إدارة ترامب تريد خنقا لحماس على يد المصريين يكون خنقا لغزة

ذكر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لوزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي أن من المهم ضمان عدم قدرة حركة حماس على حكم غزة مرة أخرى، ويعكس حديثه رسالة واضحة من واشنطن إلى القاهرة يفيد مضمونها بضرورة خنق حماس بشكل يكون في الحقيقة خنقا لقطاع غزة، وأن ما يهم إدارة الرئيس دونالد ترامب هو الأفعال وليس اللوم أو انتقاد حدّية واشنطن في التعامل مع ملف غزة.

وسعى الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي الأربعاء إلى النأي عن الموقف الأميركي المتشدد تجاه غزة وقال إن التهجير القسري لسكان قطاع غزة “ظلم لا يمكن أن نشارك فيه،” للحفاظ على مواقفه المعارضة للتهجير.

وقال السيسي خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الكيني وليام روتو في القاهرة “لا يمكن أبدا التنازل عن ثوابت الموقف المصري التاريخي للقضية الفلسطينية.”

لكن مراقبين يرون أن ما تريده إدارة ترامب من القاهرة ليس الشعارات العامة وإنما خطوات عملية تمنع استفادة حماس من الوضع الجديد أمنيا واقتصاديا، ولا تسمح لها بإعادة تقوية حكمها من بوابة التساهل في مراقبة الأنشطة الأمنية والتهريب، وهو التساهل الذي عاشت بفضله الحركة لسنوات بالرغم من موقف مصر المتشدد تجاهها.

ويشير المراقبون إلى أن إسرائيل التي وقفت على حجم الأنفاق في محور فيلادلفيا خلال الحرب وعلى سهولة تحركات حماس سيكون تركيزها كبيرا على الالتزام المصري بخنق حماس، وهو ما قد يدفع إلى توتير العلاقة بين البلدين وبين القاهرة وواشنطن، وأن الأفضل لمصر تسليم فيلادلفيا إلى الإسرائيليين والأميركان ليخنقوا القطاع بطريقتهم الخاصة ويتحملوا الملامة بدل أن تكون هي في الواجهة مع وجود إدارة ترامب التي لا تميل إلى المجاملات أو حل الخلافات من وراء الستار.

وكان لافتا أن اتصال روبيو بعبدالعاطي قد جاء بعد مرور ساعات على تصريحات تحدثت فيها حماس عن أنها “استعرضت مع مصر جهود تشكيل حكومة توافق وطني في قطاع غزة”، ما أوحى بأن مصر تساعد حماس على إعادة تأهيل حكمها في القطاع، في تناقض مع كل ما تم الحديث بشأنه عن اليوم التالي للحرب وموقف واشنطن الواضح والمتمثل في أن حماس لن تكون جزءا من المرحلة الجديدة.

حكم قضائي يلغي قرار وزير التعليم باعتبار التابلت عهدة على الطالب وولي أمره

وقالت الحركة في بيان عبر منصة تلغرام إن وفدها برئاسة محمد درويش قد التقى رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، وضم الوفد قادة بارزين مثل خالد مشعل وخليل الحية وزاهر جبارين ونزار عوض الله ومحمد نصر وغازي حمد.

وفي مؤشر واضح على عدم التساهل مع حماس قال مسؤول أميركي إن إدارة ترامب ستلغي تأشيرات الطلاب لجميع “المتعاطفين مع حماس في الجامعات.”

وقال ترامب السبت إن مصر والأردن يجب أن يستقبلا الفلسطينيين من غزة، التي وصفها بأنها “مكان مدمر” بعد قصف إسرائيلي استمر 15 شهرا وأدى إلى نزوح أغلب سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

ورد السيسي قائلا “الشعب المصري، إذا طلبت منه هذا الأمر (تهجير الفلسطينيين) سيخرج كله إلى الشارع ليقول لا؛ لا تشارك في ظلم. ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني من مكانه ظلم لا يمكن أن نشارك فيه.”

وأعربت حركة حماس الأربعاء عن تقديرها موقف السيسي الرافض لأي خطوة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في بيان “نقدر عاليا موقف الرئيس المصري برفض أي أفكار أو خطوات لتهجير الفلسطينيين في قطاع غزة أو نقلهم إلى أي جهة تحت أي حجة.”

وأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأربعاء على موقف المملكة “الراسخ” والداعي إلى ضرورة “تثبيت الفلسطينيين على أرضهم، ونيل حقوقهم المشروعة، وفقا لحل الدولتين.”

ويشكل أي اقتراح يقضي بترحيل الفلسطينيين من غزة، التي يريدونها جزءا من دولتهم، كابوسا للقيادة الفلسطينية بأجيالها المتعاقبة، وقد رفضته دول الجوار العربية مرارا وتكرارا منذ بدء حرب غزة في أكتوبر 2023.

ويعيش ملايين الفلسطينيين في الأردن بالفعل فيما استقر مئات الآلاف منهم في مصر. وأعلنت وزارتا الخارجية في مصر والأردن في وقت سابق رفضهما مقترح ترامب.

وقال ترامب في وقت سابق إنه سيتحدث إلى السيسي في مطلع الأسبوع، لكن بدلا من ذلك تحدث وزير الخارجية روبيو مع نظيره المصري بشأن غزة دون ذكر خطة ترامب.