كتبت : آلاء البدري
لازال التاريخ العالمى يسجل انجازات شخصيات استثنائية استطاعت أن تحقق الكثير من النجاحات والانجازات المهمة
على الرغم من تعرضهم لاصابات بالغة واعاقات جسدية
ولم يسمحوا بأن تقف اصابتهم في طريق طموحاتهم ورغبتهم
وأصبح ظهور العارضات المختلفات والمذيعات والمراسلات من ذوي الهمم مثل المكسيكية مولينا البالغة من العمر 24 فى عرض ازياء عالمي بدون ذراعين امر معتاد فى وسائل الإعلام العالمية وخاصة بعد ان صرحن معظمهن انهن ينوين المشاركة فى مسابقات ملكات ومسابقات احلى الاصوات وغيرها لم يعد يقتصر نجاح ذوى القدرات الخاصة والناجين من الحوادث التي تركت إعاقات مختلفة على مجال الموضة والأزياء رغم أنه أكثر المجالات التى اظهرت فى السنوات الأخيرة دعم كامل للتنوع وقبول الآخر بل سجلوا نجاحات كبيرة ووصلوا للعالمية فى عدة مجالات أخرى
بيثاني هاملتون.
تعتبر الامريكية بثانى همليتون من اشهر الرياضيين الذين تمكنوا من التغلب على الحوادث والنجاح بشكل كبير فى مجالتهم كما تعتبر قصتها واحدة من أهم قصص العودة في عصرنا فقد تعرضت لحادث فى هاواى عندما كان عمرها 13 عام عندما ذهبت مع صديقتها والدها وشقيقها الى احدى شاطئ هاواى لتمارس رياضتها المفضلة ركوب الامواج وبينما كانوا يتجولون في الماء في انتظار وصول موجة عالية هاجمها قرش كبير بطول 14 قدمًا وتم نقلها مباشرة إلى مستشفى ويلكوكس ميموريال و بحلول الوقت الذي وصلت فيه كانت قد فقدت أكثر من 60 ٪ من دمها وكان في حالة صدمة نقص حجم الدم. سارع الاطباء من اجل عملية الإنقاذ ولكنها فقدت ذراعها الأيسر في الهجوم و تمكنت بيثانى من الشفاء بعد عدة اسابيع وعلى الرغم من صدمة الحادث كانت هاملتون مصممه على العودة إلى ركوب الأمواج بعد شهر من الهجوم وبمساعدة اهلها وأصدقائها تمكن من العودة الى التدريبات ولكنها استخدمت لوح مخصوص كان أطول وأسمك قليلاً من المعتاد وكان له مقبض لذراعها اليمنى مما يجعل من السهل التجديف وتعلمت الركل لتعويض خسارة ذراعها الأيسر وبعد عاميين من الحادث تمكن من حصد جائزة ESPY ل أفضل رياضي عائد فى الولايات المتحدة الأمريكية وحصلت أيضا على جائزة الشجاعة في سن المراهقة وفي السابعة عشرة من عمرها أدركت حلمها في ركوب الأمواج بشكل احترافي وما زالت منافسة نشطة في رياضة ركوب الأمواج حتى يومنا هذا وتعمل ايضا على تدريب الموهوبين فى هذا المجال كتبت بيثانى تجربتها في السيرة الذاتية سول سيرفر عام 2004 والقتال من أجل العودة إلى اللوح والتي تصف محنتها وقد رويت قصتها أيضًا في الفيلم الوثائقي القصير عام 2007 بعنوان Heart of a Soul Surfer وصف الفيلم بأنه فيلم وثائقي قائم على الإيمان نال اعجاب الجميع وصنف ضمن افضل الافلام التحفيزية كما تم عرض لوح ركوب الأمواج الذي كانت يركب هاملتون أثناء الهجوم وكذلك بدلة السباحة التي كانت ترتديها في متحف كاليفورنيا للتزلج في أوشن سايد كاليفورنيا بالإضافة إلى أنها كانت قصة الغلاف في العدد الأول من مجلة nine كما رفضت استلام جائزة افضل لاعب رياضى معاق لعام 2016 واصرت على سحب اسمها من المسابقة وصرحت وقتها انها لم تشعر بالحماس لاستلام الجائزة وانها لا تعتبر نفسها معاقه ولم تنظر لنفسها ولو لمرة بهذه الطريقة وان اسم الجائزة لم يتناسب مع طريقة حيتها ومسيرتها الناجحة وانجازتها التى لاتزال تغطيها الصحف ووسائل الإعلام و تمنت لو كانت الجائزة كأفضل رياضية للعام فقط دون تفريق بين الاشخاص وانها تبدى الكثير من الاحترام لجميع الأشخاص في تلك الفئة والذين تلقوا تلك الجائزة تشارك هاملتون حاليا في العديد من الجهود الخيرية بما في ذلك مؤسستها الخاصة أصدقاء بيثاني التي تصل إلى المبتورين والشباب الناجين من الحوادث وتشجعهم على التغلب على الصعوبات من خلال تقديم الأمل والمساعدة باستخدام منصتها كرياضية محترفة للترويج للعيش بأسلوب حياة لائق وصحي و قامت بتأليف كتاب Body and Soul في عام و في عام 2019 تم إنتاج فيلم وثائقي اخر عن ركوب الأمواج وقصة بيثانى بعنوان لا يمكن ايقافة و كان يرافقه كتاب صور وكتاب للأطفال.
