في كتابه أوراق الغربة الصادر عن الدار المصرية اللبنانية.. مودي حكيم يكشف حقيقة ما جرى في حرب لبنان
عن الدار المصـرية اللبنانية، صدر كتاب «أوراق الغربة – أيام في لبنان» للكاتب الصحفي مودي حكيم. يتناول الكتاب رحلة مخرج صحفي مصـري إلى لبنان؛ للمشاركة في تأسيس فرع للهيئة المصرية العامة للكتاب في بيروت، ورغم تحذيرات أصدقائه والمقربين له من وحشة العزلة وظلام الطريق ومرارة الشوق والحنين.. لكنه – كما يقول – وجد أن الغربة وفَّرت له فرص تطوير أسلوبه في الإخراج الصحفي، وفتحت له سُبُل الكتابة في مجلة «صباح الخير» من بعيد، ثم خدمة مؤسسة «روز اليوسف» بتأمين الأحبار ومواد الطباعة الأخرى التي لم تكن متوافرة في «المحروسة» وقتها، بينما كانت تملأ الأسواق في بيروت. يقول: «لقد تعاملت مع الغُربة على أنها كشف واكتشاف، وتعلَّمت منها اختبار الذات والتأمُّل والاحتمال، وظلت مصر تعيش تحت جلدي بتاريخها وفرادتها وتميزها وسحر نيلها وعاداتها وتقاليدها وأعيادها».
وأيًّا كانت أسباب الرحلة، أو تفاصيل الغُربة، فقد حمل مودي حكيم معه إرثًا حضاريًّا عريقًا، تشبَّع به من أرض مصـر، وتشرَّبه من نيلها، قبل أن يمزجه بلغةٍ عربيةٍ رصينة؛ ليروي لنا برهافةٍ حكاية غُربته في لبنان، الذي أحبَّه حُبَّه لمصـر، ولم يخرج منه إلا مُكرهًا بعد أن اخترق صاروخ الاحتراب الأهلي جدار مسكنه، وهدَّد حياة أغلى ما يملك في الدنيا: ابنه وابنته وزوجته.
ولأن مودي حكيم مخرج صحفي موهوب، وكاتب يمرر الكلمة على ذائقته قبل أن يمنحها الحياة على الورق، فقد رسم بكلماته المفعمة حبًّا وشجنًا لوحة مبهرة رغم شجنها؛ تدفع القارئ/المُشاهد لها إلى الحيرة والارتباك، حين يسأل نفسه بذهولٍ: كيف تحوَّل لبنان من كل هذا الجمال الفاتن.. إلى كل هذا الأسى الصادم؟!
إنها رحلة فنَّان، كتب بمِدَاد روحه، ورسم بريشة قلبه، لوحة مبهرة حدَّ الوجع، وموجعة حدَّ الإبهار!
فقد نقل لنا الكاتب ببراعة – عبر 336 صفحة من القطع الكبير – ملامح وتفاصيل بيروت وأشهر شوارعها وأسواقها ومعالمها، من خلال صور أدبية تحتفي باللغة، وتأسى لبيروت وما حدث لها، رغم تأكيده أنها حتى حين تحولت من عروس مزهوَّة بجمالها، إلى مكانٍ للقصف والخطف والقتل على الهوية بعد اشتعال الحرب الأهلية؛ ظلت بيروت تُعاند الموت.. فكانت تعرض أحدث الأفلام الأجنبية والمصرية في البيروتين الغربية والشرقية، والأمسيات الساهرة في الجبل لم تتوقف، كذلك المسارح، وعلى الرغم من الحرب كنت تجد كل شيءٍ تطلبه ويطرق بالك من سلع استهلاكية، وأزياء موقعة من بيوتات الأزياء الباريسية والإيطالية، إلى جانب الكماليات الأخرى.
والكتاب بشكل عام يُعتبر بمثابة وثيقة مهمة، تؤرِّخ لفترةٍ من أدق الفترات التي مرَّت بها بيروت بشكل خاص، ولبنان بشكل عام، حيث عاش المؤلف الحرب الأهلية لمدة سنتين (من 1975م إلى 1977م) بكل ما صاحبها من رُعب ومرارة، ووصفها في كتابه بدِقَّة المُعايش المُعاين لما جرى، مستغلًّا صفته كصحفي كان على صلة بكثير من الصحفيين والسياسيين الذين كشفوا له جوانب مهمة رسم من خلالها صورة لحقيقة ما جرى في هذه الحرب التي ما زال لبنان يعاني من آثارها حتى الآن.
تابعونا لمزيد من التغطيات الحصرية والمحتوي المتنوع عبر أقسامنا المتجددة، حيث نقدم لكم أحدث أخبار وتقارير علي مدار الـ24 ساعة، وأحدث أخبار مصر و اقتصاد وبنوك وبورصة إلي جانب تغطية حصرية من خلال سفارات وجاليات ، وتغطية شاملة للتطوير العقاري من خلال قسم عقارات ونتشارك في الترويج للسياحة والآثار المصرية من خلال قسم سياحة وآثار ، إضافة لأخبار خاصة في قسم ثقافة وفنون و علوم وتكنولوجيا ومنوعات ، كما نولي اهتمام خاص بـ الرياضة و المرأة ونقدم لكم كل يهم التعليم والطلاب من خلال أخبار الجامعات .