ثقافة وفنون

أصدرته الدار المصرية اللبنانية.. أسرار سياسية وثقافية وصحفية في «مذكرات صلاح دياب»

صوت المصريين - The voice of Egyptians

عن الدار المصرية اللبنانية صدر كتاب «مذكرات صلاح دياب.. هذا أنا»، والذي تحدث فيه رجل الأعمال الشهير صلاح دياب عن أسرار البيزنس وعالم رجال الأعمال المثير، حيث يأخذ القارئ معه في رحلة مثيرة تمتد لأكثر من ثمانين عامًا، تبدأ من عائلته التي ترجع أصولها إلى أرض الحجاز، ونشأته في مدرسة جده الصحفي الكبير محمد توفيق دياب مؤسِّس جريدة «الجهاد» التي كانت تصدر في ثلاثينيات القرن العشرين، كما يتحدث عن مشاريعه وشركاته التي تعمل في مجالات متعددة ومتنوعة، ومحاولاته المبكرة للفوز بمشاريع كبرى، وزيارته للسفارة الأمريكية من أجل الفوز بمشروع تطهير قناة السويس بعد انتصار أكتوبر 1973، ومحنة القبض عليه من بيته مرتين، والمصاعب التي تعرض لها طوال رحلته، والتي شكَّلت شخصيته ورؤيته للحياة.

  لماذا المذكرات؟

ويوضح صلاح دياب السبب في قرار كتابة مذكراته، مشيرًا إلى أن الأهل والأصدقاء والمقربين طالبوه بتوثيق قصة حياته، ويسأل نفسه: «ماذا يدعوني لكتابة مذكراتي؟ فأنا لست زعيمًا سياسيًّا مُلهَمًا، أو نجمًا سينمائيًّا يجتذب الأضواء، أو مُصلحًا اجتماعيًّا يتأمل الناس سيرته، أو مُجدِّدًا يتتبع الجمهور مسيرته»، وعن مذكراته يقول صلاح دياب موجهًا كلامه للقارئ: «لن تجد في هذه المذكرات شخصًا مثاليًّا، فقد كانت لي أخطاء وحماقات، كما كانت لي أفعال أفخر بها. غامرت حتى الثمالة، ودفعت ثمن مغامراتي كاملًا. مررت بنجاحات وإخفاقات. تحمَّلت اختبارات قاسية. حصلتُ على الكثير من المنح، كما تعرضت للكثير من المِحَن».

  10 فصول و80 عامًا!

خلال 10 فصول – شغلت 400 صفحة من القطع الكبير – تناول صلاح دياب رحلته التي تجاوزت 80 عامًا، بادئًا بالفصل الأول وعنوانه: «عائلتي الحجازية»، والذي تناول فيه أصول عائلته التي أتت من شبه الجزيرة العربية نهاية القرن الثامن عشر، وتحديدًا من الحجاز، لتستقر في مصر، ثم انتشرت في عدد من المحافظات، خاصة محافظتي الشرقية والغربية. ويروي قصة مثيرة عن جده الأكبر موسى دياب (1840م – 1900م) الذي كان «أميرالاي» بالجيش المصري، وقد شارك الزعيم أحمد عرابي ثورته، ثم حُكم عليه بالإعدام لكونه عسكريًّا متمردًا، وكان المفترض تنفيذ الحكم في الإسكندرية، وفي الطريق توقف القطار الذي ينقل المحكوم عليهم ساعتين في طنطا، فطلبوا السماح لهم بالصلاة في مسجد السيد البدوي باعتباره طلبهم الأخير، وفي المسجد فوجئوا بزيارة الخديوِ توفيق الذي لفت نظره وقوف المحكوم عليهم ببذلاتهم الحمراء، مُكبَّلين بالأصفاد، وعندما سأل عنهم وعرف قصتهم أمر بالعفو عنهم شريطة أن يلزموا جميعًا قراهم لا يغادرونها حتى الموت، وبذلك نجا جده الأكبر من الموت.