امبيرلى لاجو
عانت الرياضية السابقة والراقصة المحترفة أمبرلي لاجو من حادث مروع حيث اصتدمت دراجتها نارية بسيارة دفع رباعى
في وودلاند هيلز كاليفورنيا مما أدى إلى قطع شريان الفخذ وحطم ساقها الأيمن بشكل لا يمكن إصلاحه وخضعت 34 عملية جراحية حرجه وتم تشخيص حالتها بمرض الألم المزمن الإقليمي (CRPS) ويعرف ايضا باسم المرض الانتحاري لأنه يسبب الألم المزمن المستمر وقد دفع الكثير من الأشخاص الذين يعانون منه إلى الانتحار وصنف انهوفي المرتبة الأعلى من مقياس الألم وليس له علاج معروف وتم إخبارها بأنها ستكمل حياتها قعيدة على كرسي متحرك وعلى الرغم من الإصابات المنهكة والمغيرة للحياة لم تترك لاجو اليأس يتمكن منها فقد تغيرت حياتها ولكنها تمكنت من اقتناص فرصة اخرى للمواصلة العمل و ممارسة هوايتها وفى عضون خمس سنوات تمكنت من استعادة أسلوب حياتها النشط واصبحت مدربة للياقة البدنية ومتحدثة تحفيزية وتمكنت بالفعل من التغلب على الالم المزمن والمستمر وألهمت الآلاف من خلال مرونتها وقدرتها على الازدهار كما قامت بنشر مذكراتها الرائعة True Grit and Grace التى تغرس فيها الأمل من خلال مشاركة الأدوات والاستراتيجيات التي ساعدتها على مواصلة التقدم في مواجهة المحن وتشجع الاخرين على التحدي ومواجهة الصعوبات التي يواجهونها و رفض الاستسلام كما اصبحت متحدثة تحفيزية شهيرة ومستشار لعدد من المنظمات الخيرية اصبحت اكثر شهرة ونجاح مما كانت عليه فى السابق.
لورين واسر.
تغيرت حياة عارضة الأزياء لورين واسر شكليا فقط فى عام 2012 بعد إصابتها بمتلازمة الصدمة السمية (TSS) وهى فى سن 24 عام بسبب استخدمها للسدادات الصحية وهي حالة نادرة تهدد الحياة وتتطور عادة نتيجة لبكتريا المكورات العنقودية وفقًا للمنظمة الوطنية للأمراض النادرة فهى تصيب 3 من بين كل 100000 امرأة وبعد فترة وجيزة من إصابتها تم بتر ساقيها اليمنى بالكامل ولكنها واصلت العمل كعارضة ازياء فى اسابيع الموضه العالمية فى باريس ونيويورك وبعد سنوات من النجاح فى العمل و الكفاح مع المضاعفات الصحية المستمرة والألم خضعت عارضة الأزياء في لوس أنجلوس لعملية بتر ساقها اليسرى في عام 2018 وهو خيار تقول إنه سمح لها بأن تصبح أكثر نشاطًا و منذ خسارتها ساقيها أعادت واسر اكتشاف مواهبها سواء كعارضة تمكنت من الاستمرار والتألق بل والتنافس فى هذا المجال حتى حصلت على لقب الفتاة ذات الارجل الذهبية او كرياضية هاويه تلعب كرة السلة و شاركت في عدد من سباقات الجرى بما فى ذلك ماراثون مدينة نيويورك كما تعمل ايضا كمتحدثة باسم الذين يعانون من TSS وداعية لتثقيف الجمهور حول أعراضه واستخدمت العارضة البالغة من العمر 31 عام برنامجها لتثقيف الآخرين بالمخاطر المحتملة المرتبطة باستخدام السدادات بالإضافة الى ذلك تقوم أيضا بحملة نيابة من اجل سن مشروع قانون بدعم البحث في المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بالمنتجات الأنثوية على الرغم من تقديمه 10 مرات فإن مشروع القانون لم يطرح للتصويت.
