المقاطعة.. العقاب الصامت لجرائم الصهيونية
تشهد منطقة الشرق الأوسط العديد من التحديات والصراعات التي تثير القلق وتهدد استقرارها. تفاقمت الأزمة مع اندلاع معركة الطوفان الأخيرة واستخدام إسرائيل لشتى أنواع الأسلحة والقنابل لا سيما الفسفور الأبيض المحرم دوليا في محاولة إبادة جماعية لسكان غزة، شنت القوات العسكرية الإسرائيلية غارات جوية عنيفة، وهجمات غير إنسانية، وارتكبت مجازر راح ضحيتها الالاف من المدنيين، أغلبهم نساء وأطفال..
في ظل العدوان الغاشم وتداول صور توثق جرائم الاحتلال، ظهرت المقاطعة حركةً شعبية رافضة للانتهاكات الصارخة وسرعان ما تطورت لتصبح دعوة للاستغناء نهائيا عن المنتجات الإسرائيلية والداعمة لإسرائيل، مما ساهم بشكل فعال في تشكيل وعي وقدرة على تدمير اقتصادهم.
المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات حركة تشير إلى الحملة الدولية الاقتصادية التي بدأت في 9 يوليو، تموز 2005 بناءً على نداء صادر عن 171 منظمة فلسطينية غير حكومية، بهدف المقاطعة وسحب الاستثمارات وتفعيل العقوبات تجاه إسرائيل
المقاطعة تهدد إسرائيل
ظهرت حملات المقاطعة بوصفها إحدى الوسائل الفعّالة للتعبير عن الاحتجاج والرفض للسياسات والأفعال التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي من محاولات إبادة جماعية وتطهير عرقي وتهجير قسري.
وشملت حملات المقاطعة عدد كبيرا من الدول العربية وكانت واحدة من أهم ثلاث شعارات رُفعت وسط غضب شعبي واسع: قاتل.. قاوم.. قاطع..
هذه الشعارات رفعت للتأكيد أن الجميع قادر على المساهمة في رفع راية الحق بالمقاومة بأنواعها أو بالمقاطعة وأشكالها.
المقاطعة عصيان مدني.. وكم من عصيان مدني سلمي كان سببا في تحرير دول وبلوغ المراد بلوغه..
عهد جديد للمقاطعة.. تجديد الالتزام بالمقاومة
والجدير بالذكر أن المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات حركة تشير إلى الحملة الدولية الاقتصادية التي بدأت في 9 يوليو، تموز 2005 بناءً على نداء صادر عن 171 منظمة فلسطينية غير حكومية، بهدف المقاطعة وسحب الاستثمارات وتفعيل العقوبات تجاه إسرائيل، وذلك حتى تلتزم بالامتثال للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان..
واليوم تعود هذه الحملة بقوة، لتلقى صدى محلي ودولي كبير ويتجلى هذا التحرك في مختلف الميادين، بدءًا من المقاطعة الثقافية والاجتماعية وإلغاء متابعة النشطاء والمؤثرين الذين لم يهتموا بالقضية وصولاً إلى المقاطعة الاقتصادية التي دقت ناقوس الخطر عندهم..
اليوم مع تزايد الوعي والادراك بنتائج المقاطعة تابعنا تراجع أرباح الشركات الشريكة والداعمة لإسرائيل وتكبدها لخسائر فادحة..
المقاطعة سيف ذو حدين أنت تدمر اقتصادهم وتضعفهم، بالتالي تتوقف عن تمويلهم الذي عمدوا من خلاله إلى شراء السلاح والقذائف وأدوات الحرب. في الآن ذاته أنت تستخدم البديل الذي هو منتج بلادك أي أنك تساهم في نهضة اقتصادية إذ سيزيد استهلاك المنتجات المحلية
المقاطعة رفض للتطبيع الاقتصادي وعقاب للعدو
تتجلى حملات المقاطعة في مجالات متعددة، حيث استوجب على النشطاء والفنانين رفض التعاون الثقافي والفني مع إسرائيل وحلفائها وشركائها. أيضا مطلوب من الجميع مقاطعة كل اشكال الاحتفال تزامنا مع هذا المصاب الجلل واحتراما لأرواح الشهداء.. وكل من خالف هذا طالته حملة انتقاد واسعة وشرسة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي..
