أخبار وتقاريرسياسة خارجية

أطماع ترامب التوسعية بشأن كندا وغرينلاند وقناة بنما… هل يمكن تحقيقها؟

صوت المصريين - The voice of Egyptians

 

منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ضاعف دونالد ترامب المطالبات الإقليمية الاستفزازية بضم أراضٍ جديدة لبلاده. سواء كانت كندا أو غرينلاند التابعة للدنمارك أو قناة بنما، التي يحلم الرئيس المنتخب بغزوها وضمها. فما مدى جدية مطالبه بضم هذه الأراضي؟

لم ينتظر دونالد ترامب طويلا، فما إن أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الإثنين عن استقالته من منصبه دعا دونالد ترامب كندا إلى الاتحاد مع بلاده لتصبح الولاية الأمريكية رقم 51.

أو بتعبير أدق: فإن ترامب يريد إهانة كندا. في الواقع، كان دونالد ترامب قد سخر بالفعل من جاستن ترودو قبل استقالته عندما وصفه مرارا بـلقب “حاكم” كندا (اللقب الذي يحمله حكام الولايات المتحدة – أسرة التحرير). كما لو كان الجار الشمالي فعليا جزءًا من أراضي الولايات المتحدة.

بأكثر من 20 مليار دولار.. ترامب يعلن عن مشروع جديد بتمويل إماراتي

رحلة ترامب الابن إلى غرينلاند
“معا! يا لها من أمة عظيمة سنشكلها!”، هكذا أعلن بحماس دونالد ترامب على شبكته الاجتماعية “تروث سوشيال”، موجها كلامه للكنديين ومزينا جملته بالعديد من علامات التعجب. وأوضح أنه في حال حدوث هذا السيناريو، فإن كندا لن تخضع للتعريفات الجمركية التي هدد بفرضها بمجرد عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني.

لكن الرئيس الأمريكي المنتخب لم يوجه أنظاره إلى كندا فقط. فهو يود أيضا “شراء” غرينلاند من الدنمارك. وبهذه المناسبة، قام نجله دونالد ترامب الابن الثلاثاء بزيارة “شخصية” لهذه المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي والملحقة بالدنمارك. لم يحدد الابن الغرض من هذه الزيارة، لكن هذه الخطوة تأتي بعد شهر من تأكيد ترامب الأب أن “السيطرة على غرينلاند تمثل ضرورة” للولايات المتحدة.

وزير المالية: صرفنا 70 مليار جنيه لـ2500 شركة مُصدرة حتى 2024

كندا، وغرينلاند، هل من شيء آخر؟ يبدو أن دونالد ترامب يهدف أيضا إلى رفع علم الولايات المتحدة فوق قناة بنما، مبررا ذلك بأنه لا يريد الاستمرار في دفع رسوم المرور التي تطالب بها بنما، والتي يعتبرها “سخيفة وغير عادلة”.

وإذا لم تحصل واشنطن على إعفاء من هذه الرسوم، فإن دونالد ترامب هدد في 23 ديسمبر/كانون الأول 2024 “بإعادة القناة بالكامل وفورا ودون قيد أو شرط إلى سيطرة بلاده [مارست الولايات المتحدة سيادة على هذه القناة بين عامي 1903 و1999 – أسرة التحرير]”.

غير أن جميع دعواته لمد السيطرة الأمريكية على هذه الأراضي قوبلت بالرفض من هذه البلدان المعنية وصاحبة السيادة. حتى إن ملك الدنمارك ذهب بعيدا الإثنين وأصدر أمرا بتحديث شعار المملكة من أجل تسليط الضوء بشكل أفضل على غرينلاند.

على أية حال، فإن دونالد ترامب ليس لديه أي شرعية دولية للمطالبة بهذه الأراضي. فهو لم ينصب رسميا بعد في البيت الأبيض، كما أنه ليس لديه سلطة لفتح مفاوضات محتملة لشراء غرينلاند على سبيل المثال.

