من هو سلطان “البهرة” الذى منحه الرئيس السيسى وشاح النيل؟
كتب إيهاب جنيدي
شارك السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، بافتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد أعمال تجديده.
واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيف الدين أمس، وأشاد المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية المصرية “بالعلاقات التاريخية بين مصر وطائفة البهرة، ومثمناً الدور المقدّر للسلطان والطائفة في ترميم وتجديد مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصرية التاريخية”.
ومنح السيسي سلطان البهرة، وشاح النيل، “قديراً لجهوده المتواصلة في مصر على المستويات الثقافية والخيرية والمجتمعية”.فمن هو السلطان مفضل سيف الدين؟
مفضل سيف الدين هو سلطان البهرة الحالي، والابن الثاني لسلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين.
وُلد مفضل سيف الدين في مدينة سورات الهندية في 20 أغسطس عام 1946، وينتمي إلى أسرة توارثت زعامة طائفة البهرة منذ مدة طويلة واعتنقت الإسلام منذ بزوغ شمسه في شبه القارة الهندية. تولى تربيته وتعليمه والده السلطان الراحل الدكتور محمد برهان الدين، وله خمسة أبناء، ثلاثة من الذكور أولهم الأمير جعفر الصادق ثم الأمير طه ثم الأمير حسين، وابنتان.
وبحسب ما يعتقده أبناء طائفة البهرة وتنص عليه كتبهم، فإنه لا يتولى زعامتهم سلطان جديد إلا بنص وتعيين من السلطان السابق، لذا فإن سلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين عين نجله مفضل سيف الدين خلفا له (وليا للعهد) قبل وفاته بسنيتن عام 2011 في مدينة مومباي أمام مئات الآلاف من أبناء الطائفة.
منحت جامعة “كراتشي” الباكستانية مفضل سيف الدين شهادة الدكتوراة في الآداب في الثامن من سبتمبر 2015، تقديرا لجهوده الخيرية في العمل على توثيق الروابط الكريمة بين المسلمين.
كما منحته الهند جائزة السلام العالمية في 23 سبتمبر 2015، اعترافا بما وصفته بمساعيه القيمة وحرصه على تقدم الحريات الإنسانية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وجهوده في إنشاء مشروع توزيع الغذاء وتأمنيه في جميع انحاء العالم (فيض الموائد البرهانية)، ومساعيه في تعزيز دور المرأة الاجتماعي والاقتصادي. طائفة البهرة
تعني كلمة “البهرة” التاجر وترمز إلى واحدة من أشهر الطوائف الإسلامية المنتمية للشيعة والتي انتصرت لإمامة أحمد المستعلي الفاطمي، ضد أخيه نزار المصطفى لدين الله، وذلك بعد وفاة والدهما الخليفة المستنصر بالله الفاطمي عام 1094، والذي اختار ابنه المستعلي ليكون واليا، فنشب الخلاف بين الأخوين وانتهى لصالح الطائفة المستعلية التي هُزمت بهزيمة الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي، الذي أسس الدولة الأيوبية وهزم الفاطميين وطردهم من مصر عام 1174، لينطلق البهرة إلى العديد من دول العالم. وينقسم البهرة إلى فرق متعددة، منها “البهرة الداوودية” نسبة إلى داود برهان الدين بن قطب شاه، وينتشرون في الهند وباكستان بعد نقل مركزهم من اليمن في القرن العاشر الهجري، سلطانهم الحالي مفضل سيف الدين، ومركزهم اليوم فى مومباى ولهم جماعات في أكثر من ٤٠ دولة في العالم. ومن فرق البهرة أيضا “السليمانية” نسبة إلى سليمان بن الحسن، وتنتشر في اليمن والمملكة العربية السعودية.
على مر القرون، هاجر البهرة الداوودية إلى جميع أنحاء العالم سعيا وراء تحقيق فرص أفضل في التجارة والتبادل التجاري، كما أن مستوطناتهم الصغيرة نمت وتحولت إلى جاليات كبيرة ذات طابع رسمي في أماكن عديدة حول العالم، وقد هاجر أول وفد منهم إلى مصر خلال فترة الستينيات من القرن الماضي، ويبلغ عددهم اليوم في مصر ما يقارب ٧٥٠ شخصا، تشتغل نسبة عالية منهم في التجارة. و لانتمائهم إلى الفاطميين فإنهم يجتمعون غالبا لإقامة الصلاة في مسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي وغيره من المساجد الفاطمية.
يعمل البهرة على إحياء كل ما يتعلق بالفاطميين من قبورهم ومساجدهم، ويدفعون أموالا طائلة لترميمها، إذ ساهم سلطانهم بجهود مقدرة في ترميم وتجديد مقامات آل البيت في مصر، وعدد من المساجد المصرية التاريخية، منها أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، والحسين، وأنشطة خيرية في مصر.
كانت طائفة البهرة سببا في إعادة إحياء مسجد الحاكم بأمر الله بعد فترات طويلة من التردي، كما كان لها دور مهم مؤخرا في تجديد مبانٍ تراثية وأثرية من مقامات آل البيت والمساجد المتعلقة بمعتقداتها، مثل مساجد الأقمر والسيدة زينب والسيدة رقية.
يعمل أغلب البهرة في مصر في التجارة ولهم العديد من الأنشطة الخيرية، كما شهدت السنوات الماضية دعم الطائفة لصندوق “تحيا مصر”.
يستخدم البهرة تقويما قمريا إسلاميا بصيغة خاصة، جرى تطويره منذ زمن الفاطميين ويعتمد على حسابات فلكية لتحديد بدايات الأشهر، لذا فهو ثابت ويختلف بفارق يوم أو يومين عن التاريخ الإسلامي المعتاد
يحتفل البهرة مع عيدي الفطر والأضحى باحتفالات أخرى منها احتفالهم بالمولد النبوي الشريف وبيوم غدير خم (يوم ١٨ من شهر ذي الحجة الحرام) واحياء ذكرى يوم عاشوراء في العاشر من المحرم الحرام كل عام، ولهم عاداتهم وتقاليدهم الخاصة في هذه المناسبات.