قبل ساعات من سريان الهدنة.. الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة
بينما يأمل الفلسطينيون في التقاط الأنفاس لأربعة أيام، مدة هدنة كان مقررًا أن تدخل حيز التنفيذ في غزة، اليوم الخميس، إلا أنهم عوضًا عن ذلك، عاشوا واحدة من أعنف ليالي العدوان على القطاع، شهدت سقوط عشرات الشهداء والجرحى، تزامنًا مع أنباء عن عرقلة دخول الاتفاق حيز التنفيذ لأسباب غير معلنة.
ودخل العدوان على قطاع غزة اليوم الثامن والأربعين، منذ الهجوم المباغت للمقاومة الفلسطينية من غزة على إسرائيل، مخلفًا حتى أحدث إحصاء، 14530 شهيدًا، وما يزيد على 35 من الجرحى، في حصيلة غير نهائية وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
الليلة الأعنف
وشن الاحتلال، منذ ليلة الأربعاء وحتى صباح الخميس، قصفًا مكثفً، برًا وبحرًا وجوًا، على أحياء سكنية في مناطق متفرقة عديدة في قطاع غزة، مخلفًا عشرات الشهداء والجرحى، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وشنت طائرات الاحتلال، فجر الخميس، عدة غارات على منازل الفلسطينيين في النصيرات ومخيمها، ودير البلح في وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات.
وشمال القطاع، كثف الاحتلال الإسرائيلي غاراته، فوق بيلا لاهيا، وبيت حانون، واستهدف مربعًا سكنيًا كاملًا في مخيم جباليا، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات المواطنين.
وواصلت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة في مناطق مختلفة من مدينة غزة قصفها للأحياء السكنية المأهولة، إضافة إلى لإطلاق النار على كل من يتحرك في المنطقة. بحسب رصد وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وفي رفح، جنوبي القطاع، استهدفت طائرات الاحتلال مبنى جمعية خيرية خلف المستشفى الكويتي، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين في مركز لإيواء النازحين.
استمرار حصار الإندونيسي
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حصار المستشفى الإندونيسي، شمالي قطاع غزة، وتسقط أرضًا بيد قناصة يعتلون أبراجًا قبالة المستشفى، كل ما يتحرك في محيطه.
ونحو 200 جريح رفقة الطواقم الطبية لازالوا محاصرين داخل المستشفى، بينما تراكم 65 جثمانًا في المستشفى، بعد أن تعذر دفنها في ظل الحصار الجاري حتى اللحظة. وفق رصد وكالة الأنباء الفلسطينية.
هدنة ليس قبل الجمعة
وفي إعلان مفاجئ قرب منتصف ليل الأربعاء، قال أحد كبار مساعدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إطلاق سراح المجموعة الأولى المكونة من 50 إسرائيليًا مختطفًا لدى حماس في غزة كجزء من صفقة الرهائن- المعلن عنها مسبقًا- لن يتم يوم الخميس، كما هو متوقع ولكن يوم الجمعة.
ووزع رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي بيانًا قال فيه إن المفاوضات بشأن الرهائن “تتقدم باستمرار” و”سيبدأ إطلاق سراحهم وفقًا للاتفاق الأصلي بين الطرفين، وليس قبل يوم الجمعة”.
وقال مصدر إسرائيلي أيضًا إن التهدئة لمدة أربعة أيام، بموجب الاتفاق، سيتم تعليقها وأن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ستستمر طالما لم يتم الانتهاء من الاتفاق، حسبما ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وكشف مسؤول إسرائيلي للصحفيين بشرط عدم الكشف عن هويته، في وقت متأخر من يوم الأربعاء، أسباب التأخير، قائلاً إنه على خلاف ما كان معروفًا مسبقًا في القدس، فإن كل من إسرائيل وحماس تحتاج إلى التوقيع على وثيقة تصديق على الاتفاقية حتى تدخل حيز التنفيذ. بحسب ما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أنه من المنتظر أن يتم التوقيع على الوثيقة خلال الـ 24 ساعة القادمة، في الوقت المناسب لإطلاق سراح الرهائن الأوائل يوم الجمعة.