حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، يوم أمس الجمعة، من أن النظام الصحي في قطاع غزة بات “منهكًا تمامًا”، قائلا إن نصف المستشفيات البالغ عددها 36 في القطاع أصبح خارج الخدمة.
وأوضح غيبرييسوس، أمام مجلس الأمن الدولي، أن أروقة المستشفيات مكتظة بالجرحى والمرضى، والعمليات الجراحية تجرى دون تخدير، مشيرًا إلى أن أكثر من 250 هجومًا وقع على المؤسسات الصحية في غزة والضفة الغربية، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال: “أفضل طريقة لدعم العاملين في القطاع الصحي والمرضى هي توفير الوسائل الضرورية، بما في ذلك الأدوية والمعدات الطبية والوقود لمولدات المستشفيات”. معززًا دعوته لزيادة المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، وداعيًا إلى “وقف فوري لإطلاق النار”.
وقال تيدروس، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي: “في قطاع غزة قُتل أكثر من 10800 شخص، نحو 70% منهم من النساء والأطفال”.
وأضاف: “في المتوسط، يُقتل طفل كل 10 دقائق في غزة”.
وختم تصريحه بالقول: “أتفهم جيدًا ما يعانيه أطفال غزة، فقد مررت بتجارب مشابهة في طفولتي”.
ومساء الجمعة، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، انقطاع الكهرباء والماء والاتصالات عن المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع.
ونشرت الوزارة مقطع فيديو مصور يُظهر “انقطاع الكهرباء والماء والاتصالات عن المستشفى الإندونيسي في شمال غزة”.
ودخلت الحرب بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أسبوعها الثامن، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه العنيف برًا وبحرًا وجوًا على قطاع غزة، حيث ركز قصفه على المستشفيات، وأظهرت مقاطع مصورة الطيران الحربي الإسرائيلي يهاجم مستشفيات الإندونيسي والشفاء في غزة.
القصف الإسرائيلي أثار تنديدا دوليا وعربيا وإسلاميا إلى جانب روسيا والصين، وجعل الأمين العام للأمم المتحدة يشعر بالفزع، ورغم ذلك ما زالت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وبعض الدول الغربية تدعم إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة، وترفض الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار وتستخدم واشنطن حق النقض في مجلس الأمن للحيلولة دون صدور قرار يلزم تل أبيب بوقف الحرب الشعواء والغير متكافئة ضد قطاع غزة، الذي يقطنه أكثر من مليوني شخص.
دعم الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين اللامحدود لإسرائيل جعلها تشعر بقدرة على فعل أي شيء والإفلات من العقاب، وهو ما دعا وزير في الحكومة الإسرائيلية إلى القول بضرورة قصف غزة بقنبلة نووية، مشيرًا إلى أنه ليس هناك مدنيين غير متورطين في غزة، ودعوة برلماني آخر إلى قتل قادة “حماس” في السجون والضفة.
وتقول إسرائيل إن حربها على غزة جاءت ردًا على عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، يوم 7 أكتوبر الماضي، على المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة، وراح ضحيتها أكثر من 1400 إسرائيلي وأسر أكثر من 200 آخرين.
وأسفر القصف الإسرائيلي على غزة عن سقوط نحو 11 ألف قتيل وإصابة نحو 26 ألفا آخرين، فيما أسفرت المواجهات في الضفة الغربية عن مقتل أكثر من 163 فلسطينيا وإصابة نحو 2400 آخرين.