفور الأبيض يمكن أن يسبب حروقًا خطيرة عندما يتم تعرض الجلد له، هذه الحروق يمكن أن تكون عميقة وتؤثر على الأنسجة، بالإضافة إلى تسمم الجهاز التنفسي لأنه عند احتراق الفوسفور، يتكون الدخان الذي يحتوي على أكاسيد الفوسفور، التي يمكن أن تكون سامة وتؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي.
ولفتت إلى أنه “عند استخدام القنابل الفوسفورية، يمكن أن يحدث تلوث للتربة والمياه المحيطة بمكان الاستخدام، مما يؤثر على النظام البيئي ويمكن أن يتسبب في مشاكل صحية للإنسان والحيوانات”، مشيرة إلى أن “بقايا مكونات قنابل الفوسفور الأبيض يمكن أن تنفذ إلى المياه القريبة من مواضع استخدامها، كما وتستقر في رواسب الأنهار والأحواض المائية المحيطة، بفعل مياه الأمطار التي تعمل على سحب المخلفات الكيميائية من تلك القنابل إلى مجارٍ مائية قريبة، إذ إن قابلية الفوسفور الأبيض للتفاعل بسرعة مع الأكسجين في الهواء، تقلل من انتشاره إلى أماكن بعيدة عن مواضع استخدامه”.
وأوضحت كنج أن “فصل الشتاء يساعد في غسل المزروعات والتربة، وهذا ما حدث في جنوب لبنان. كافة مصادر المياه أصبحت ملوثة وبالتالي هناك خطر على النبات وعلى الإنسان من الترسبات الناتجة عن ذلك”.
قد يؤدي التلوث إلى تأثيرات سلبية على الحياة البرية والنباتات، مثل موت النباتات والحيوانات وتغييرات في توازن النظام البيئي، وهذا ما حدث في جنوب لبنان، وبالأخص لبساتين الزيتون فإن أغلبية مزارعي الزيتون خسروا إنتاجهم، وقد يستمر تأثير القنابل الفوسفورية لفترة طويلة، حيث يمكن للفوسفور الذي يتسرب إلى التربة ومن ثم إلى المياه الجوفية وذلك بحسب نوع التربة الموجودة، ومن الممكن أن يظل تأثيره على البيئة لسنوات عديدة.
وعلى صعيد الإجراءات المطلوبة لمعرفة مدى تلوث التربة والمياه لتقييم الواقع جنوبي لبنان، أوضحت كنج، أنه “يجب جمع عينات التربة والمياه على عمق مختلف، وتحديد الفحوصات المطلوب إقامتها لتحديد مستويات الفوسفور، وإرسال العينات إلى المختبر للتحليل لتحديد مدى وجود التلوث وتأثيراته المحتملة، وتأخذ الخطوات اللازمة لمعالجة التلوث بالفوسفور تبعًا للتقييم الشامل للحالة وتأثيراتها، وقد تشمل تدابير مثل التنظيف والتصحيح البيئي واتخاذ إجراءات لمنع التلوث المستقبلي”.
ورأت كنج أن “إسرائيل استخدمت هكذا نوع من الأسلحة لأن تأثيرها عشوائي دون تمييز في الساحات، بالإضافة إلى أنه يتم توسيع مساحة الإصابات، كما أن تطاير الفوسفور في الهواء يسبب حروقا للأشخاص الموجودة وممكن أن يؤثرعلى جهاز التنفس، بالإضافة إلى تدمير كل ما حوله”.