ثم يتناول سيرة عائلته، مشيرًا إلى سبب تسميته باسم «صلاح» وكيف تربَّى في كنف جده وجدته وكان يناديهما بـ«أبي» و«أمي»، وكيف كان جده بالنسبة له هو مدرسته الأولى التي تلقى فيها العلوم والفنون والثقافة حتى إنه تثقف مثل «أولاد الملوك». وقد أتاح له جده لقاء عدد من أصدقائه: توفيق الحكيم، ومحمد فريد أبو حديد، وعباس محمود العقاد، ومحمد زكي عبد القادر، وصادق باشا جوهر، ومنصور باشا فهمي.. وغيرهم.

  التعايش مع الأرستقراطيات

وفي الفصل الثاني وعنوانه: «التعريف الشخصي للأرستقراطية» يقول صلاح دياب إنه تعايش مع الكثير من الأرستقراطيات طوال مشوار عمره، ويستعرض تلك الأرستقراطيات  وفق مفهومه الشخصي – مبتدئًا بالأرستقراطية الاجتماعية المتمثلة في التحاقه بالمدرسة الإنجليزية في خمسينيات القرن الماضي، والتي كانت مصروفاتها حوالي 40 جنيهًا في الفصل الدراسي الواحد، مشيرًا إلى أن أسرته قررت الاستثمار في تعليمه رغم ضخامة هذا المبلغ وقتها.

أما الريف والحياة فيه – بمزرعة جده في أبو حمص بالبحيرة – فيمثل الأرستقراطية الثانية، حيث كان يقضي هناك عدة أشهر مع جده، ثم ينتقل للحديث عن الأرستقراطية العسكرية الأكاديمية، متناولًا مرحلة التحاقه بالكلية الفنية العسكرية، ثم فصله منها بسبب رسوبه..

أما «أرستقراطية الليل» كما يسميها، فقد اجتذبته فترة من حياته – قبل الزواج – فعاش «في عالم الليل ونواديه وكازينوهاته بألوانها البراقة التي تخطف الأبصار»، وكان ضيفًا مقيمًا في أحد الكازينوهات الشهيرة.

ثم يتحدث عن «أرستقراطية البيزنس» حيث دخل إلى عالم رجال الأعمال وعرف كيف يتعاملون، وكيف يتخاطبون.. بأي لغة وبأي أسلوب.. كيف يستثمرون؟ وأسلوب العلاقة مع المؤسسات بكل هياكلها. ويتحدث عن تجربته في العمل مع المهندس نيازي مصطفى، وهو ليس المخرج السينمائي الشهير، لكنه كان من أكبر رجال الأعمال في مصر وقتها.

وفي هذا السياق يتناول قصة زيارته للسفارة الأمريكية من أجل الفوز بمشروع تطهير قناة السويس بعد انتصار أكتوبر 1973م، و«التليكس» الذي تلقاه من وزير الخارجية الأمريكي الأشهر هنري كيسنجر، منتقلًا بعد ذلك للحديث عن «أرستقراطية الفكر» في إطار سعيه لمجالسة رموز الأدب والصحافة، حتى إن منزله كان عامرًا بأسماء: مصطفى أمين، وفؤاد باشا سراج الدين، وإحسان عبد القدوس، وأحمد رجب، وأنيس منصور، وأحمد بهاء الدين، ويوسف إدريس، وصلاح منتصر، وسعيد سنبل، وإبراهيم سعدة، وإبراهيم نافع، ولطفي الخولي، ومفيد فوزي، وآمال العمدة، وسمير فريد، وغيرهم كثير من رموز الصحافة والسياسة والثقافة في مصر.

  أرستقراطية السجن وشائعات «المصري اليوم»!

وفي الفصل الثالث، وعنوانه: «أرستقراطية السجن» يتحدث صلاح دياب عن تعرُّضه لتجربة السجن مرتين، الأولى في عام 2015م واستمرت أربعة أيام، والثانية في عام 2020م واستمرت أربعين يومًا. ثم ينتقل للحديث عن جريدة «المصري اليوم» في الفصل الرابع وعنوانه: «المصري اليوم.. شائعات وحقائق»، حيث يروي كيف فكر في إصدار «المصري اليوم» دعمًا لصديقه مجدي مهنا رئيس تحرير جريدة «الوفد» الذي أُقيل من منصبه بسبب مقالات نشرها كان مصدرها صلاح دياب. كما يتحدث عن الشائعات التي تناولت تمويل الجريدة، يقول: «أتذكر أول شائعة أطلقها صحفي شهير من خلال خبر صغير في الصفحة الأولى لجريدته الأسبوعية حول تمويلنا من إحدى الشركات الأمريكية العملاقة».

