يواصل عدد من المسؤولين والنشطاء السودانيين الموجودين في القاهرة نقاشات لبلورة «مبادرة جديدة» للحوار السوداني – السوداني، برعاية «المجلس المصري للشؤون الخارجية»؛ لحل الأزمة السودانية، وبدء إعادة إعمار البلاد التي دمَّرتها الحرب.
وعُقدت، في القاهرة، مساء الخميس، مباحثات جمعت مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، وجمال عنقرة، أحد منسقي مشروع الحوار السوداني – السوداني، وصلاح حليمة، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، وهو اللقاء الذي «جرى في سرّية تامة، ولم يعلَن عنه مسبقاً».
من جانبه أكد عنقرة، لـ«الشرق الأوسط»، أن اللقاء «جاء ضمن التحركات لبلورة (مبادرة لحوار شامل) بين الأطراف السودانية كافة، وهو ما يتسق مع الموقف المصري الداعم للشعب السوداني والمتفهم لطبيعة وأهمية أن تكون الحلول نابعة من السودانيين أنفسهم»، مشيراً إلى أن لقاء نائب رئيس مجلس السيادة السوداني «جاء في إطار ودي وغير رسمي»، مؤكداً أن «الأيام المقبلة ستشهد عقد لقاءات أخرى في القاهرة مع أطراف سودانية مختلفة».
ووفق حليمة، «يقتصر دور المجلس المصري للشؤون الخارجية على رعاية مشروع المبادرة فقط»، مضيفاً أن «الهدف من مشروع المبادرة هو الانفتاح على جميع الأطراف دون إقصاء، وخلق رؤية شاملة لمعالجة الأزمة السودانية عبر مسارين رئيسين»، موضحاً أن «المسار الأول مرتبط بالحوار والتوافق بين مختلف الأطراف، والثاني عبر آلية تنسيق مع الجهات الفاعلة والمنظمات النشِطة بالملف السوداني، مع شمول جميع المبادرات السابقة للاستفادة مما حققته».
وكان مالك عقار قد اقترح، في أغسطس (آب) الماضي، «خريطة طريق» تبدأ بوقف إطلاق النار بين الجيش و«الدعم السريع»، وإطلاق حوار بين القوى السياسية يؤسس لمرحلة انتقالية وانتخابات، مع ضمانات لعدم وجود تشكيلات عسكرية خارج إطار القوات المسلّحة السودانية.
عودة إلى عنقرة الذي أكد «استمرار التواصل مع ممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني في السودان، والتيارات السياسية؛ لبلورة مطالبهم بشكل واضح؛ في محاولة لإحداث أكبر قدر من التوافق، وبما يحقق الهدف الذي يرجوه الجميع بوقف الحرب وإعادة بناء البلاد».
واحتضنت مصر، الشهر الماضي، مؤتمر «القضايا الإنسانية في السودان 2023»، بحضور أكثر من 400 مشارك ممثلين عن قطاع كبير من منظمات المجتمع السوداني، وهو الاجتماع الذي عُقد بعد أيام فقط من اجتماعات ائتلاف «قوى الحرية والتغيير» في السودان، التي أقيمت في القاهرة على مدى 3 أيام، وجرى خلالها التوافق على الدعوة إلى «توسيع مظلة القوى الداعمة لإيقاف الحرب في السودان».
في سياق ذلك، أرجع حليمة حماس «المجلس المصري للشؤون الخارجية» لرعاية المبادرة، إلى كونها «جامعة لكل الأطراف السودانية، وتتضمن مناقشة أربعة محاور رئيسية مرتبطة بالأمن والجانبين الإنساني والسياسي، بالإضافة إلى إعادة الإعمار، وهي الأمور الأكثر إلحاحاً بالنسبة للسودان في الوقت الحالي». وشدَّد على أن «حل الأزمة الحالية لن يكون إلا من خلال السودانيين أنفسهم، وأن (المجلس المصري للشؤون الخارجية) يعمل فقط على تهيئة مناخ الحوار».