دونالد ترامب تملؤه الثقة في تحقيق رغباته بالتوسع
“إن هذا يعد في الأساس المعادل الدبلوماسي لإظهار القوة والعضلات. لكن لا يعني أن هذه المطالب لا يمكن أخذها بالحسبان”، كما تؤكد كورينا لاكاتوس، المتخصصة في العلاقات الدولية بجامعة كوين ماري في لندن، والتي عملت على وسائل الاتصال السياسي للقادة الشعبويين مثل دونالد ترامب.

اقرأ أيضاترامب يجدد رغبته في ضم كندا ويكرر مطالبته بسيطرة الولايات المتحدة على قناة بنما

بادئ ذي بدء، ليست هذه المرة الأولى لدونالد ترامب التي يقوم فيها بهذه المطالبات الإقليمية. فقد تم طرح فكرة شراء غرينلاند، على وجه الخصوص، بالفعل في عام 2019 خلال ولايته الأولى. تقول كورينا لاكاتوس: “بهذه الطريقة، يظهر لناخبيه أن لديه استمرارية في الأفكار”.

حتى إنه يخطو خطوة إلى الأمام هذه المرة ويزايد عليها بإضافة كندا وقناة بنما إلى قائمة التسوق الخاصة به. وترجع هذا المزايدة المفرطة جزئيا إلى حقيقة أنه “يشعر بالتشجيع على فعل المزيد من خلال فوزه الكبير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي، في نظره، تعطي شرعية أكبر لمزاعمه”، كما يؤكد رونيه ليندستيت، المتخصص في السياسة الأمريكية في جامعة برمنغهام.

ناهيك، وفقا لهذا المختص، عن السياق الدولي الذي قد يبدو مواتيا لدونالد ترامب لتقديم مثل هذه الادعاءات المفرطة في عدم واقعيتها. “هناك العديد من القادة الذين يشاركونه رؤيته للعالم، وخاصة في أوروبا [جيورجيا ميلوني في إيطاليا، وروبرت فيكو في سلوفاكيا – ملاحظة المحرر]”، حسب رونيه ليندستيت مع وجود المزيد من القادة “الأصدقاء”، فإن الرئيس الأمريكي المنتخب أقل خوفا من التعرض للانتقاد بسبب رغباته في التوسع الإقليمي.

من خلال وعد قاعدته الانتخابية بالتوسع في مناطق جديدة، “يحاول دونالد ترامب أيضا تصحيح الصورة في نهاية ولايته الأولى عن أمريكا التي تضعف وتخبو قوتها سريعا على الساحة الدولية”، بحسب كورينا لاكاتوس. بين عامي 2016 و2020، اتبعت أمريكا بقيادة دونالد ترامب دبلوماسية مغلقة للغاية، تميزت بشكل خاص بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ. هذه المرة، “يريد أن يعطي صورة أمريكا الغازية”، تلخص الخبيرة.

يجب علينا أيضا أن نأخذ خرجات ترامب العنترية هذه كمكافئ لبيان عام لسياسته الخارجية المستقبلية. “فعادة قبل توليهم منصبهم الجديد، يشير القادة الأمريكيون دائما إلى التوجه الذي ستأخذه الدبلوماسية الأمريكية في عهدهم. وهكذا، سلط باراك أوباما وجوبايدن، على سبيل المثال، الضوء على أهمية تشكيل التحالفات. دونالد ترامب، من جانبه، أعلن أنه ينوي اتباع نهج أحادي الجانب يعتمد فقط على مصالح الولايات المتحدة” كما تؤكد كورينا لاكاتوس.

المناطق الاستراتيجية في عيون الملياردير الأمريكي
إن دونالد ترامب لم يختر أهدافه بالصدفة. يقول ريتشارد جونسون، المتخصص في شؤون الولايات المتحدة في جامعة كوين ماري في لندن: “كل هذه المناطق لها صلة بأولويات الرئيس المنتخب على ساحة السياسة الدولية”. تتمتع غرينلاند بأهمية جيواستراتيجية لواشنطن لأنها موطن لقاعدة بيتوفيك الفضائية، آخر قاعدة عسكرية أمريكية قبل الدائرة القطبية الشمالية.

