«هل فقد ترامب عقله؟».. طبيب نفسي يكشف ويحلل شخصية الرئيس الأمريكي

«هل فقد ترامب عقله؟».. طبيب نفسي يكشف ويحلل شخصية الرئيس الأمريكي

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعد الخطأ الفادح الذي ارتكبه أثناء حديثه عن الأوضاع في غزة.

إذ أشار ترامب بشكل غير مفهوم إلى «الواقيات الذكرية»، حيث ظهر الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، الذي يرأس مكتب كفاءة الحكومة، إلى جانب الرئيس في المكتب البيضاوي، يوم الثلاثاء الماضي، وقال «نحن في الواقع نحاول أن نكون شفافين قدر الإمكان».

متى يتم تطبيق زيادة المرتبات 2025 للعاملين بالحكومة؟.. (قرارت مجلس الوزراء الجديدة)

خطأ فادح للرئيس الأمريكي

واعترف «ماسك» بأن الرئيس دونالد ترامب كان مخطئًا عندما قال إن إدارته منعت نقل «واقيات ذكرية بـ 50 مليون دولار إلى قطاع غزة»، بينما كانت الشحنة إلى «Gaza» وهي مقاطعة في موزمبيق، حيث تم نقل وسائل منع الحمل كجزء من مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، وفقا لموقع «العربية الحدث».

لا يُتوقع من الجميع أن يعرفوا أن دولة موزمبيق تضم محافظة تُدعى «غزة»، لكن من يطمح إلى تولي دور بارز في الحكومة الأمريكية ينبغي عليه التحقق من مثل هذه المعلومات قبل إطلاق تصريحات واتهامات مغلوطة.

فقد أقر الملياردير الأمريكي إيلون ماسك بأن ما صدر سابقًا عن وزارته، «الكفاءة الحكومية»، لم يكن صحيحًا، بعدما تبيّن أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أرسلت «واقيات ذكرية» بقيمة 50 مليون دولار إلى محافظة غزة في موزمبيق، وليس إلى قطاع غزة الفلسطيني.

وفي وقت لاحق عاد ترامب وكررها، زاعما أن هذه الواقيات الذكرية تستخدمها حركة حماس «كطريقة لصنع القنابل»، ملمحا إلى الواقيات الذكرية المطاطية المنفوخة التي استخدمت في قطاع غزة لإطلاق عبوات حارقة ومتفجرات باتجاه جنوب إسرائيل خلال ولايته الأولى في الحكم.

الكشف عن قدرات ترامب العقلية

هذا الخطأ، الذي يُضاف إلى سجل زلاته اللفظية المتكررة، أعاد فتح النقاش حول قدراته العقلية ومدى تركيزه الذهني، خاصة مع تقدمه في العمر وخوض ولايته الثانية لرئاسة الولايات المتحدة، حيث أثار مخاوف علماء النفس والاجتماع، من تصريحاته الصادمة أحيانا والمثيرة للجدل على كافة الأصعدة والمستويات، من ناحية أخرى.

أميركا مستعدة للتراجع عن خطة التهجير انتظاراً لرؤية مصر والعرب

من جانبه كشف الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، أن ترامب في هذه المرحلة يبدو أكثر تطرفًا من فترته الرئاسية الأولى، ربما نتيجة للإهانات والاتهامات القضائية، التي تعرض لها خلال السنوات الماضية، مما ترك لديه جرحًا نرجسيًا عميقًا، يسعى للانتقام بسببه، مضيفًا أن فوزه الساحق بالانتخابات، وسيطرته على الكونغرس ومجلس الشيوخ، وخبرته السابقة في الحكم، جعلته أكثر جرأة في فرض رؤيته المتطرفة.

