بتصميمات تحاكي الطرز المعمارية الفاطمية والمملوكية، بدأت ملامح الكثير من المباني المطورة بمنطقة سور مجرى العيون (جنوب القاهرة التاريخية) في الظهور وجذب الانتباه، إذ رأى متابعون اعتماد هذه الاستراتيجية في أعمال تطوير مباني القاهرة التاريخية «أمراً مُهماً» لاستعادة رونق القاهرة القديمة الملقبة بـ«مدينة الألف مئذنة».
وتسعى مصر للاستفادة من مقومات المنطقة الأثرية بجنوب القاهرة عبر مشروعات تطوير جديدة تتماهى مع الطابع العمراني للقاهرة القديمة، واستعرض وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصري، الدكتور عاصم الجزار، التصميمات الداخلية للفندق الذي يجري بناؤه في المنطقة، ويدخل في خطة التطوير التي تضم 79 عمارة سكنية، بالإضافة إلى مول تجاري إداري ترفيهي، ويعدّ «أحد أهم مشروعات التطوير بمحافظة القاهرة الذي يستهدف إعادتها إلى رونقها الحضاري»، وفق بيان أصدرته الوزارة (الأربعاء).
ونفّذ صندوق التنمية الحضرية (تطوير المناطق العشوائية سابقاً) التابع لرئاسة مجلس الوزراء المصري، عدداً من المشروعات في الآونة الأخيرة، من بينها تطوير منطقة «روضة السيدة»، بالإضافة إلى تنفيذ أحياء «الأسمرات، والمحروسة، وأبو السعود»، وأعلن مسؤولون سابقون بالصندوق عن العمل على تطوير 357 منطقة عشوائية، على مستوى الجمهورية، من بينها منطقة سور مجرى العيون.
وتضم القاهرة التاريخية الكثير من المباني التي تعود للعصور الفاطمية والمملوكية والخديوية، وتشتهر بطرزها المعمارية الفريدة، كما في المساجد والأسبلة والمدارس والوكالات التجارية والفنادق التراثية والقصور التي يوجد الكثير منها في منطقة الدرب الأحمر وشارع المعز التاريخي وحي الخليفة.
وفي وقت سابق، بدأت وزارة السياحة والآثار المصرية أعمال ترميم وتنظيف السور الأثري، الذي يدخل في خطة التطوير، والمعروف قديماً باسم قناطر المياه؛ حيث أنشأه السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي (توفي 1193 م) لنقل المياه من النيل إلى القلعة، وجدده السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة 712 هجرياً الموافق 1312م.
وكان صندوق التنمية الحضرية قد أعلن، في وقت سابق، عن تنفيذ أعمال بقيمة 18.5 مليار جنيه تم صرف 8 مليارات منها على الأعمال المنفذة والباقي يصرف تباعاً لحين الانتهاء من كل المشروعات، وأشار الرئيس التنفيذي للصندوق إلى وجود مناطق جديدة مستحدثة مؤخراً تم إدراجها ضمن خطة العمل، وفقاً لما جاء على الموقع الرسمي للصندوق.
وحظيت العمارة السكنية في مدينة القاهرة منذ بداية العصر المملوكي، بتطورات لافتة، ومن أبرز سمات العمارة المملوكية، الاهتمام بواجهات الجوامع والمدارس، واستخدام القباب الضريحية وفتحات النوافذ المزينة بالزجاج المعشق، كذلك استخدام المقرنصات التي تتوج أعلى الواجهات والشرفات المسننة التي شُكلت على هيئة أوراق نباتية ثلاثية أو خماسية الأطراف.