بقلم : رئيس التحرير
حين سافرت للولايات المتحدة عام 2012 وأمضيت بها ما يقرب من ثلاث سنوات فى مدينة جيرسى سيتى إقتربت من أبناء الجالية المصرية من المهاجرين والمقيمين بأمريكا منذ سنوات طويلة .. وشاركت فى إحتفالاتهم ودخلت بيوتهم ورأيت أبنائهم .. وقد لاحظت أن بينهم شيئا مشترك بمختلف ثقافتهم وتوجهاتهم وأعمارهم .
وهو حب مصر وعشقها الذى لاينضب أو يجف بل يزداد و يكبر يوما بعد يوم ..فربما سافروا بأجسادهم لكنهم تركوا أرواحهم فى مصر على ضفاف نيلها فى الأحياء الشعبية التى ينتمون إليها وفى القرى التى نزحوا منها من جميع محافظات مصر فى كل شوارعها وضواحيها ..فمصر تسكنهم أينما ذهبوا..وكم حرصوا أن يعلمون أبنائهم الذين ولدوا فى المهجر حب مصر والإنتماء لها والتحدث بلغتها العربية والتمسك بتعاليم دينها وتقاليدها أيضا سواء كان مسلما أو مسيحيا ..
وادهشنى أن كل مصرى فى المهجر يصنع مصر صغيرة داخل بيته ..فلا يخلو بيت مصرى من أغانى أم كلثوم وصوت الشيخ عبدالباسط اوفانوس رمضان وسجادة الصلاة والمسلسلات والأفلام المصرية ..ورائحة الطشة والملوخية ..وطواجن البامية وأطباق المحشى ..حتى أن من حولهم من الجنسيات الأخرى يؤكدون أن الإنسان المصرى هو الجنسية الوحيدة التى لاتذوب فى المجتمعات أو تندمج معها ..فالمصرى حين يهاجر يظل يتعذب بمصر ويحن لذكرياته بها وربما ندم بعد ذلك على السفر وقسوة الغربة ..وتظل مصر فى خاطره دائما يتباهى بإنتمائه إليها وعشقه لها ..
فالمصرى مهما وصل لمناصب أو لنجاحات فى الخارج لايستمتع بها ويتمنى لو كان ذلك النجاح فى مصر بين أهله وناسه ..
ولذلك تمنيت لو كان هناك نافذة إعلامية قوية وناجحة تكون بمثابة حبل وصال قوى ومتين بين المصريين فى الخارج وبين وطنهم الأم مصر ..
نركز من خلالها على النماذج والشخصيات الناجحة للمصريين فى كل أنحاء العالم .. فبينهم الآلاف من العباقرة والعلماء والمحققين فى كل المجالات لا نعلم عنهم شئ ..وسنحاول من خلال موقعنا الوصول إليهم والتعرف على إنجازاتهم ورحلات كفاحهم وكيف يستطيعون أن يساهموا بعلمهم وفكرهم ومالهم أيضا ..فيما يحقق لبلدهم الأم التقدم والتنمية ..فكل المصريين الذين قابلتهم فى الخارج يحلمون أن يقدمون شئ لمصر ..ولكن فى المقابل أيضا ..سنحاول أن نتعرف على العقبات التى تقابلهم وتمنعهم عن المساهمة فى حركة التنمية لبلدهم الأم .
ليس ذلك فقط
فى موقعنا التأشيرة سنتناول القضايا والموضوعات والأخبار التى تتعلق بكل شئون المصريين فى الخارج ..
وأتمنى أن نوفق فى ذلك ونقدم من خلاله صحافة حقيقية هادفة نخدم بها بلدنا مصر فى المقام الأول ونفيد بها أبناءنا فى الخارج ..
سامية صادق