ترامب يعاني من اضطراب «النرجسية الخبيثة»

وأضاف المهدي في تصريحات لـ«المصري اليوم»، أن الانتقادات الموجهة إلى ترامب لم تعد تقتصر على سياساته العنصرية والمتطرفة، بل امتدت إلى أوساط الطب النفسي، حيث وصفه البروفيسور جون جارتنر، أستاذ علم النفس بجامعة جونز هوبكنز، بأنه يعاني من اضطراب «النرجسية الخبيثة» (Malignant Narcissism)، وهو اضطراب نفسي خطير غير قابل للشفاء.

جاء هذا التصريح في مقابلة لـ«جارتنر» مع «US News»، ما شكل خرقًا لقواعد مهنية صارمة في مجال الطب النفسي، أهمها قاعدة «غولدواتر» (Goldwater Rule)، التي تمنع تشخيص الشخصيات العامة دون فحص مباشر وإقرار من المريض نفسه.

وأشار «جارتنر» إلى أن ترامب يظهر سمات مرضية أخرى مثل العظمة المرضية (Grandiosity)، والسادية (Sadism)، والعدوانية (Aggressiveness)، والبارانويا (Paranoia)، والسلوك المضاد للمجتمع (Antisocial behavior)، مما يجعله غير مؤهل لقيادة الولايات المتحدة.

ما وجه الشبه بين ترامب وهتلر؟

وأشار المهدي، إلى أن تصرفات ترامب، قد أثارت بعض الأوساط الأكاديمية مقارنات بين شخصية ترامب وهتلر، لافتة إلى تشابه استراتيجيتهما في استخدام العنصرية والتطرف للوصول إلى السلطة، فكما وعد هتلر بجعل ألمانيا «عظيمة وسيدة العالم»، رفع ترامب شعار «أمريكا أولًا»، وكما استخدم هتلر «الفاشية ضد اليهود»، اعتمد ترامب سياسة عدائية تجاه المسلمين والمهاجرين.

وأوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أنه مع تزايد المخاوف من تأثير ترامب على مستقبل أمريكا والعالم، تتجدد الدعوات داخل الأوساط العلمية والقانونية لوضع «آلية رسمية لإجراء فحوص نفسية إلزامية للرؤساء، خاصة أن التاريخ أثبت أن العديد من القادة والزعماء عانوا من اضطرابات نفسية تسببت في كوارث محلية ودولية».

سمات هستيرية لـ«ترامب»

وأكد «المهدي» أن ترامب يظهر «سمات هستيرية» تتجلى في رغبته في جذب الأضواء والشهرة، فضلًا عن «سمات سيكوباتية» تتمثل في الانتهازية، والعنصرية، وعدم احترام القواعد والأعراف، مشيرا إلى أنه عنيد للغاية، ولا يتنازل بسهولة، مما يجعله «مفاوضًا مرهقًا»، كما أنه يحتاج إلى المديح الدائم، لكنه في المقابل، يفتقر إلى التعاطف مع الآخرين، ولا يبالي بمشاعرهم أو احتياجاتهم.

وعلى مستوى الملامح النفسية الخمسة، أوضح «المهدي» أن ترامب يتمتع بدرجة عالية من الانبساطية، إذ يسعى دائمًا للتواجد بين الناس والتأثير فيهم، لكنه يعاني من عصبية واضحة، حيث يتسم بالتوتر والغضب والتقلب الانفعالي.

أما من حيث الضبط القيمي، فهو لا يلتزم بالمعايير الأخلاقية والاجتماعية التقليدية، ويظهر ضعفًا في التوافقية، إذ يميل إلى الصراع والتصادم ولا يهتم بمشاعر الآخرين، كما أنه ذو انفتاحية محدودة، حيث يرفض الأفكار الجديدة ويظل متمسكًا بقناعاته.

وفي سياق متصل، قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، إن شخصية ترامب تعرف بأنها شخصية مثيرة للجدل، وتتسم بالسادية والعنف الشديد والسعى المستمر لتحقيق المصالح الشخصية والسياسية، وسلوكياته تعكس سمات نرجسية واضحة، حيث يظهر ثقة مفرطة بالنفس ورغبة مستمرة في جذب الانتباه والتقدير.