كما أنها منطقة غنية بالموارد الطبيعية، تماما مثل كندا. هاتان المنطقتان غنيتان بشكل خاص بالهيدروكربونات (الغاز الصخري في كندا، والنفط في غرينلاند)، وهو أمر مهم في نظر دونالد ترامب “الذي جعل استقلال الولايات المتحدة في مجال الطاقة أولوية”، كما يلاحظ رونيه ليندستيت.

أما بالنسبة لقناة بنما، فهي ممر حيوي للتجارة الأمريكية… ولكن أيضا للصين، كما تقول بي بي سي. فالسيطرة على هذه المنطقة ستسمح لدونالد ترامب بالحصول على وسيلة إضافية للضغط الاقتصادي على المنافس الصيني.

مطالبات جدية؟
هل دونالد ترامب مستعد للدفع بمطالبه حتى النهاية، حتى لو كان يطالب حقا بإلحاق مناطق جديدة بالولايات المتحدة؟ يعتقد ريتشارد جونسون أن “هذه التصريحات تتماشى مع أسلوب التفاوض المعتاد الذي يستخدمه دونالد ترامب، وهو طلب المستحيل من أجل الحصول على تنازلات ترضيه”.

في هذه الحالة، سيكون سقف مفاوضاته، سواء الطلب من كندا أن تصبح الولاية 51 في الولايات المتحدة أو اقتراح إعادة شراء غرينلاند، أمرا منطقيا. “يعرف دونالد ترامب كيفية تقديم العروض التلفزيونية ومع هذا النوع من المطالبات، يمكنه التأكد من حصوله على اهتمام الجميع وتصدر العناوين الرئيسية في الصحف. إضافة إلى أنه علينا فهم المسكوت عنه في النص”، كما يقول ريتشارد جونسون. لذلك سيسعى دونالد ترامب إلى انتهاز وانتزاع ظروف تجارية أفضل من كندا، والحصول على معاملة تفضيلية من بنما مقارنة بالمعاملة المخصصة للصين، وإجبار الدنمارك على إنفاق المزيد على أمن القاعدة الأمريكية في غرينلاند.

“ومع ذلك، سيكون من الخطأ الاعتقاد أنه إذا أتيحت له الفرصة، فإن دونالد ترامب لن يذهب إلى حد الاستيلاء فعليا على إحدى هذه الأراضي”، يؤكد رونيه ليندستيت. الرئيس الأمريكي رقم 47 “يعلم أن لديه فترة ولاية واحدة فقط لترك بصمته على تاريخ الولايات المتحدة وقد يشعر أنه قادر على فعل أي شيء”، كما يلاحظ أستاذ العلوم السياسية. فمعظم الإجراءات التي استهدفته لم تكن ناجحة.

وهو يرى أن الصين باتت أعلى صوتا من أي وقت مضى في مطالبتها بإلحاق تايوان بها، ولاحظ كيف غزت روسيا أوكرانيا “فحق له القول: ولما لا أنا أيضا؟”، كما يلاحظ رونيه ليندستيت. لهذا السبب، وفقا له، من الضروري للغاية ألا تأخذ الدول المعنية “كلماته باستخفاف، وتغلق الباب بأكبر قدر ممكن من القوة أمام هذه المطالب. فبدون ذلك، قد يميل دونالد ترامب إلى اتخاذ إجراء فعلي وجدي لمصلحته”.

تابعونا لمزيد من التغطيات الحصرية والمحتوي المتنوع عبر أقسامنا المتجددة، حيث نقدم لكم أحدث أخبار وتقارير علي مدار الـ24 ساعة، وأحدث أخبار مصر  و اقتصاد وبنوك وبورصة إلي جانب تغطية حصرية من خلال  سفارات وجاليات ،  وتغطية شاملة للتطوير العقاري من خلال قسم عقارات ونتشارك في الترويج للسياحة والآثار المصرية من خلال قسم  سياحة وآثار  ، إضافة لأخبار خاصة في قسم ثقافة وفنون و علوم وتكنولوجيا ومنوعات ، كما نولي اهتمام خاص بـ الرياضة و المرأة ونقدم لكم كل يهم التعليم والطلاب من خلال أخبار الجامعات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى