سفارة مصر في الولايات المتحدة الامريكية ترد علي دونالد ترامب: لا يمكن لمصر أن تكون جزءا من أي حل يتضمن نقل الفلسطينيين إلى سيناء
أكدت سفارة مصر في الولايات المتحدة الامريكية من جديد ورداً علي تصريحات دونالد ترامب بالطب من مصر الموافقة علي تهجير الفلسطينيين ، أنه لا يمكن لمصر أن تكون جزءا من أي حل يتضمن نقل الفلسطينيين إلى سيناء
وأعادت سفارة مصر في الولايات المتحدة الامريكية نشر مقال باسم السفير معتز زهران سفير مصر في الولايات المتحدة الامريكية في صحيفة The Hill جاء فيه ”
“لا يمكن أن تكون مصر جزءاً من أي حل ينطوي على نقل الفلسطينيين إلى سيناء”
افتتاحية للسفير معتز زهران نشرت في The Hill تم نشرها نهاية العام الماضي بتاريخ 20/10/23
في هذه الأوقات العصيبة، ومع تطور الأحداث المضطربة في غزة وإسرائيل، يرى المجتمع الدولي تذكيراً مؤلماً بأن الرخاء الدائم لا يمكن تحقيقه على حساب بؤس الآخرين.
ففي مصر، كنا شهوداً على دورة العنف التي حددت الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين لأجيال. ورغم تجاهل تحذيراتنا السابقة بشأن عدم الاستقرار الناجم عن الافتقار إلى حل سياسي مستدام للإسرائيليين والفلسطينيين، فإن السؤال يظل قائماً: كيف يمكننا إذن أن ننظر إلى ما هو أبعد من اللحظة الحالية، وأن نبني سلاماً عادلاً ودائماً للجميع؟
إن المجتمع الدولي، من خلال الاستعانة بالحس السليم، لابد وأن يتفق على دعوة منطقية لخفض التصعيد نحو وقف إطلاق النار الذي يضع حداً لحالة الحرب ويسمح بسرعة بوصول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، الذين حرموا من أي وصول إلى المياه والكهرباء. كما تستعد إسرائيل لشن عملية برية، مع إمكانية وقوع خسائر بشرية إضافية هائلة على الجانبين. إن دورة العنف تغذيها مشاعر عميقة بالانتقام، ولكن يتعين على القادة المسؤولين أن يتذكروا أن التزامات الدول بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي لابد وأن تُحترم في جميع الأوقات، وذلك لحماية المدنيين الأبرياء من أهوال الحرب.
وعلى هذا فإن دعوة إسرائيل لإجلاء أكثر من مليون غزّي من داخل غزة ليست غير عملية فحسب، بل إنها تتعارض أيضاً مع هذه الالتزامات القانونية التي تقع على عاتق القوة المحتلة، ومن شأنها أن تؤدي إلى كارثة إنسانية. كما أن دعوة الإجلاء هذه تتحدى فكرة حل الدولتين القائم على الإنصاف والعدالة. إن تجريد المواطنين من وطنهم وتحويلهم إلى لاجئين دائمين لا يقربنا من الحل السياسي الدائم، بل إنه يصد ويؤجج مشاعر الألم المعذبة، وبالتالي ردود الفعل في شكل عنف بدافع الانتقام.
وحتى يتسنى لنا تنفيذ وقف إطلاق النار في وقت مبكر، فإن سلامة المدنيين يجب أن تكون على رأس أولوياتنا. ويجب تمكين الأمم المتحدة من تحديد ملاجئ إنسانية داخل غزة، وتوفير المأوى والرعاية اللازمة لأولئك الذين وقعوا في مرمى النيران، وحماية المدنيين الأبرياء.
في ظل السرد المتطور باستمرار حول الصراع في غزة، ظهرت مزاعم كاذبة تربط بين مصر وفرض الحصار على غزة. وفي الوقت نفسه، ظهرت أصوات تدعو مصر إلى فتح حدودها، والسماح للاجئين الفلسطينيين بالبحث عن ملاذ آمن في سيناء.