ثم يتناول قصته مع الصحفي الراحل عبد الله كمال وشخصية «نيوتن» التي أراد «دياب» من خلالها إيجاد نوع من الثنائية مثل تلك التي كانت تجمع بين أحمد رجب ومصطفى حسين في الأخبار، يقول: «في سبتمبر 2012م نضجت الفكرة، واتفقت مع عبد الله كمال على كل شيء. اخترت أن يكون هذا العمود اسمه نيوتن حتى لا يُنسب لأحد، وحقق العمود نجاحًا كبيرًا، وحاول الكثيرون تقليده».

حكايات السبع «صنايع»

ويتناول في الفصل الخامس، وعنوانه: «مجتمع الفكر والثقافة والصحافة» علاقاته مع عدد كبير من رموز المجتمع المصري، كما يتحدث عن علاقته برئيس حزب الوفد الأسبق فؤاد باشا سراج الدين، ووزير الإعلام الأسبق منصور حسن، الذي يصفه بأنه كان ثروته المعنوية، وكان ناصحًا وموجهًا يأتمنه على أدق أسراره وأحواله.

وفي الفصل السادس، وعنوانه: «حكايات السبع صنايع»، ينتقل صلاح دياب إلى الحديث حكاياته مع البيزنس وعالم رجال الأعمال، قائلًا إن الله رزقه بأكثر من حياة: حلواني، ومقاول خدمات البترول، ومنتج للبترول، ومزارع، ومطور عقاري، وكاتب رأي، وناشر.. ويتناول كل حكاية من هذه الحكايات بداية من «لابوار»، ثم «بيكو» الهندسية، والعمل في مجال البترول، و«بيكو» الزراعية، ومشروع «نيو جيزة».

  من عبد الناصر إلى السيسي

وفي الفصل السابع، وعنوانه: «حكام وسياسيون في حياتي»، يتحدث صلاح دياب عن رؤساء ووزراء وسياسيين وشخصيات عامة عاصرهم أو عرفهم، فيبدأ بالحديث عن الرئيس جمال عبد الناصر وتجربته في الحكم، ثم الرئيس أنور السادات وانتصاره في حرب أكتوبر 1973م، ومشهد وصول السادات إلى مطار «بن جوريون» الذي يعتبره مشهد عمره، يقول: «كنت أرى الرئيس المصري نسرًا محلقًا في عليين. إعجابي كان، ولا يزال، كبيرًا باختيار السادات ساعة وصوله في المساء، وذلك كي تتركز الأضواء عليه».

بعد ذلك يتحدث عن عصر الرئيس حسني مبارك، متناولًا اتصال مبارك به مهنئًا له بسلامة الشفاء بعد إجرائه جراحة في القلب عام 2013م، وأنه تأثر بهذه اللفتة الرقيقة وطلب أن يسمح له بزيارته في المستشفى، وبالفعل زاره في اليوم التالي ومعه ابنته وزوجته، يقول: «يومها لم يتحدث مبارك عن انتفاضة يناير، وما تلاها، هو فقط حذر من الإخوان، وقال: إنهم كذابون.. كذابون.. كذابون. كرر الكلمة ثلاث مرات».

بعد ذلك يتحدث عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يقول: «ارتبط المصريون بالرئيس عبد الفتاح السيسي وجدانيًّا»، ويشير إلى لقائه مع الرئيس في شهر يوليو 2014م، والذي كان مقررًا له 20 دقيقة، لكنه امتد لثلاث ساعات متصلة، يقول: «خاطبت نفسي وأنا وسط هذا اللقاء: أخيرًا وجدنا شخصًا يُمثلنا بكل أحلامنا وما نتمناه لبلدنا»، ويضيف: «شعرت بأنني أمام شخص يتطابق جوهره تمامًا مع مظهره، وجدت في الرئيس السيسي ذلك الشخص الذي تعطيه توكيلًا عن نفسك وأنت مطمئن ومرتاح البال والضمير».

سياسيون واقتصاديون من مصر والعالم

وينهي الفصل السابع بالحديث عن رموز نظام مبارك، أو «رجال مبارك» كما يفضل أن يسميهم، فيتحدث عن علاقته بعدد منهم، هم: زكريا عزمي، والمشير أبو غزالة، والمشير طنطاوي، واللواء عمر سليمان، وأسامة الباز، وكمال الجنزوري، وإبراهيم سليمان.

ثم ينتقل إلى الفصل الثامن، وعنوانه: «شخصيات عربية وعالمية عرفتها»، حيث يبدأ الفصل بالحديث عن زيارته للشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، في منزله حينما كان وليًّا للعهد. ثم يتناول لقطة سريعة وعابرة جمعته بالعاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال أمام فندق «دورشستر» في لندن. كما يتحدث عن علاقته بعدد من الشخصيات العربية، منهم: الأمراء طلال بن عبد العزيز، وسعود الفيصل وأخيه محمد الفيصل، وترك الفيصل، والشيخ زكي يماني، والشيخ عبد الرحمن الشربتلي، وفهد شبكشي.

كما يتحدث عن ثلاثة رؤساء أمريكيين التقاهم، هم: بوش (الأب) وبوش (الابن)، وبيل كلينتون، وكذلك عن لقائه رئيس جنوب إفريقيا سيلفا كير، وديك تشيني، وتوني بلير، وريكس تيلرسون، ومهاتير محمد، والصادق المهدي.

وينهي الفصل بالحديث عن قصته مع رمزين مصريين شهيرين محليًّا وعالميًّا، هما رائد زراعة القلب في العالم البروفيسور سير مجدي يعقوب، والعالم الراحل صاحب جائزة نوبل في الكيمياء الدكتور أحمد زويل. أما الفصل التاسع، وعنوانه: «من أفكاري وآرائي» فيستعرض فيه أفكاره عن قضايا سياسية واقتصادية ودينية شغلته فكتب عنها.

 مشروع العمر الحقيقي

ويأتي الفصل العاشر، الأخير، بعنوان: «حكايات مشروع العمر»، حيث يتحدث فيه عن عائلته: زوجته وأولاده وأحفاده، مؤكدًا أن هذا هو المشروع الذي حقق فيه نجاحًا واقعيًّا يعتز به. ويبدأ الفصل بقصة حبه وزواجه، حيث يروي الحكاية، ثم ترويها زوجته عنايات الطويل بعد ذلك، ويفعل الشيء نفسه مع أبنائه: توفيق، وشهيرة، وعصمت، حيث يتحدث هو عن كل واحد منهم وكيف يراه، ثم يتحدثون هم عنه وعن كيف يرونه.

ويختتم كتابه بتوجيه رسائل ووصايا لأبنائه وزوجته وأحفاده وللعاملين معه.. مؤكدًا أنه قام بكل شيءٍ فعله وفقًا لطريقته وأسلوبه الذي قد يكون غير تقليدي في العموم، مختتمًا مذكراته بالقول: «ممارسة الحرية الحقيقية هي عندما ينطق الإنسان بما يشعر به حقًّا، وليس بكلمات شخص خانع وذليل».

 

 

تابعونا لمزيد من التغطيات الحصرية والمحتوي المتنوع عبر أقسامنا المتجددة، حيث نقدم لكم أحدث أخبار وتقارير علي مدار الـ24 ساعة، وأحدث أخبار مصر  و اقتصاد وبنوك وبورصة إلي جانب تغطية حصرية من خلال  سفارات وجاليات ،  وتغطية شاملة للتطوير العقاري من خلال قسم عقارات ونتشارك في الترويج للسياحة والآثار المصرية من خلال قسم  سياحة وآثار  ، إضافة لأخبار خاصة في قسم ثقافة وفنون و علوم وتكنولوجيا ومنوعات ، كما نولي اهتمام خاص بـ الرياضة و المرأة ونقدم لكم كل يهم التعليم والطلاب من خلال أخبار الجامعات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى