سياحة وأثار

اكتشاف أثر إسلامي عمره ١٢٠٠ سنة بواسطة مهتمين من محبي المدينة و تراثها يتقدهم دكتور مصطفى الصادق و الباحث حسام عبد العظيم مؤسس مبادرة شواهد مصر

صوت المصريين - The voice of Egyptians

.

من حكايات القاهرة الجميلة خلال الساعات الماضية الجهد الرائع الذي قدمته مجموعة من المهتمين بتراث المدينة في منطقة قرافة الإمام الشافعي لإنقاذ أثر إسلامي اكتشفوه بفضل قوة الملاحظة و الشغف باكتشاف كل مكان في المدينة و القصة كلها ينقلها لنا دكتور مصطفى الصادق استاذ النساء و التوليد بجامعة القاهرة و أحد أبرز المهتمين بتراث القاهرة :

في يوم الخميس ١١ مايو ٢٠٢٣، نزلت مع الشباب ابراهيم المصري طايع و محمد عبد الملك في قرافة الإمام الشافعي (لان الهدم شغال هناك فمنها القاء نظرة اخيرة علي المكان و منها محاولة الحفاظ علي ما قد يكون ذو اهمية تاريخية و إبلاغ الأصدقاء من الآثار او مهندسين الحي للحفاظ عليه _ و كلمة حق مهندسين الحي و الإخوه في الآثار في غاية الاحترام و يحاولون قدر استطاعتهم الحفاظ علي ما يمكن الحفاظ عليه). هناك التقينا مع الأخ و الصديق (المنشغل دائما بالحفاظ علي التراث) حسام عبد العظيم و الاستاذة سارة حسن (و التي أصبحت تنتمي الي الإمام الشافعي اكثر من سكانها و التي يحبها اغلب من يسكن هناك و يعتبرها فرد منهم).

دخلت إلي حوش تم اخلائه من الموتي إستعدادا لهدمه لمشاهده شاهد قبر إذا بي أفاجأ بوجود جدار مهدم و بنظرة اكثر دقة وجدت بعض الحروف الكوفي الغير منقوط (بتبص علي و انا كمان بابص عليها و تقريبا كانت بتشاور لي) موجودة داخل هذا الجدار.

خرجت سريعا لنداء حسام و سارة من الحوش الموجود امام هذا الحوش و لاحظت ان ابراهيم المصري طايع ايضا لاحظ وجود هذه الحروف في الجدار (شكلها كده بصتله هو كمان في محاوله منها للخروج من الجدار).

دخلنا و خلال نصف ساعة او اقل تم اخراج شاهد قبر كامل مكتوب بالخط الكوفي الغير منقوط من داخل هذا الجدار (و تم تسجيل كل هذه اللحظات المثيرة و السعيدة بالنسبه لنا جميعا).

بعد تنظيفها تم قرأه هذا الشاهد و تسليمه بواسطة الاستاذ حسام عبد العظيم للاصدقاء الآثاريين في حوش الباشا. تخيل بقي ان الشاهد ده عمره يا اما ١١٨٧ سنه أو ١١٧٩ سنة لان فيه اختلاف بسيط في قرأة الشاهد.

تم عرض الكلام علي الاستاذ الدكتور فرج الحسيني الذي ساعدنا في قرأة الشاهد و لكن فيه اختلاف بسيط في التاريخ دكتور فرج رأيه ان التاريخ تسع و عشرين و ماتين (٢٢٩ هـ) و انا شايف انه احد و عشرين و ماتين (٢٢١ هـ) و بصراحة طبعا دكتور فرج علي الارجح هو الأصح.

الشاهد مكتوب به :

بسم الله الرحمن الر
حيم الله لا اله الا هو
الحي القيوم هو الحي
لا اله الا هو فادعوه
مخلصين له الدين الحمد
لله رب العلمين و هو
الله لا اله الا هو و له
الحمد في الاولي
و الاخره و له الحكم
و اليه ترجعون هذا
قبر امامه ابنه محمد
بن يحيي بن خلد بن يحيي
توفيت يوم الجمعه لعشر ليا
ل خلون .. ذو الحجه سنه تسع (أو احد زي ما انا شايفها)
و عشرين و ماتين.

المشكلة في التاريخ ان ١٠ ذو الحجة سنه ٢٢١ يوافق يوم الجمعة ٢٤ نوفمبر سنة ٨٣٦ م و كمان ١٠ ذو الحجة سنه ٢٢٩ هـ يوافق يوم الجمعة (برضه) ٢٩ اغسطس سنة ٨٤٤ م. فمش حنعرف اني سنه هي الأصح.

علي اي حال الشاهد عمره اكثر من ١١٧٠ سنه (ايوة زي ما قرأتها كده الف و ١٠٠ سنه يعني ١١ قرن) و هو اللي كان بيبص لنا و بيقول لنا أنقذوني من الحيطة اللي انا فيها و ابعتوني اتحط في متحف علشان كل الناس تفتكرني و تقرأ لي الفاتحة و تعرف قيمة بلدها و وضعها ايه بالنسبه مش بس للبلاد اللي حواليها لا كمان بالنسبه للقارة اللي هي فيها (افريقيا).

رحم الله الست امامة ابنه محمد ابن يحيي اللي خلت المصريين يقرأوا لها الفاتحة بعد اكثر من ١١ قرن علي وفاتها.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button