ثقافة وفنون

المخرج بيتر تكلا : أحب التحديات وأعمالي تحمل أفكار ورسائل إنسانية هادفة

صوت المصريين - The voice of Egyptians

مدفوعاً بشغفه في صناعة الأفلام واستمتاعه بما يصنع ، استطاع المخرج المصري الأمريكي بيتر تكلا الذى تلقى تعليمه في أكاديمية نيويورك للسينما أن يقوم بكتابة وإنتاج وإخراج أول فيلم روائي طويل له في عام 2019 وتم تقديمه على شاشات السينما الكبيرة في عام 2021 .

وخلال فترة زمنية قصيرة منذ هجرته إلي أمريكا منذ 14 عام حازت أعمال بيتر تكلا الفنية العديد من الجوائز بعدما شارك في هذه الأعمال الفنية إما بالكتابة أو بالإخراج أو بالإنتاج.

واستطاع أن يحفر اسمه ويصل إلي مستويات عالية من النجاح وحصد العديد من الجوائز لأعماله الفنية، ولأنه يري أن العمل الفني يجب أن يحمل رسالة، يقدم إلينا في العام الجديد 2024 فيلمه الجديد عريس للبيع الذى يحمل رسالة وفكرة كما هو حال جميع أفلامه ويحرص بيتر تكلا علي أن يقدم العمل الفني رسالة هامة تخدم المجتمع .. كان لنا حوار خاص في التأشيرة .. فإلي الحوار

بداية .. ما هي القضية التي يناقشها العمل الفني الجديد “عريس للبيع” ؟

فيلم عريس للبيع Husband for Sale هو بالأساس فيلم كوميدي خفيف ، يتناول المشاكل الزوجية بطريقة كوميدية وفي إطار فانتازيا ، ويقدم الفيلم رسالة نبيلة للمشاهدين وهي عدم تفكير الزوجين في الانفصال أو الطلاق مع مواجهة أول مشكلة في الحياة الزوجية ، ففي الحقيقة هناك العديد من الطرق الناجحة والسوية التي يمكن أن يتوافق بها الزوجين سوياً للوصول إلي حياة زوجية مستقرة بدون اللجوء للطلاق.

كيف تم التجهيز لهذا العمل ومن الممثلين المشاركين فيه؟

الممثلين بهذا العمل أيمن منصور وهو ممثل مصري معروف ، وتم تصوير الفيلم بالكامل في لوس أنجلوس أمريكا ، ويشارك في الفيلم مواهب من ولايات أمريكية عديدة والوجود الشابة معنا مثل تامر فلتاؤس ودينا جرجس ومينا موريس ومريم بباوي والممثلة اللبنانية ريتا سيكالي ونجوي الأسمر،  وبدأنا تحضير الفيلم منذ عام تقريباً ، فقد بدأنا في التحضير له في نوفمبر 2022 وبدأنا التصوير في آخر يناير 2023 وتم التصوير خلال 15 يوم إلي شهر .

وما المختلف في هذا العمل عن الأعمال السابقة التي قدمتها؟

هذا الفيلم مختلف تماماً عن أي عمل قدمته سابقاً، فقد قدمت أعمال درامية وأكشن وأعمال ذات طابع مصري وأفلام ذات طابع أمريكي، وهذا العمل سر اختلافه أنه عمل مصري كوميدي فهذا أول فيلم سينمائي طويل أقوم بتأليفه وإخراجه ، فقد قدمت أعمال كوميدية سابقاً سواء بالتأليف أو الإخراج لكنها كانت أفلام قصيرة ، حيث أخرجت فيلم order to kill وهو فيلم أمريكي من الألف للياء ، ثم فيلم the last turn او “الدور الأخير ” وهو فيلم دراما أكشن ، لكن فيلم عريس للبيع أول فيلم مصري كوميدي أقوم بإخراجه.

عريس للبيع
عريس للبيع

ما سر حماسك لهذا العمل؟

سر حماسي لهذا العمل شيئين أولهما ان فكرة القصة تعبر عن أشياء كثيرة نشعر بها ونريد أن نعبر عنها ، لكن يتم تقديمها في هذا العمل بشكل كوميدي ، والشئ الآخر أنني أحب التحديات ، فكان التحدي الأكبر بالنسبة لي هو إنتاج فيلم كوميدي في الظروف التي يعيشها العالم حالياً، كذلك تحمست بشدة للرسالة التي يقدمها الفيلم ، لأني مع الأسف أري حالات كثيرة من الطلاق في المجتمع وقد تكون معظم حالات الطلاق لأسباب بسيطة جداً يمكن حلها أيضاً بأبسط الحلول ، وزاد من حماسي للعمل أن الأزواج يجب أن يفكروا ألف مرة قبل التفكير في التخلص من العلاقة الزوجية والطلاق ، ولأنها قضية هامة جداً فإن فيلم عريس للبيع يناقشها ويقدمها بطريقة كوميدية بعيداً عن الدراما التي اعتدناها، لذلك كان حماسي شديد لإنجاح هذا العمل.

