كتبت : آلاء البدرى
ظاهرة النساء الغارمات ظاهرة اجتماعية مقلقة تكشف عن خلل اجتماعى خطير وتبرز الأمية المالية للمرأة المصرية وقلة الوعي بالأوراق القانونية التي يتم التوقيع عليها وتشير التقارير والأرقام والإحصاءات المتداولة عن مخاوف من استمرار الظاهرة وانعكاساتها السلبية على الاستقرار الأسري والاقتصادي والاجتماعي والتي تتحمل معظم آثارها النساء و الأطفال و رغم أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أولى اهتماماً كبيراً بالأزمة وأطلق عدة مبادرات كمحاولة للقضاء عليها إلا أن الظاهرة بقت منتشرة بشكل لافت ولا تزال الدولة تحاول بكل الوسائل القضاء على هذه الظاهرة سواء بدراستها أو من خلال دعم المرأة اقتصاديا واجتماعيا وحمايتها من الوقوع في براثن الدين كما وضعت الدولة خطة ممنهجة لمعالجة الظاهرة جذريا من ثلاثة اتجاهات أولها استمرار العفو عن المدينين وخروجهم في المناسبات الرسمية و دراسة الظاهرة ومعالجتها ومعرفة أسبابها خاصة لأنه يحتوي على أبعاد ثقافية واجتماعية واقتصادية و دعم النساء المدينات بعد مغادرتهن السجن و مواجهة الحياة حتى لا يعودن إلى السجن مرة أخرى بالإضافة إلى دعم المعيلات
ومن ضمن المبادرات الاجتماعية التى عملت بشكل فعال على ظاهرة الغارمات مبادرة اشترى دينها واكسر قيدها وهى مبادرة مبتكرة وجديدة من نوعها اطلقتها جمعية أطفال السجينات وهي واحدة من أكثر المنظمات غير الحكومية نشاطا في مصر تعمل مع الغريمات وأطفالهم انشأتها السيدة نوال مصطفى الحائزة على جائزة صانع الأمل بالشراكة مع هورايزون اف سى بى من أجل تحرير النساء اللائي ينتهي بهن الأمر وراء القضبان أو هاربات اغلبهن من الأمهات الائى يحتجن إلى المال لتزويج بناتهن وابنائهن هناك أيضًا العديد من الحالات التي تحتاج فيها النساء إلى المال لتغطية النفقات الطبية العاجلة أو لدفع تكاليف تعليم أطفالهن وذلك من خلال بيع عدد من اللوحات الفنية الرقمية هي عبارة عن لوحات مدعومة بتقنية بلوك تشين التي تضمن عدم إمكانية تكرارها أو تزويرها ويتم بيع هذه اللوحات اون لاين باعلى الاسعار لتسديد ديون الغارمات و تحكى كل لوحة قصة صاحبتها وسبب سجنها بدأت الحملة في 21 مارس عيد الأم وتم سداد قروض ثلاث أمهات في ذلك اليوم من خلال مبيعات اللوحات إحدهما كانت ضامنة لصديقتها وعندما توقفت صديقتها عن الدفع وهربت اعتقلتها الشرطة انضم الى المبادرة فنانون من جميع أنحاء العالم كان الفنانون المتعاونون من الولايات المتحدة والبرازيل ومصر والبرتغال ودول اخرى تهدف المبادرة ان الى عمل حمله عالمية بخلاف المبادرات والحملات التقليدية المحلية من اجل لفت نظر العالم الى محنة الغارمات من خلال تقنية NFTs الاكثر رواجا خلال الفترة الماضية حيث يظهر كل فترة زمنية خبرا عن بيع صورة أو مقطع موسيقي أو حتى تغريدة على تويتر بمبالغ هائلة تصل إلى ملايين الدولارات واستخدامها كوسيلة إعلام جديدة لرفع