الرئيس الفرنسى يرقص على أنغام إلتون جونز بينما فرنسا تحترق من ثورة المراهقين
كتبت آلاء البدرى
حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الآباء على إبقاء المراهقين في المنزل لقمع أعمال الشغب المنتشرة في جميع أنحاء فرنسا وألقى باللوم على وسائل التواصل الاجتماعي في تأجيج العنف الناجم عن إطلاق الشرطة النار على شاب جزائرى يبلغ من العمر 17 عامًا
بعد اجتماع أزمة ثان مع كبار الوزراء قال ماكرون اليوم إن حوالي ثلث 875 شخصًا اعتقلوا ليلًا بسبب أعمال شغب كانوا من الشباب و الصغار جدًا وقال للصحفيين من مسؤولية الآباء إبقائهم في المنزل ليس من مهمة الدولة التصرف معهم
كما زعم أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا كبيرًا في انتشار الاضطرابات ودعا شركات مثل Snapchat و TikTok إلى إزالة المحتوى الحساس من مواقعها
وذلك بعد ان فشل الرئيس الفرنسي في التصدي لرد الفعل العنيف على مقطع ظهر له وهو يرقص طوال الليل في حفل موسيقي لإلتون جون بينما نزل مثيرو الشغب إلى الشوارع مرة أخرى لليلة الثالثة على التوالي وتم تصويره في أكور أرينا في باريس وهو يشاهد المغني في جولة وداع بينما تسبب المشاغبون في إحداث فوضى في العاصمة بعد إطلاق النار على شاب فرنسي جزائري يبلغ من العمر 17 عامًا يعرف باسم نائل يوم الثلاثاء
وتم تصوير عصابات تنهب المتاجر الليلة الماضية واستهدفت متاجر زارا ونايكي بالإضافة إلى واجهة متجر راقية بجوار متحف اللوفر وحديقة التويلري وأظهرت الصور المروعة التي تم التقاطها لما بعد الحادث صاج عشرات المركبات المحترقة يتم اقتيادها أو تطويقها مع ظهور علامات على واجهات المحلات والمباني البلدية آثار أضرار جسيمة
كما اقتحم المراهقين مجمع Chatelet للتسوق بالقرب من كاتدرائية نوتردام وقال متحدث باسم الشرطة حطم عشرات الشبان نوافذ المحلات الرياضية ثم بدأوا في سرقة الملابس والأحذية وشملت الأعمال التي حققت نجاحًا متجرًا تابعًا لشركة Nike ومحلات أزياء ومتجر Samaritaine متعدد الأقسام وامتدت الهجمات إلى شركات أخرى بما في ذلك مطعم فايف جايز للوجبات السريعة الذي تم تخريبه ثم إحراقه وشهدت مدن وبلدات في أنحاء فرنسا مشاهد مماثلة في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة لا سيما في مدينة مرسيليا الجنوبية
وأقام المتظاهرون حواجز وأشعلوا النيران في السيارات وأطلقوا الألعاب النارية على الشرطة مع تصاعد التوترات
تم القبض على أكثر من 600 شخص في جميع أنحاء البلاد حيث تكافح الحكومة لاستعادة النظام وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إن حوالي 249 ضابطًا أصيبوا في أعمال عنف الليلة الماضية كما اصطدمت سيارات الشرطة المدرعة بقايا السيارات المتفحمة التي انقلبت واشتعلت فيها النيران في ضاحية نانتير شمال غرب باريس بعد ان أطلق ضابط النار على الشاب البالغ من العمر 17 عامًا يوم الثلاثاء و على الجانب الآخر من باريس أشعل المتظاهرون النار في مبنى البلدية في ضاحية كليشي سو بوا وأشعلوا النيران في محطة للحافلات في أوبيرفيلييه وشهدت العاصمة الفرنسية حرائق ونهب وسلب
