لأول مرة في تاريخ لندن.. إيجار المنزل يساوي راتب الموظف
لأول مرة في تاريخ لندن.. إيجار المنزل يساوي راتب الموظف ، حيث تفاقمت أزمة الغلاء المعيشي في بريطانيا والتي تسبب معاناة واسعة لكثير من العائلات في البلاد، حيث واصلت إيجارات المنازل ارتفاعها بسبب نسب التضخم المرتفعة، في الوقت الذي تراوح رواتب الموظفين مكانها بل تتراجع دخول الكثير من العاملين بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.
ولأول مرة في تاريخ العاصمة البريطانية لندن أصبح معدل رواتب الموظفين في المدينة يعادل تقريباً متوسط إيجارات المساكن فيها، أو يقترب من ذلك، وذلك بسبب استمرار الإيجارات في الارتفاع.
وقالت بيانات وتقارير محلية في لندن، فإن الإيجارات في بريطانيا سجلت رقماً قياسياً جديداً حيث أصبحت تكلفة استئجار منزل في لندن قريبة جداً من متوسط الراتب الشهري للموظفين في العاصمة.
وبحسب أحدث البيانات فقد أصبح متوسط إيجار المنزل حالياً أعلى بنسبة 10% عما كان عليه في نفس الوقت من العام الماضي، حيث أصبح الإيجار في لندن يكلف الآن 90% من متوسط الراتب.
وأوضح موقع (Rightmove Rental Tracker) التابع لشركة “رايت موف”، وهي إحدى أكبر اللاعبين في سوق العقار البريطاني، أن متوسط الإيجار المُعلن عنه للعقارات حالياً يبلغ 1278 جنيهاً إسترلينياً في الشهر خارج لندن، ويصل إلى 2627 جنيهاً إسترلينياً في لندن، مما يمثل زيادة بنسبة 12.1% مقارنة بالعام الماضي.
وهذا يعني أن متوسط الإيجار السنوي في لندن هو 31.524 جنيهًا إسترلينياً سنوياً.
ويبلغ متوسط الراتب بدوام كامل في لندن حوالي 37 ألف جنيه إسترليني، وفقاً لمكتب الإحصاءات الوطنية (ONS)، مما يعني أن المستأجر الواحد لديه 5476 جنيهاً إسترلينياً فقط سنوياً لتغطية الفواتير الأخرى والطعام والنفقات بعد أن يكون قد سدد إيجار منزله.
أما على المستوى العام في بريطانيا فيبلغ متوسط الراتب أو متوسط الأجر 32 ألف جنيه إسترليني سنوياً، وبالمقارنة مع متوسط إيجارات المنازل في البلاد ككل وليس لندن، فان الموظف العادي يتبقى له من راتبه 16.664 جنيهاً إسترلينياً بعد أن يكون قد دفع إيجار منزله، وهو ما يعني أن العيش خارج لندن ولو براتب أقل يظل أفضل من العيش فيها.
وقالت شركة “رايت موف” إن أحد العوامل التي أدت إلى ارتفاع الإيجارات هو عدم كفاية العقارات المعروضة للإيجار المتاحة لتلبية الطلب من المستأجرين المحتملين الذين يتطلعون إلى الانتقال.
وقالت إن متوسط العقار الواحد المعروض للإيجار في جميع أنحاء بريطانيا يتلقى حالياً 25 استفساراً من مستأجرين محتملين، وهو أكثر من ثلاثة أضعاف العدد الذي كان يستفسر عن العقار المعروض للإيجار قبل الوباء في عام 2019، ما يعني أن الطلب على العقارات لغايات الاستئجار ارتفع في مختلف أنحاء البلاد.
وقالت ريا لايتمير، مديرة الإيجارات في شركة “كلاركس” في دورست: “إن الفجوة بين ارتفاع الطلب والنقص الحاد في مخزون الإيجارات في الوقت الحالي هي فجوة جنونية. نحن نتلقى استفسارات متزايدة عن كل عقار للإيجار من المستأجرين المحتملين، مع وصول طوابير من المستأجرين إلى المنازل المفتوحة، مما يجعل الأغلبية يشعرون بخيبة أمل لأنه لا يوجد ما يكفي من العقارات في السوق لتلبية الطلب”.
وتقول شركة (Rightmove) إن عدد المستأجرين الذين يتطلعون إلى الانتقال الى بريطانيا أعلى بنسبة 41% عما كان عليه الحال في عام 2019.