أخبار وتقاريرسياحة وأثار

سياحة النخبة ..سياحة المغامرات والمخاطر يفضلون زيارة “تشرنوبيل” النووى عن الكاريبى وأعماق البحار المظلمة عن معابد الفراعنة. 

صوت المصريين - The voice of Egyptians

كتبت آلاء البدرى 

كشفت السنوات الاخيرة عن تغير تام فى سلوك السياح وظهور أنواع جديدة من الرحلات السياحية التى تقتصر على النخبة وأصحاب المليارات حيث أصبحوا يستبدلون البرتغال الآمنة  ببيونغ يانغ ومنطقة البحر الكاريبي الجذابة موقع تشيرنوبيل النووي المميت و الأهرامات و معابد الفراعنة بمناطق الحروب والصراعات واكتسبت سياحة المغامرات أو ما يسمى بسياحة النخبة   شعبية فى وقت قصير جدا حيث بلغت قيمتها 366 مليار دولار في عام 2022  وفقًا لدراسة حديثة أجرتها شركة Allied Market Research 
وأكدت الدراسة على سرعة نموها بشكل مبالغ فيه جعلت المهووسين بالمال يبتكرون رحلات سياحية أكثر خطورة واعلى سعر  ومن المتوقع أنه بحلول عام 2030  أن الصناعة ستبلغ قيمتها أكثر من 1 تريليون دولار واضافت ان وسائل التواصل الاجتماعي  في الأساس و الرغبة في الحصول على صورة شخصية مميزة تعتبر الدافع الأساسى لنمو الصناعة المستحدثة  

وتضمنت  سياحة المغامرات مؤخرا مجموعة كاملة من الأنشطة والرحلات إلى أماكن يصعب الوصول إليها حتى بواسطة معدات اقوى جيوش العالم  مثل رحلات الكواكب والقمر والغوص في أعماق المحيطات المظلمة  ورحلات القارات المتجمدة ورحلات باطن الأرض و صعود الجبال الوعرة 
ما كان لافتًا حقًا  هو رغبة النخبة في التفرد بمثل هذه العطلات التي  تعرض صحتهم وربما حياتهم للخطر باسم المرح ومن اجل السيلفى 

رحلات أعماق المحيطات 

تعد رحلات استكشاف أعماق المحيطات المظلمة من الرحلات التى انتشرت فى الفترة الأخيرة وهى من أكثر الرحلات خطورة فى العالم وقد بدا ذلك واضح بعد الانفجار الكارثى الذى حدث فى الغواصة تيتان منذ عدة أيام وأدى إلى فقدان خمس مليارديرات من دول مختلفة والتى بلغت تكلفة الفرد فيها 250 ألف دولار 
وشركة Ocean Gate Expeditions التي نظمت الرحلة المنكوبة الأخيرة لاستكشاف حطام التايتنك   هي واحدة من بين العديد من الشركات التي تلبي طلبات الأفراد الراغبين في استكشاف البحار وحتى أعماق محيطات العالم التي لا يمكن الوصول إليه من قبل معدات اعظم الجيوش واكبر شركات التنقيب عن النفط  وتعتبر كل  الرحلات الفخمة باهظة الثمن لأنها تنطوي على مخاطر عالية مما يعني الكثير من الاستعدادات المكلفة والدقيقة وبعضها فريد من نوعه لدرجة أنه يشكل تحديًا تنظيميًا على سبيل المثال  لا تخضع غواصة Titan المفقودة للوائح الحكومية من المجموعات المستقلة التي تحدد معايير السلامة لأن التكنولوجيا جديدة جدًا ولم تتم مراجعتها بعد  كما يزعم مشغل الرحلات ويتراوح سعر رحلات أعماق البحار والمحيطات بين 100000 إلى  مليون دولار حسب البرنامج والاستعداد 

رحلات الفضاء 

كان الوصول إلى الفضاء مقصورًا على الهيئات الحكومية بسبب التكلفة العالية وكان إرسال الأقمار الصناعية إلى المدار يتطلب شراء صاروخ كامل مرة واحدة  ومع ذلك  مع نمو صناعة الأقمار الصناعية الصغيرة  زاد الطلب على الوصول الروتيني والفعال من حيث التكلفة إلى الفضاء بشكل كبير والطلب السياحي إلى جانب العدد المتزايد من مزودي مركبات الإطلاق  خلق فرصة لرحلات الفضاء السياحية  وبفضل مجموعة المنتجات والخدمات المباشرة والفعالة من حيث التكلفة  بما في ذلك  البنية التحتية للأقمار الصناعية وعروض إطلاق رحلات النقل وتكامل الحمولة وشبكات الاتصالات العالمية  أصبح من السهل السفر إلى الفضاء وذلك لمجموعة معينة فقط من الناس 
حيث تبدأ التذاكر إلى الفضاء بملايين الدولارات ويمكن أن تستغرق المهمة شهورًا للتخطيط والتدريب عليها  ويملك المليارديرات وأصحاب الأموالً الكثيرة فقط القيام بها  


مع انتشار شركات الفضاء الخاصة أصبحت الفرصة للمدنيين لحجز رحلة إلى الفضاء مشابهة لحجز رحلة طيران وكان دينيس تيتو أول مواطن خاص يدفع ثمن رحلة إلى الفضاء برحلة إلى محطة الفضاء الدولية من 28 أبريل إلى 6 مايو 2001 مقابل 20 مليون دولار اشترى تيتو تجربته من خلال شركة Space Adventures Inc  التي تأسست عام 1998 وتقدم مجموعة متنوعة من تجارب الفضاء المختلفة حتى أنهم استحوذوا على شركة Zero Gravity وهي مزود ناسا لتدريب الجاذبية المنخفضة  لرواد الفضاء  في عام 2008  إنهم يقدمون تجارب محاكاة مماثلة للأفراد العاديين بدءًا من حوالي 8200 دولار

كما أرسلت شركة Space Adventures  رحلة سياحية أخرى على متنها سبعة سائحين آخرين إلى محطة الفضاء الدولية خلال عام 2009  ورحلة أخرى  لشخصين إلى محطة الفضاء الدولية عبر صاروخ Roscosmos Soyuz في ديسمبر 2021 وتعمل حاليا  على توسيع نطاق عروضها 

بالإضافة إلى شركة  SpaceX المملوكة إيلون ماسك  هناك عدد من شركات الفضاء الخاصة الأخرى التي تدخل في سوق رحلات الفضاء التجارية / السياحة الفضائية  وأبرزها ريتشارد برانسون Virgin Galactic و Jeff Bezos’s Blue Origins.

رحلات باطن الأرض 

 سياحة باطن الأرض هى اهتمام جديد ظهر منذ عدة سنوات بدلاً من الاهتمام بمعالم الجذب فوق الأرض فهى تهتم أكثر بما يوجد تحت الأرض قد يعتقد الكثيرين على الفور أن هذا شيء مخصص فقط لـ للمدربين أو ذوي الخبرة لكنه أصبح رحلات للسياح يمكن الانضمام إليها مقابل آلاف الدولارات  من أجل الانزلاق بين الصدوع الضيقة والاستمتاع بالكثير من عجائب الطبيعة تحت الأرض إلى الكنوز التاريخية المخفية  ومن بين  الوجهات التي تثير اهتمام الناس وتنطلق إليها رحلات سياحية كثيرة بركان  أيسلندا
تقام العديد من الرحلات الفريدة داخل بركان Thrihnukagigur قد يبدو هذا كلامًا مجنونًا ولكن أن البركان كان خامد منذ أكثر من 4000 عام تنزل الجولة السياحية 120 مترًا إلى هذه الهوة القديمة عبر مصعد الكابل الذي يمر في البركان عبر الفتحة التي تبلغ مساحتها أربعة أمتار مربعة في قمته. بمجرد الدخول  يرى الزائرون طيفًا رائعًا من الألوان على جدران الكهف ويمكنهم مشاهدة الحجم الهائل لهذا المعلم الذي تصفه الشركة السياحية بأنه أقل قليلاً من ثلاثة تمثال الحرية في مدينة نيويورك  تستمر جولات بركان Thrihnukagigur خلال الصيف فقط

منجم بولندا الذى يصفه الكثيرين أنه رحلة ممتعة ولكن تم التنقيب عنه منذ القرن الثالث عشر وتشمل مناطق الجذب في الواقع عشرات التماثيل تحت الارض وكنيسة صغيرة تم نحتها من الملح الصخري بواسطة عمال المناجم مع صالات العرض والغرف فضلاً عن البحيرات الجوفية  وهو موقع مسجل لدى اليونسكو تستقطب مناجم الملح حوالي 1.2 مليون شخص كل عام ولكن يتم تذكير الزوار بعدم لمس أو لعق الآثار نظرا لهشاشتها 

أنفاق النحاس فى  فيتنام وتقع هذه الأنفاق في منطقة في مدينة هو تشي مين وقد استخدمت خلال حرب فيتنام كتكتيك فعال للغاية ضد القوات الأمريكية قررت حكومة البلاد الآن الحفاظ على المنطقة كمنتزه تذكاري وجذب للزائرين للسماح للناس بتجربة الحياة في مثل هذه المساحات الصغيره  والضيقة جدا التى قد تكون خانقة للأنفاس 

وايضا رحلات متاهة تيتان الجليدية في النمسا  وهي عبارة عن متاهة من الكهوف التي اكتشفها أنطون بوسيلت في عام 1879  وهو عالم طبيعي ولا يزال يعتقد أنه أكبر كهوف جليدية في العالم جزء فقط من نظام الكهوف مفتوح للسياح الأغنياء والمغامرين  ولكن حتى هذا يعطي تجربة غير عادية من المداخل  التى تم إنشاؤها بواسطة الهوابط والصواعد 

