أخبار وتقارير
لماذا يختلف شعور الصائمين بالسعادة والسكينة أو القلق والضجر وسرعة الإستثارة؟. أستاذ طب نفسي شهير يجيب
صوت المصريين - The voice of Egyptians
أوضح الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسى بجامعة الازهر، أسباب الاختلاف بين شعور الصائمين بالسعادة والسكينة أو شعور صائمين آخرين بالقلق والضجر وسرعة الإستثارة
ونشر الطبيب الشهير علي صفحته الرسمية في حساب فيس بوك يقول
أثر الصيام بين البيولوجي والروحي
مجرد الإمتناع عن الطعام والشراب , وهو ما اصطلح عليه بلفظ الإمساك , يؤدي إلى انخفاض السكر في الدم , وانخفاض السوائل , وانخفاض الكثير من العناصر الغذائية , وهذا يترجم بيولوجيا على أنه خطر مجاعة وجفاف يواجهان الجسم , وذلك يحفز إفراز هورمونات الخطر (الأدرينالين والكورتيزول ) مع ما يصاحبهما من مشاعر التوتر والحزن , وهنا يستنفر الجسد لكي يواجه هذا النقص ويحتفظ الإنسان بحالة التوازن الفسيولوجية Homeostasis ,
ويتم أيضا استثارة اللوزتين في المخ Amygdala, وهما بمثابة أجهزة الإنذار لينبها الجسد بأن ثمة خطر محدق به , ويبدأ المخ بإعلان حالة الطوارئ وتحفيز أجهزة مختلفة تقوم بتعويض مانقص من مواد مهمة للجسم ,
أو دعم أجهزة الجسم كي تتحمل هذا النقص , وفي نفس الوقت يبدأ الجسم في إفراز هورمون الإندورفين (الأفيون الداخلي) كي يعطي إحساسا إيجابيا ليلطف على الجسد مشاعر الأزمة , وهنا تحدث حالة ارتياح نسبية مع الصيام . فإذا كان الإنسان لديه معنى إيمانيا وروحيا للصوم فإن ذلك يؤدي إلى تخفيف مشاعر التهديد والخطر , بل ويصبح ثمة غذاء روحي بديل , وثمة شعور بالرضا على أداء العبادة , وشعور جميل بالتواصل مع الله , واستبشار بالجزاء العظيم منه سبحانه وتعالى ,
وهنا يبدأ المخ في إفراز هرمون المكافأة والمتعه وهو ال Dopamine , ومن هنا يأتي الشعور بالسعادة والسكينة والطمأنينة التي يعرفها الصائمون الذين يصومون إيمان واحتسابا , أي أنهم يمرون بخبرة الصيام (الإمساك عن الطعام والشراب ) انطلاقا من الإيمان بالله وبتشريعه للعبادات ومنها الصيام , ويحتسبون ذلك عند الله , أي ينتظرون الجزاء ( المكافأة من الله ) , وهنا يكتمل أثر الصوم وتتوالى عطاياه وبركاته النفسية والروحية . وهذا يعكس لنا السر في منطوق الأحاديث : ” من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه …. ” , ” من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ” ..
حيث جعلت إيمانا واحتسابا شرطان في الصيام لكي ينال الصائم مبتغاه .
وعلى العكس , إذا لم يكن الإمساك عن الطعام والشراب ليس إيمانا واحتسابا لم يشعر الصائم بفوائد الصوم , بل ربما شعر بالقلق والتوتر والضيق والضجر وسرعة الإستثارة , وهذا يفسر لنا المشاعر المختلفة لدى كل شخص بناءا على المستوى الذي وصل إليه في الصيام , ويجعلنا نفهم مستويات الصيام التي تحدث عنها بعض العلماء , وهي صيام العوام (الإمتناع عن الطعام والشراب والجنس ) , وصيام الخواص ( الإمتناع عما سبق إضافة إلىامتناع الجوارح عن المعاصي ) , وصيام خواص الخواص ( الإمتناع عما سبق إضافة إلى نقاء القلب من خواطر السوء وارتقائه إلى السمو الروحي ) .
دكتور / محمد المهدي
تابعونا لمزيد من التغطيات الحصرية والمحتوي المتنوع عبر أقسامنا المتجددة، حيث نقدم لكم أحدث أخبار وتقارير علي مدار الـ24 ساعة، وأحدث أخبار مصر و اقتصاد وبنوك وبورصة إلي جانب تغطية حصرية من خلال سفارات وجاليات ، وتغطية شاملة للتطوير العقاري من خلال قسم عقارات ونتشارك في الترويج للسياحة والآثار المصرية من خلال قسم سياحة وآثار ، إضافة لأخبار خاصة في قسم ثقافة وفنون و علوم وتكنولوجيا ومنوعات ، كما نولي اهتمام خاص بـ الرياضة و المرأة ونقدم لكم كل يهم التعليم والطلاب من خلال أخبار الجامعات .