يعكس هذا الرفض والتعصب تجاه المقاطعين اعتراض الشعوب الأكيد على السياسات الإسرائيلية الغاشمة والقسرية تجاه القضية الفلسطينية والفلسطينيين ويعتبر وسيلة للتأكيد على الرفض العام للمجازر وقتل الأطفال..
إمكانية نهضة اقتصادية محلية
حملات المقاطعة الاقتصادية، تجعل من الاقتصاد الإسرائيلي هشا إذ تراجعت أرباحهم ودخولهم من المنتوجات الداعمة لهم بأعداد هائلة في وقت قصير..
الشعوب مدركة أن المقاطعة تحقق ضغطا اقتصاديا يجبر الحكومة الإسرائيلية على إعادة النظر في سياستها بعد أن أصبحت مفضوحة ومكشوفة للعالم.. كما يعتبرها البعض وسيلة فعالة لتحقيق التغيير السياسي والاقتصادي ويدعو بأن تستمر إلى ما بعد الحرب..
والمقاطعة سيف ذو حدين فأنت تدمر اقتصادهم وتضعفهم، بالتالي تتوقف عن تمويلهم الذي عمدوا من خلاله إلى شراء السلاح والقذائف وأدوات الحرب. في الآن ذاته أنت تستخدم البديل الذي هو منتج بلادك أي أنك تساهم في نهضة اقتصادية إذ سيزيد استهلاك المنتجات المحلية بالتالي ستنتج الشركات أكثر فستقوم باستثمارات جديدة وستحتاج ليد عاملة أكبر فستوفر مواطن شغل جديدة مما يقلل نسب البطالة ويحقق الازدهار الاقتصادي.
يجب على المجتمع الدولي النظر بعناية إلى هذه الحملات وفهم دورها في سياق الصراعات الإقليمية والبحث عن وسائل فعالة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
التأثير الداهم.. كيف تستجيب إسرائيل لهذا الشبح؟
حملات المقاطعة دفعت الكثير من الشركات لتبرير موقفها محاولة إصلاحه بتعديل سياستها التجارية أو الاستثمارية استجابةً للضغط العام، مع التأكيد على حياديتها.. البعض الاخر من فروع الشركات القطرية، أكدت أنها لا تنتمي مباشرة للشركة الأم ولا لمناهجها ولا لسياساتها المالية، وأن مسؤوليها هم وكلاء من جنسيات الدول التي تقع فيها فروعها.. كما عمدت بعض العلامات التجارية لتعليق علم فلسطين أو فرض ارتداء الكوفية على موظفيها، مع نشر منشورات داعمة للقضية كل هذا في سبيل ألا تخسر، لأن المقاطعة لو استمرت على ذات المنوال سوف تكون خسارتها أكبر وقد تؤدي للإفلاس الحتمي.. مع محافظة عديد الشركات على موقفها تأكيدا على دعمها للكيان الإسرائيلي في حركة استفزازية؛ فمن المؤكد ان عواقبها ستكون وخيمة وستضر بصورتهم وتشوهها في ذهن المستهلك.
تظل قضية المقاطعة تحديًا حساسًا يشغل بال العديد من الأشخاص في المنطقة ويتزايد وعي الأفراد ومطالبتهم ودعواتهم لهذه الحملات أكثر فأكثر. في المقابل تبقى المقاطعة ردة فعل طبيعية وسلمية تسلط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني، والتعدي الصارخ على حقوق الانسان. لا بد من ان تصبح المقاطعة استغناء وتخلي.
كما يجب على المجتمع الدولي النظر بعناية إلى هذه الحملات وفهم دورها في سياق الصراعات الإقليمية والبحث عن وسائل فعالة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.