حدثنا عن تجاربك السينمائية السابقة؟

تجاربي في الحقيقة كلها في أمريكا ، وهي حتي الآن 9 أفلام ، منها 3 أفلام سينمائية طويلة و6 أفلام قصيرة ، وكانت جميعها متنوعة ما بين الأفلام التي تحمل طابع مصري من ناحية الفكرة أو اختيار الممثلين أو السيناريو ، ثم الأفلام الأمريكية التي تحمل أفكار أقرب للمجتمع الأمريكي ويقدمها ممثلين بأمريكا، والأفلام الصامتة.

وأما أكبر تجاربي الفنية ، فهو فيلم الدور الأخير أو the last turn والذى تم تصويره من مواهب بأمريكا، والفيلم دراما أكشن يتناول الخلافات الأسرية التي تحدث بين الأب والأم والنتيجة التي يصل إليها الأطفال من التربية الخاطئة من عدم الاهتمام بالأولاد وانشغال الوالدين بجمع المال ، وهذا الفيلم حقق مشاهدات بنسبة عالية بعد عرضه في أمريكا وحصل علي عدة جوائز من عدة مهرجانات أشهرها المهرجان المصري الأمريكي في نيويورك.

the last turn
the last turn
المهرجان المصري الأمريكي يكرم بيتر تكلا
المهرجان المصري الأمريكي يكرم بيتر تكلا

 

وأخرجت فيلمي الثاني order to kill وهو فيلم أمريكي وقصته عن المجتمع الأمريكي وتتناول فكرته عودة ضابط في الجيش الأمريكي بعدما عايش الحروب ومشاكل الجيش عودته لحياته المدنية حيث يصاب يصاب بمرض ptsd أو اضطراب ما بعد الصدمة، حيث يلجأ بطل العمل هنا إلي حل أي مشاكل تواجهه بالعنف والقتل ، ولذلك يحمل الفيلم رسالة واضحة وهي عدم اللجوء للعنف لحل المشاكل ، وأن كل المشاكل لا تحل العنف والقتل ، خاصة في المجتمع الأمريكي الذى يحوي نسبة انتشار عالية من  العنف،  وهذا الفيلم تم عرضه في 2023 وما يزال يعرض إلي الآن وحصل علي العديد من الجوائز.

order to kill
order to kill

أيضا قدمت فيلم ماندي Mandy – Rejoice عام 2021 وهو فيلم صامت قصير ، ثم فيلم بورتريه Portrait عام 2022

وفيلم أمل Amal (A Woman’s Struggle)  وفيلم قصير Hitman’s Wife,
ونعمل الآن علي فيلم the son of herbs friend
فالأعمال متنوعة ما بين الأمريكي والمصري وكل قصة ولها ظروف إنتاجها

كيف تختار أفكار أعمالك الفنية؟

أختار أعمالي وفقاً للمشاكل والتحديات التي أجدها حولي في المجتمع ، وفي الحقيقة تأثرت بحياتي وعملي كصيدلي وأحاول أن أقدم أعمال هادفة تناقش مشاكل نعاني منها المجتمع ونضع حل أو فكرة قد تصبح حل لهذه المشكلة.

ما هي التحديات التي واجهتك في مصر وأمريكا في طريق نجاحك؟

واجهت تحديات كثيرة جداً، أولها وأهمها كان الإنتاج ، فحتي يتم تقديم قصة عمل جيد بإنتاج جيد كان التحدي إيجاد ميزانية لهذا العمل ، والتحدي الآخر هو اختيار الممثلين المناسبين لهذه الأعمال، فحتي نجد ممثلين مصريين موهوبين في أمريكا لم يكن أمر سهل بالمرة ، لذا اختيار الممثلين كان تحدياً كبيراً.