رحلات قمم الجبال 

جبال العالم العظيمة من الإكوادور إلى إندونيسيا تغري أصحاب المال والشجاعة للتنزه على قممها وبينما يتطلب صعود بعض هذه القمم الكبيرة مهارة فنية  كبيرة فإن البعض شركات سياحة النخبة تؤكد أن الأمر  لا يتطلب سوى القدرة على التحمل  الارتفاعات
واغلى هذه الرحلات  جبل إيفرست  أعلى جبل على هذا الكوكب على ارتفاع 8848 مترًا والاكثر مخاطرة وتحدث عليه الكثير من حوادث الموت والغريب أنه فى عام 2020  كانت ملئ للغاية لدرجة أن الناس كانوا يصطفون في طابور للوصول إلى القمة  
وتتناثر الجثث الآن على قمة الجبل بسبب شركات الرحلات السياحية عديمة الضمير التى تقبل المتسلقين عديمي الخبرة الذين يواجهون المشاكل بسرعة 

وفى العام الماضي أجرت فرق الإنقاذ ما يقرب من 168 عملية إنقاذ في جبال الهيمالايا العام الماضي وحده  نصفها تقريبًا في إيفرست وتضمنت عملية الإنقاذ فريق التجديف الهولندي الذي قرر الخروج فى رحلة لعبور المحيط الهندي باستخدام قوة الذراع فقط وانتهت المهمة عندما سكب أحدهم الماء المغلي في على ساقة وسرعان ما تحولت ساق الرجل المحترقة إلى تعفن  مما دفع بمهمة إنقاذ استمرت خمسة أيام شملت سفينة حاويات وطائرة هليكوبتر  كما استخدمت الفرق  مؤخرًا الحمير والخيول وحتى ثيران الياك لإبعاد الناس عن الخطر فى الاماكن التى يصعب الوصول إليها بالطائرات والقوارب 

ومن بين الجبال الوعرة التى يتردد عليها السياح مؤخرا مونت بلانك  فرنسا التي تؤكد شركات السياحة انها منطقة يصعب  التعامل مع جميع صخورها يمثل صعودها تحديًا كبيرة ومخاطرة للوصول  إلى قمة هذه القمة البالغ ارتفاعها 4810 مترًا حيث انها مغطاة بالثلج والجليد طوال العام  لذلك ستستخدم ملاقط الجليد  والأشرطة الضيقة وتحتاج إلى مهارات جبال الألب و يتم إجراء تدريبات على مدار ثلاثة أيام  قبل  رحلة 
وايضا جبل أكونكاجوا  الأرجنتين وهو أعلى جبل خارج آسيا حيث يبلغ ارتفاعه 6961 مترًا  لكن الطريق الرئيسي لأعلى يتطلب الكثير من الناحية الفنية و يعد صعوده  تحديًا جسديًا شاقًا  حيث يجعل الارتفاع الشديد والطقس القاسي الرحلة أكثر صعوبة ومشقة  


قد يساعد علم النفس في تفسير سبب كون الكثير من مريدي هذه الرحلات  من أولئك الذين ينتهي بهم الأمر في الوقوع في أكثر المواقف صعوبة  هم أيضًا أثرياء جدًا  فمن الواضح أن جزءًا من ذلك يرجع إلى 
الرغبة في التميز من خلال المخاطرة  والرغبة في أن تكون رائدًا  والقدرة على اتخاذ قرارات حازمة والالتزام بها  قد يكون هو ما يجعل الأنشطة مثل الغوص في تيتانيك جذابة  ويقول البروفيسور جيم  بيتريك أستاذ السلوك السياحي بجامعة تكساس إيه آند إم  إن الأثرياء يميلون أيضًا إلى الحصول على درجات أعلى في اختبارات السيكوباتيين مما يعني أنهم أقل عرضة للانتباه إلى مواقف من حولهم  وقد يساعد ذلك في تفسير سبب قيامهم بالأنشطة الخطرة على الرغم من التحذيرات وهذا يعني أيضًا أن مأساة مثل انفجار تيتان من غير المرجح أن تمنع الناس من القيام برحلات خطره وقد تشجعهم أيضًا وأضاف البروفيسور مثل هذه الأمثلة تستدعي مزيدًا من الانتباه لهذه الأشياء فنحن نرى أشخاصًا يفعلون شيئًا وقد يدفعنا ذلك للقيام بذلك و يدرك الناس أنه من الممكن القيام بشيء ربما ظنوا أنه مستحيل والغريب أنه أصبح لدى الناس ذاكرة قصيرة جدًا عندما يتعلق الأمر بالمأساة والحوادث الشنيعة 

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button