ولنتأمل هنا الوضع من منظور أكثر عمقاً. فلابد أن ننظر إلى الدور المصري في ضوء معبر رفح، الذي يشكل واحداً فقط من بين سبع نقاط دخول إلى غزة، في حين ترتبط بقية النقاط بإسرائيل. والحقيقة أن مصر لم تغلق معبر رفح؛ فقد ظل يعمل حتى تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية على الجانب الغزّي في تعطيله. ومرة أخرى، نواصل العمل بشكل كامل مع العديد من المحاورين لضمان مرور آمن للمساعدات التي تشتد الحاجة إليها في غزة، وللمواطنين من بلدان ثالثة إلى مصر.
إن موقف مصر واضح: فهي لا يمكن أن تكون جزءاً من أي حل يتضمن نقل الفلسطينيين إلى سيناء. فمثل هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى نكبة ثانية، وهي مأساة لا يمكن تصورها لشعب صامد تربطه علاقة لا تنفصم بأرض أجداده.
ولنكن واضحين، مصر ليست من المهتمين بمناقشة أي مقترح من شأنه أن يضعف القضية الفلسطينية!
إن القلق المباشر يدور حول تصعيد العنف إلى مستويات خطيرة، مما يزيد من الإضرار بأمن إسرائيل، وآفاق معيشة الفلسطينيين وإقامة دولتهم. ولا يمكن إنهاء هذا المستنقع التاريخي إلا من خلال الدبلوماسية النشطة التي تخلق أفقاً سياسياً من خلال عملية سلمية، مستوحاة من مؤتمر مدريد عام 1991 ، والتي تؤدي إلى حل سياسي عادل.
وتعمل مصر بنشاط مع كافة الأطراف المعنية لضمان حماية المواطنين الفلسطينيين، وضمان سلامة وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين المدنيين الإسرائيليين والأمريكيين والدوليين، فضلاً عن المعتقلين الفلسطينيين، الذين أصبحوا ضحايا لدائرة لا نهاية لها من العنف. وسنواصل حوارنا الوثيق مع الولايات المتحدة والجهات الفاعلة الإقليمية والدولية الرئيسية بشأن جهود الإغاثة الإنسانية، وسنواصل مشاوراتنا مع الأمم المتحدة لإنشاء ملاذات آمنة داخل غزة.
ولكي نتمكن من إنهاء دائرة العنف، يتعين علينا أن ندرك عقوداً من السياسات التي أدت إلى تقليص الآمال في إقامة دولة فلسطينية عادلة ومنصفة. وفي الوقت نفسه، يتعين علينا أن نعترف بالسياسات الفاشلة التي سمحت للمتطرفين على الجانبين بإملاء مسار خطير من المجازفة التي أشعلت النيران التي تجتاح فلسطين وإسرائيل.
لقد دافعت مصر دائمًا عن قضية كسر هذه الدائرة، والتصدي للتطرف، وتعزيز المثل العليا التي تم إطلاقها في الريادة والدفاع عن السلام منذ أواخر سبعينيات القرن العشرين، من أجل خلق الظروف والبيئة اللازمتين لتحقيق سلام شامل وعادل ودائم.
إننا نقف اليوم على حافة الهاوية في مواجهة عنف ودمار لا يمكن تصورهما. وعلينا أن نغتنم هذه اللحظة ونسعى إلى تحقيق سلام دائم في ظل الله، يقوم على الرحمة والعدل.
معتز زهران ، سفير مصر لدى الولايات المتحدة.
تابعونا لمزيد من التغطيات الحصرية والمحتوي المتنوع عبر أقسامنا المتجددة، حيث نقدم لكم أحدث أخبار وتقارير علي مدار الـ24 ساعة، وأحدث أخبار مصر و اقتصاد وبنوك وبورصة إلي جانب تغطية حصرية من خلال سفارات وجاليات ، وتغطية شاملة للتطوير العقاري من خلال قسم عقارات ونتشارك في الترويج للسياحة والآثار المصرية من خلال قسم سياحة وآثار ، إضافة لأخبار خاصة في قسم ثقافة وفنون و علوم وتكنولوجيا ومنوعات ، كما نولي اهتمام خاص بـ الرياضة و المرأة ونقدم لكم كل يهم التعليم والطلاب من خلال أخبار الجامعات .