 

هل كانت هجرتك من مصر إلي أمريكا كان لاستمرار العمل بمهنتك كصيدلي أم أنك مهاجر وفي عقلك هدف العمل السينمائي والإخراج؟

هجرتي من مصر لأمريكا كانت من 14 سنة وكان هدفها الاستقرار في أمريكا ولم يكن هدفي الإخراج السينمائي أولاً ، فقد كان هدفي يتشابه مع هدف أي مهاجر يبحث عن الاستقرار في حياته ، لكن لأني كنت في المجال الفني منذ التحاقي بمسرح الجامعة فعندما هاجرت لأمريكا بدأت أعمل في المسرح ودرست في new york film academy ، وكنت أعمل صيدلي وأعمل بالسينما سوياً، ثم بدأت العمل في الأفلام القصيرة ثم الأفلام الطويلة وبدأ الحلم يكبر لأقدم عمل فني أكبر ، ومازالت الأحلام أمامي كثيرة.

رغم استقرارك في مصر وعملك في الصيدلة لماذا تحولت من مهنة الصيدلة والاستقرار بمصر إلي الهجرة لأمريكا ؟

في الحقيقة أنا مازلت أعمل بالمهنتين حتي الآن الصيدلة والسينما، لأن الحياة في أمريكا إلي حد ما صعبة وتتطلب أكثر من العمل في مهنة واحدة حتي يتاح لك الاستقرار في أمريكا ، فهذا طبيعة الحال في أمريكا ، ولكن السينما لا أعتبرها مهنة أو شغل بل أعتبرها شغف ، فهناك مقولة تقول “لو أنت بتعمل اللي انت بتحبه يبقي انت مبتشتغلش” ، وهي حقيقة ، لأن الجهد الذى يبذل في السينما أكبر بكتير من الجهد المبذول في الصيدلة، لكنه جهد عن حب واستمتاع بالعمل ، واعتقد أن الممثلين أو المخرجين والمشاركين في العمل الفني بشكل عام يكونوا مستمتعين بالعمل أكثر منه مجرد شغل أو وظيفة بالنسبة لهم.

لكن كان هذا بمثابة المجازفة بالسعي للفن والاخراج السينمائي ؟

هي فعلا مجازفة ، وأنا بطبيعة شخصيتي أحب التحديات والعمل فيما تحبه وتسعي إليه يكون مقابله مجزي جداً، وأنا ابحث عن تقديم رسالة أكثر من مجرد شغل.

ما هي خططك المستقبليه؟

أتمني نجاح الفيلم عريس للبيع ، وأمامي أيضاً عدة مشاريع تحمل أفكار مختلفة وبدأت بالفعل التجهيز لهم وهي مشاريع قوية جداً ومنها الدراما والكوميدي وأتمني أن تخرج للجماهير كما أحلم بها.

كيف تنظر إلي إنتاج المسرح والسينما في مصر خلال الأعوام الماضية؟

في الحقيقة السينما والمسرح في مصر في تطور كبير ، وصناعة السينما بدأت تحمل أعمال هادفة وتناقش قضايا هامة كذلك ما يتم تقديمه في المسلسلات أفكار هادفة ومفيدة للناس.

وهل يجب أن يحمل العمل الفني هدف وفكرة أم يكون مجرد عمل للترفيه والتسلية؟

العمل الفني من الأفضل ألا يكون مجرد عمل للتسلية ، والتسلية هامة جداً ، لكن اذا تم الجمع بين التسلية وتقديم رسالة هادفة سيكون عمل عظيم أو نموذجي ومثالي حتي لو كان يناقش موضوع بسيط.

من هو مثلك الأعلي في مجال الإخراج؟

مثلي الأعلي المخرج المصري بيتر ميمي وليس لتشابه الأسماء لأني استمتع بالأفكار التي يقدمها واختياره لفريق العمل والرسالة والممثلين ، ودائما ما نري أن أعماله تحمل فكرة الناس المكافحة والحاملين للطموح والساعين للنجاح في الحياة.

 

من الممثل المصري الذى ترغب في العمل معه ؟

هناك العديد من الممثلين الكبار الذين أرغب في العمل معهم علي رأسهم ماجد الكدواني وكريم عبد العزيز وأتمني في يوم من الأيام أن يجمعني عمل معهم، لأنهما مؤثرين في المجتمع المصري وفي صناعة السينما المصرية .

ومن هو مثلك الأعلي في أمريكا ؟

مثلي الأعلي المخرج العالمي ستيفن سبيلبرج فأفكار أفلامه متنوعة جداً والإخراج لا يعلي عليه

ومن الممثلين الأمريكيين أتمني في الحقيقة العمل مع نيكولاس كيج، لأنه من أكثر الممثلين الذين يحملون أداء طبيعي غير مصطنع أو تمثيلي وأفلامه تناقش قضايا هادفة ومؤخرا قدم فيلم dream scenario وهو يحمل فكرة مختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى