فنان مصري يعيد نحت التماثيل الفرعونية بالمانجو والجميز
استخدم الفنان الدكتور جرجس سعيد ميخائيل الجاولي، أستاذ مساعد النحت بجامعة المنيا، الأشجار المحلية المصرية مثل السنط والجميز وكذلك أخشاب القزورين والموسكي في نحت عدد من التماثيل الفرعونية؛ وذلك انسجاما مع بحث الدكتوراه الخاصة به بعنوان(فن النحت في الوطن العربي بين الهوية والاغتراب).
وفى إطار المحافظة على الهوية البصرية المصرية والتي تقوم على الموروث الفرعوني، قام الجاولي بنحت العديد من التماثيل من الأخشاب المحلية، حيث قام بصنع تابوت أحمس ميريت آمون من الأسرة الـ18 الفرعونية في مدة شهر، مستخدماً أخشاب الموسكي وطعّم الوجه بأخشاب الجميز التي كان يستخدمها الفراعنة.
بدوره يقول الدكتور جرجس الجاولي في تصريح لـ”بوابة الأهرام”، إن أخشاب الجميز من الأخشاب المحلية، حيث استخدمت قديمًا بكثرة في صناعة التوابيت، خاصة أن أشجار الجميز تتميز بأقطارها الكبير والتي يمكن استخلاص كتلة التابوت منها بسهولة، وتتميز أخشاب الجميز بجمال نسيجها وألوان أليافها القوية والسهلة النحت والتفريغ لكتلة الخشب، رغم تداخل أليافها وتشعبها.
ومن المعروف تاريخيا، شهرة مصر في العصور الفرعونية بكثرة أشجار الجميز في أنحاء مصر، مضيفًا أن أغلب التوابيت الفرعونية القديمة كانت من الأخشاب الأشجار المحلية وكذلك المستوردة من الخارج وبالأخص بلاد الشام، حيث أن تابوت أحمس ميريت آمون زوجة أحمس مصنوع من خشب الأرز، والذي كان يتم استيراده من لبنان.
يقول الجاولي:”اجتهدت كثيرًا كي أجعل التابوت من خشب الجميز، وقد جلبت الخشب من أشجار الجميز من أرياف المنيا”.
ويوضح الدكتور جرجس الجاولي، إن الجميز بديل مناسب وقيم لإعادة نحت هذا التابوت الذي طالما كنت أقف أمامه خلال زيارتي للمتحف المصري كثيرًا متأملاً ومُعجبًا وحالمًا بأن أعيد نحته مرة أخرى مؤكدا على أنه قام بتنفيذ العديد من التوابيت والتماثيل المصرية القديمة من خلال الأشجار المحلية، وكان أكبرها تابوتين لتويا ويويا، والتابوت الخشبي لتوت عنخ آمون، ومجموعة أخرى من التوابيت الخشبية تعود للعصر المتأخر، بخلاف التوابيت الصغيرة الحجم للأجنة بمقبرة توت عنخ أمون، مضيفًا أن تجربة النحت في إطار محاولاته الحثيثة للحفاظ علي التراث المصري القديم، وإعادة إحياؤه واستلهام قيمه الفنية والتعبيرية والبصرية من خلال نحت العديد من تلك الأعمال النحتية الهامة في تراثنا الفرعوني العريق الذي أبهر العالم القديم والحديث.
ويضيف الجاولي، أنه استخدم أشجار السنط في صناعة التماثيل، وكان من أصعب الأشجار التي تعامل معها لصناعة التماثيل، وكذلك الجوافة التي لم تكن معروفة في العصر الفرعوني، حيث أعاد تشكيل تماثيل فرعونية من المانجو، ومن ضمن الأشجار القزورين وهو من البيئة المصرية التي كانت تزرع حول القرى كمصدات من الأتربة، بالإضافة إلى شجرة اللبخ حيث له تجزيعات لونية تشبه إلى حد ما خشب السرسوع، مؤكدا على أنه قام بصنع عدد كثير من التوابيت الفرعونية من خلال الأشجار المحلية.
“نقلا عن بوابة الأهرام”