في العروض العسكرية والمناسبات الوطنية يصدح رجال القوات المسلحة بترديد نشيد الجيش الذي يحمل معاني التضحية والفداء والذي كتبه الشاعر الكبير فاروق جويدة ولحنه المبدع كمال الطويل ، وتأتي معاني النشيد لترسم ملامح الهوية المصرية من خلال الكلمات المعبرة عن هذه الروح الأصيلة وأولها ارتباط مصر والمصريين بنهر النيل الخالد الذي هو شريان الحياة ومصدر الخير والنماء ..
وجاء ذكر النيل مرتبطا بتضحيات المصريين في قوله (وتنساب يا نيل حرا طليقا لتحمي ضفافك معنى النضال) في إشارة لتاريخ طويل من الكفاح ثم أعقبها قوله (وسالت مع النيل يوما دمانا) لتؤكد ذلك الارتباط الشديد بين النهر والحياة ، كذلك أيضا جاء في ثنايا وصف البيئة المصرية في قوله (نخيلا ونيلا وشعبا أصيلا) حيث ضفاف النيل وأشجار النخيل المميزة لها والتي ترمز لروح الأصالة ..
وفي أول القصيدة عاطفة قوية في قوله (رسمنا على القلب وجه الوطن) لتؤكد ذلك الارتباط الوجداني بين البشر والأرض وروح الحضارة ، وفي وسط القصيدة تبدو لنا معالم الاعتزاز بالانتماء لمصر في قوله (على كل أرض تركنا علامة قلاعا من النور تحمي الكرامة) ثم أعقبها بوصف طبيعة المصريين عندما ذكر أسباب رفعة الوطن وانتصاره وعزته في قوله (بصدق القلوب وعزم الرجال) ..
وتأتي الكلمات قوية معبرة على لسان الجنود في هتافهم إلى بلادهم قائلين (سلام عيك إذا ما دعانا رسول الجهاد ليوم الفداء) حيث الجيش هو درع الوطن وسيفه وهو الذي حمل راية الجهاد المقدسة ضد أعداء الأمة طوال التاريخ ، وفي نفس السياق تأتي معاني العناية الإلهية لمصر المحروسة في قوله (يد الله يا مصر ترعى سماك) وهي متأثرة بالروح الدينية التي هي من سمات الشخصية المصرية ..
وتظهر بوضوح معاني الانتماء والهوية من خلال مخاطبة الجنود لوطنهم وأمتهم معا قائلين (عروبتنا تفتديك القلوب ويحميك بالدم جيش الكنانة) حيث التأكيد على مركزية دور مصر في الوطن العربي والارتباط بالقومية واللغة ، وجاءت كلمة جيش الكنانة لتعبر عن خير الأجناد حماة الحمى مقتبسا ذلك من الكنانة وهي جعبة السهام والتي جاءت في العبارة المشهورة (مصر كنانة الله في أرضه) ..