مستوى الوعي وجمع ديون الغارمات وبالفعل تفاعل الكثير من عاشقى الفن الرقمى مع المبادرة وتم بيع اكثر من احدى عشر لوحة من اصل ١٦ لوحة تم انشءها فى الاسبوع الاول كل حالة يتم اختيارها من قبل جمعية مكافحة الحرائق التي تتحقق من صحة القصص وتم تحرير اصحاب قصة اللوحات فى نفس الاسبوع يواصل فنانى المبادرة صياغة بناءً اللوحات الرقمية حسب قصص النساء بمجرد بيع اللوحات المعروضة تتلقى المبادرة عشرات القصص بشكل يوم ويقوم متخصص بكاتبتها وصياغتها بشكل احترافى ثم يقوم الفنان برسم لوحه معبرة عن القصة وبعدها يتم عرضها للبيع مرفقة بقصة صاحبتها على الانترنت وتهدف المبادرة ايضا الى جانب تحرير المديونات رفع مستوى الوعي وتعديل القانون
أشهر لوحة رقمية
واشهر اللوحات التي تم بيعها هى لوحة Hana nfts والتى تم بيعها مقابل 484 دولار وتحكى قصة سيدة مصرية تدعى هناء 44 عام أم لثلاثة أطفال تعمل في عاملة منزل طلبت منها صديقة لها ضمان قرض صغير تحتاجه لشراء ثلاجة وموقد وجهاز تلفزيون لحفيدتها وافقت دون التفكير كثيرا في ذلك وفي البداية سارت الأمور بسلاسة حيث واصلت صديقتها مدفوعاتها مع الوقت واجهت صديقتها مشاكل مالية حيث لم يعد بإمكانها سداد القرض وهربت قام صاحب المحل الذي اشترت منه جميع الأجهزة رفع دعوى على هناء بصفتها ضامنة على المبلغ المتبقي ولكن نظرًا لعدم قدرتها على الدفع تم القبض عليها وحُكم عليها بالسجن لمدة عام أمضت أربعة أشهر ونصف في سجن القناطر للنساء شمال القاهرة وعندما تم إطلاق سراحها اكتشفت هناء أنه تمت مقاضاتها مرة أخرى للحصول على قرض آخر كان قد أخرجته لفتح ورشة العباية والخياطة الصغيرة الخاصة بها و التي أدت ازمة جائحة كورونا إلى توقف الأعمال وسجنها لم تكن قادرة على سداد القرض وجدت نفسها تواجه عقوبة أخرى تصل إلى عامين كانت اللوحة الرقمية بمثابة طوق النجاة حيث بيعت فى اليوم الأول الذي عرضت فيه .
مبادرات حكومية
لم تكن هذه المبادرة الوحيدة بل كانت هناك الكثير من المبادرات الحكومية أهمها مبادرة مصر بلا غارمين التي أمر السيد الرئيس صندوق تحيا مصر بتدشينها بالتعاون مع الجهات الشريكة والتي تمثلها مؤسسة مصر الخير لسداد ديون بعض من الغارمين والغارمات وتم تخصيص مبلغ 12 مليون جنيه
والتى تمكنت من سداد دين عدد 1000 حالة كمرحلة أولى تم التعامل معهم وتمكينهم اقتصاديا تحت شعار(أسرة سليمة منتجة) لمساعدتها على الخروج من حالة الاعتمادية الإقتصادية القائمة على استقبال المساعدات أو الديون لتصبح قادرة على توفير دخل بشكل مستقل من خلال حزمة من برامج التمكين الاقتصادي والاجتماعي والصحي وأيضا مبادرة سجون بلا مدينين والتي هدفت إلى تخفيف معاناة المديونين وسداد ديونهم من خلال 42 مليون جنيه تم تخصيصها من أموال صندوق تحيا مصر في دعم المبادرة والحفاظ على كيان الأسرة وكذلك اللجنة الوطنية لرعاية المدينين ونجحت في تخفيف معاناة أكثر من 6000 مدين ومدينة