ماري كيت كالاهان
أيضًا تعرضت المراهقة الامريكية مارى كالاهان التى اصبحت اشهر سباحات الولايات المتحدة الأمريكية للاصابة بمرض التهاب النخاع المستعرض فى مرحلة مبكرة مما الزمها البقاء على كرسى متحرك مدى الحياة لكنها صممت على التحدى و بدأت بالسباحة كجزء من العلاج المائي وانضممت إلى نادي السباحة المحلي كما اصبحت كابتن فريق الوصيف لبطولة الدولة في فينويك هاي سكول 2012 كجزء من جهودها للنجاح كسباحة في بطولة المدارس الثانوية بالولايات المتحدة وتعاونت ايضا مع المدعي العام لإلينوي لاجبار جمعية إلينوي للمدارس الثانوية على خلق فرص للرياضيين المعاقين والناجين من الحوادث للتنافس في المسابقات على مستوى الولاية وبالفعل تمكنت هى وست فتيات أخريات من التنافس فى عدة رياضات لاول مرة في تاريخ الولاية وفي عام 2012 أصبحت أصغر عضو في فريق Paratriathlon USA World وتنافس في أول بطولة عالمية في نيوزيلندا وكانت أيضًا عضوًا في فرق الولايات المتحدة الأمريكية لبطولة العالم في عامي 2014 و 2015 و 2016 في أكتوبر من عام 2015 سجلت رقمًا قياسيًا في بطولة Ironman Louisville (2.4 ميل سباحة 112 ميل دراجة و 26.2 ميل) وازدهرت في الترياتلون وتوسعت مؤخرًا إلى الركض لمسافات طويلة الى جانب الرياضة تعمل ايضا محدث تحفيزي يناقش الشدائد ويشجع الأطفال والشباب على الانخراط في أسلوب حياة نشط بالإضافة الى كونها مبعوثا رياضيا وسافرت مؤخرًا إلى أوزبكستان للعمل مع رابطة المعاقين والمدربين والرياضيين للمساعدة في مواصلة تطوير برامجهم للمعاقين.
زابداى زامويل.
وايضا السباح زابداي زامويل تمكن من التغلب على إصابة خطيرة في ساقه ادت الى عدم انتظام خطوته وعينه واصيب بها في سن الثانية عشر ليصبح بطل في السباق الثلاثي وقد عمل ايضا مدربا للسباحين الناشئين وكان زامويل قد خاض دورة الإرشاد والتوجيه في مركز التدريب الأولمبي الأميركي والجمعية الأميركية للرياضيين المكفوفين في كولورادو سبرينغز بولاية كولورادو.
يعتبر جان دومنيك بوبى اشهر متحدى الحوادث وانجحهم على الاصلاق وكان صحفي ومؤلف ورئيس تحرير مجلة الأزياء الفرنسية تعرض لحادث بصيت تسبب له بالاصابة بجلطة فى المخ وهو في سن ال 43 و استيقظ بعد عشرين يوم من العلاج ليجد نفسه عاجز تماما عن الكلام والحركة ولا يستطيع سوى غمض جفنه الايسر ولكن عقله كان سليم و أصيب ايضا فمه وذراعيه وساقاه بالشلل وفقد 27 كيلوغرام في الأسابيع العشرين الأولى بعد إصابته بجلطة دماغية ورغم حالته شديدة ااصعبة لكنه لم يستسلم واستمر فى العمل وألف كتاب The Diving Bell and the Butterfly بدلة الغوص والفراشة المكون من 150 صفحة عن طريق وميض جفن عينه الايسر بمساعدة احد اصدقائة الذى كان يقرأ ببطء الأبجدية مرارًا وتكرارًا قام بوبي بتأليف وتحرير الكتاب بالكامل في رأسه وأملاه حرف حرف لجعل الإملاء أكثر فاعلية و نشر الكتاب في فرنسا في 7 مارس 1997 توفي بوبي فجأة بسبب الالتهاب الرئوي بعد يومين من نشر كتابه وبعد فترة من وفاته قام المخرج جان جاك بينيكس بإخراج فيلم وثائقي قصير بعنوان Assigné à Résidence عن بوبى وفي عام 2007 أصدر المخرج الرسام جوليان شنابل نسخة فيلم عن The Diving Bell and the Butterfly الماخوذ عن كتاب بوبى و قام ببطولة الممثل ماتيو أمالريك في دور بوبي ورغم من الانتقادات اللاذعة التى تعرض لها الفيلم الا انه تلقى العديد من الجوائز والترشيحات بما في ذلك جائزة أفضل فيلم فى مهرجان كان السينمائي و جائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم أجنبي وأفضل مخرج فضلا عن الترشيحات ل4 جوائز الأوسكار.
. –