وقالت السلطات الإقليمية إن الشرطة سعت في مدينة مرسيليا المطلة على البحر المتوسط لتفريق الجماعات العنيفة في وسط المدينة
وتم نشر حوالي 40 ألف شرطي لقمع الاحتجاجات وقال وزير الداخلية إن الشرطة اعتقلت 667 شخصا وذكر مركز شرطة باريس أن 307 من هؤلاء كانوا في منطقة باريس وحدها
وأصيب نحو 200 شرطي بحسب متحدث باسم الشرطة الوطنية ولم ترد معلومات عن الإصابات بين بقية السكان
وقال المتحدث إن المدارس وقاعات البلديات ومراكز الشرطة استهدفت من قبل أشخاص أشعلوا النيران واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه وقنابل التشتيت ضد مثيري الشغب وسط الاضطرابات أعلن الإليزيه أن ماكرون سيقطع رحلته إلى بروكسل حيث كان يحضر قمة الاتحاد الأوروبي لترؤس اجتماع أزمة بشأن العنف ثاني محادثات طارئة من نوعها خلال عدة أيام
جاء ذلك في الوقت الذي ندد فيه وزير الداخلية جيرالد دارمانين يوم الجمعة بما أسماه ليلة عنف نادر ووصف مكتبه الاعتقالات بأنها زيادة حادة في العمليات السابقة كجزء من جهود حكومية شاملة لتكون حازمة للغاية مع مثيري الشغب
لم تصل الحكومة إلى حد إعلان حالة الطوارئ وهو إجراء تم اتخاذه لقمع أسابيع من أعمال الشغب في جميع أنحاء فرنسا التي أعقبت وفاة طفلين عرضيًا أثناء فرارهما من الشرطة في عام 2005 ومع احتراق بلاده ظهر الرئيس الفرنسي مع الفنان التون جونز البالغ من العمر 76 عامًا الذي منحه جائزة وسام جوقة الشرف الفرنسية إلى جانب زوجته بريجيت ولكن صورة ماكرون مع إلتون أشعلت الغضب بين عشية وضحاها مع ثور تييري مارياني عضو البرلمان الأوروبي في التجمع الوطني لمارينز لوبان بينما كانت فرنسا تشتعل صفق ماكرون لإلتون جون حسبما ذكرت صحيفة التلغراف
وهناك أيضًا مخاوف متزايدة الآن من انتشار الفوضى في أنحاء أخرى من أوروبا بعد ظهور لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي لأعمال شغب بدأت في مناطق بلجيكا
وشوهدت شرطة مكافحة الشغب مرتدية الدروع الواقية للبدن والدروع وهي تقتحم الشوارع في منطقة Anneessens البلجيكية
واشتبك المتظاهرون الذين يرتدون القلنسوات ويلبسون أقنعة مع السلطات أثناء قيامهم بإحراق السيارات واستخدام الألعاب النارية كأسلحة في الشوارع
واعتُقل نحو 12 شخصًا خلال مشاجرات تتعلق بالقتل في فرنسا حيث قالت المتحدثة باسم الشرطة البلجيكية إيلسي فان دي كيري إنه تمت السيطرة على عدة حرائق وأن سيارة واحدة على الأقل أحرقت
وقال المدعي العام باسكال براش إن تحقيقه الأولي دفعه إلى استنتاج أن شروط الاستخدام القانوني للسلاح لم تتحقق وبعد اجتماع أزمة أمس في أعقاب أعمال العنف التي اندلعت ليلة الثلاثاء والتي أسفرت عن إصابة عشرات من رجال الشرطة وتدمير ما يقرب من 100 مبنى عام قال وزير الداخلية جيرالد دارمانين إن عدد الضباط في الشوارع سيتضاعف أربع مرات ،د من 9000 إلى 40 ألف في منطقة باريس وحدها سيتضاعف عدد الضباط المنتشرين ليصل إلى 5000 وقال دارمانين يجب أن يعود العاملون في مجال الفوضى إلى ديارهم
وبينما لا توجد حاجة بعد لإعلان حالة الطوارئ
وقال إن الضباط أوقفوا أكثر من 180 قبل يوم الخميس وأنه سيكون هناك بلا شك المزيد.