كتبت سلوى عثمان
عقد ملتقى “شبهات وردود” بالجامع الأزهر الشريف، أمس الثلاثاء ، فعالياته الأسبوعية ، تحت عنوان “الحج شبهات وتوضيحات”، للرد على بعض الشبهات حول أداء مناسك فريضة الحج وشعائره، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
وأكد الدكتور خالد سعيد عميد كلية أصول الدين في جامعة الأزهر بالقاهرة، أن الشبهات حول مناسك الحج كثيرة وقديمة ، وتطفو على الساحة في مثل هذا الوقت من كل عام من المتسلطين على هذا الدين الحنيف ، ومن يدعون لأنفسهم علما وفهما وثقافة ، وهم من هذه الصفات محرومين ، مؤكدا أننا لا نريد في هذا الملتقى الإيماني خوض حروب مع أصحاب الشبهات ، وإنما نوضح لهم بالدليل والحجة واللغة الوسطية ما وقعوا فيه من فهم خاطئ.
وأوضح د.خالد سعيد ، استاذ التفسير وعلوم القرآن وعميد كلية أصول الدين بالقاهرة، خلال الملتقى الذي يأتي هذا الاسبوع تحت عنوان : “الحج شبهات وتوضيحات”، أننا لا نجد سورة في القرآن الكريم باسم الصلاة أو الزكاة، لكننا نجد سورة باسم سورة “الحج”، وذلك أن الحج حشر مصغر يسافر الناس فيه إلى ربهم من كل صوب وحدب.
واستعرض عميد كلية أصول الدين ، تفسيرات المفسرين حول بدايات سورتي الأنبياء والحج، حيث بدأت سورة الأنبياء بالخبر في قوله تعالى “اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون”، كما بدأت سورة الحج بالإنشاء في صورة الأمر حيث قال ربنا: “يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد”، ليجتمع الخبر والإنشاء في حمل المعنى الكبير أننا جميعا راجعون إلى الله – تعالى – وعلى الحاج أن يضع رجوعه إلى ربه نصب عينيه حتى يؤدي حجا مبرورا.
من جهته ، قال الدكتور أسامة مهدي أستاذ الحديث وعلومه المساعد ، بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة ، إن من الشبهات التي تثار حول الحج أنه لم يثبت إلا بحديث آحاد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ونقول للرد على هذه الشبهة: إنكم لم تقرأوا كتب الحديث، ففي صحيح البخاري باب الحج به عشرات الأحاديث عن الحج، وفي كتب الصحاح والسنن مئات الأحاديث عن الحج.
وأوضح أستاذ الحديث وعلومه ، أن في العلم ما يسمى بالتواتر المعنوي وهو أننا لو جمعنا جميع أحاديث الآحاد في الحج، لكونت بذلك صورة الحج الكاملة من أكثر من طريق، موضحا أن الدليل الدامغ على فرضية الحج وهو أن النبي – صلى الله عليه وسلم – حج ومعه آلاف الصحابة وتناقل الناس المناسك إلى يومنا هذه ، مما يعني تواترا لا ريب فيه، كما وصلت إلينا كيفية الوضوء والصلاة، عن طريق التواتر فقد وصلت لنا أيضا كيفية أداء مناسك الحج والعمرة وغيرها من العبادات والمعاملات القولية والفعلية والإقرارية من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولفت د.أسامة مهدي، أن الحج امتثال لأوامر الله – تعالى – ورسوله – صلى الله عليه وسلم – ومن ذلك قال سيدنا عمر عن الحجر الأسود: “إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك”، موضحا أن شبهات المرجفين حول الحج وحول الإسلام لم ولن تنتهي ، فهؤلاء هدفهم التشكيك في كل ما هو إسلام ودين، ولذلك على المسلمين أن يلجأوا إلى العلماء في الإجابة على ما يثار في عقولهم ولا يركنوا لمن يسمون أنفسهم بالتنويريين فأي تنوير هذا الذي يشكك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
من جهته قال الدكتور حازم مبروك مسئول برنامج شرح كتب التراث، والذي أدار الملتقى، إن من معاني الحج الاجتماع، وذلك ما نجده في الخطاب القرآني عن الحج بدءًا من وضع البيت الحرام فقد قال الله تعالى “إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين”، مروا بفرض الحج وقال: “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا”، وانتهاء بأداء المناسك فقال: “ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس”، مضيفا أن الله – تعالى – يعبر بكلمة (الناس) في جميع مراحل الحج، وعلى المسلم أن يلتفت إلى هذه الغاية فلا يسلم عقله إلى كل مشكك في دينه عن عمد أو عن جهل، وإن العلماء كانوا يدعون الله عز وجل أن ييسر لهم الحج كما قال سيبويه – رحمه الله – في كتابه: (ليت لي مالا فأحج).
وفي تصريح سابق ، قال الدكتور عبد المنعم فؤاد: إن ملتقى “شبهات وردود “، من الأنشطة المهمة التي يحرص الرواق الأزهري على انعقادها، لافتا إلى أنه يتم اختيار عناوين الملتقيات وفقا لمستجدات الظروف الراهنة، والشبهات الدائرة حول ثوابت الشرع الحنيف، وما يواجه الوطن والأمة الإسلامية والعربية من متغيرات، مؤكدا أن اختيار القضايا تتأتى وفقا لما يعيشه الشارع المصري من أحداث تهم قطاعًا عريضًا من الجماهير، ولم يقف على تفنيد الشبهات التي تثار حول الإسلام فحسب، بل يناقش كل القضايا في مصر وخارجها، مشيرا إلى أنه مع اختيار العناوين، يتم اختيار المحاضرين بعناية شديدة، حسب موضوع الملتقى، وعليه يتم اختيار التخصصات والقامات سواء من أعضاء هيئة كبار العلماء أم كبار العلماء والخبراء في مختلف التخصصات من جامعة الأزهر وخارجها، حسب الموضوع الذي يتم مناقشته.
جدير بالذكر أن ملتقى “شبهات وردود” يُعقد الثلاثاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويتناول الملتقى في كل حلقة قضية تهم المجتمع والوطن. والعالَمَين العربي والإسلامي.