بلينكن: لا ينبغي إعادة احتلال غزة بل يجب أن يديرها الفلسطينيون
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الأربعاء، إن إسرائيل وحلفاءها بحاجة إلى البدء في “تهيئة الظروف لتحقيق السلام الدائم” في غزة الآن.
ومع استمرار القوات الإسرائيلية في هجومها على مدينة غزة، قال بلينكن إن الجهود الدبلوماسية يجب أن تبدأ على الفور لتمهيد الطريق لسلام مستقر بعد ذلك.
وتعرّض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لانتقادات لعدم تقديمه خطة واضحة لما سيحدث في غزة، إذا نجحت إسرائيل في هدفها المتمثل في الإطاحة بحركة “حماس” التي تدير القطاع منذ عام 2007.
وقال مسؤولون أمريكيون إن إعلان نتنياهو في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن إسرائيل يمكن أن تتولى المسؤولية عن أمن غزة “لفترة غير محددة” أثار حفيظة إدارة بايدن، التي يتمثل موقفها في أن إسرائيل بحاجة إلى تجنب أي اقتراح باحتلال مفتوح لغزة.
وقال نتنياهو، في مقابلة مع شبكة “ABC” الإخبارية: “لقد رأينا ما يحدث عندما لا نتحمل المسؤولية الأمنية في غزة”.
ويبدو المسؤولون الأمريكيون متوترين بشكل متزايد بشأن خطط إسرائيل لغزة ما بعد الصراع، حيث يقول بلينكن إن الإدارة تريد أيضًا ضمان أشكال أخرى من الحماية لسكان غزة.
وقال بلينكن للصحفيين في طوكيو، بعد اجتماعه مع وزراء خارجية أوروبا وكندا واليابان، إن “الطريقة الوحيدة لضمان عدم تكرار هذه الأزمة مرة أخرى هي البدء في تهيئة الظروف لتحقيق السلام والأمن الدائمين ووضع ذلك في الاعتبار الآن”، مشيرًا إلى ضرورة أن يحكم الفلسطينيون غزة بأنفسهم، وفق بيان للخارجية الأمريكية.
وأضاف: “تعتقد الولايات المتحدة أن العناصر الأساسية يجب أن تشمل عدم التهجير القسري للفلسطينيين من غزة. ليس الآن، وليس بعد الحرب، لا يجوز استخدام غزة كمنصة للإرهاب أو غيرها من الهجمات العنيفة. لا إعادة احتلال لغزة بعد انتهاء الصراع. لا يجب أن يكون هناك تقليص في أراضي غزة”.
وجاءت الخطوط العريضة لرؤية ما بعد الصراع، التي قدمها كبير الدبلوماسيين الأمريكيين، وسط مخاوف متزايدة بشأن تعامل نتنياهو مع الوضع، مع قلق المسؤولين الأمريكيين من أن الزعيم الإسرائيلي يرسل إشارات متضاربة حول التزامه بإعادة إعمار غزة التي يديرها الفلسطينيون.
وقال مسؤولون أمريكيون إن بعض تحذيرات بلينكن كانت أيضًا بمثابة رد علني ضد الأفكار الخاصة التي أثارها الإسرائيليون، بما في ذلك إمكانية ضمان الأمن الإسرائيلي من خلال “منطقة عازلة” بين غزة وإسرائيل، ومن المحتمل أن يتم فصلها عن أراضي غزة.
ويعاني سكان قطاع غزة من كارثة إنسانية محققة، على خلفية امتناع الجيش الإسرائيلي عن إدخال المساعدات الكافية لنجدة سكان القطاع الذين يعيشون تحت وطأة القصف الإسرائيلي المكثف والمستمر، منذ يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأعلنت إسرائيل، مساء يوم 27 أكتوبر الماضي، أنها بدأت المرحلة الثانية من “حرب طويلة وصعبة مع حماس”، تضمنت توغلات برية في غزة بالتزامن مع غارات جوية مكثفة.
ومرّ 32 يوما منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها حركة “حماس” الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، ما أسفر عن مقتل نحو 1400 إسرائيلي وأسر ما يزيد على 200 آخرين.