أخبار وتقاريرسياسة خارجية

إعدامات جماعية وتعذيب في صمت.. المبنى الأحمر في صيدنايا يفضح جرائم «الأسد» ضد الإنسانية

صوت المصريين - The voice of Egyptians

لا تزال الفظائع والأهوال تتكشف تزامناً مع سقوط نظام بشار الأسد بعد صراعٍ دام لـ 13 عامًا ضد المعارضة السورية المسلحة التي تمكنت أمس من السيطرة على مقاليد الحكم في دمشق ليحلق الرئيس السابق بطائرته إلى موسكو، ويترك وراءه آثار جرائم ضد الإنسانية شهدتها السجون والمعتقلات التي أخفت مئات الآلاف من المواطنين عن ذويهم لسنوات طويلة وقطعت عنهم خيط الأمل في العودة إليهم، ومن بين أشهر تلك السجون التي ذاع صيتها مؤخرصا، هو سجن صيدنايا الذي يمكن تسميته بـ«المسلخ البشري».

«مدبولي» يشهد توقيع بروتوكول تعاون للترويج لمدينة الروبيكى خارج مصر

انقطاع الأمل في النجاة

دخول ذلك السجن العسكري الواقع على مشارف العاصمة دمشق يعني حكمٌ بالموت مع إيقاف التنفيذ، إذ يضم مركزين للاحتجاز، أحدهما يشار إليه باسم المبنى الأحمر، ويضم مدنيين تم اعتقالهم منذ بدء المظاهرات السلمية في عام 2011، والآخر يعرف باسم المبنى الأبيض الذي يضم قادة عسكريين وجنوداً تم اعتقالهم بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات، وفقاً لتقرير منظمة العفو الدولي التي أشارت إلى أن آلاف السجناء في المبنى الأحمر قتلوا في عمليات إعدام سرية بعد الحكم عليهم في محكمة الميدان العسكرية الواقعة في حي القابون بدمشق، والتي تستمر من دقيقة إلى ثلاث دقائق، وفي اليوم الذي تنفذ فيه سلطات السجن عمليات الإعدام أو ما شاع تسميتها بينهم باسم «الحفلة»، تُجمع الضحايا من زنازينهم في فترة ما بعد الظهر ليتم تبليغهم بأنهم سيُنقلون إلى سجن مدني، وبدلاً من ذلك يتم نقلهم إلى زنزانة في قبو المبنى الأحمر، حيث يتعرضون للضرب والتعذيب حتى يحين منتصف الليل فتوضع عُصابات على أعينهم قبل نقلهم في شاحنات أو حافلات صغيرة إلى المبنى الأبيض حيث توجد غرفة تحت الأرض مليئة بالمساجين الذين ينتظرون دورهم في الشنق.
ترامب يهدد بسحب الولايات المتحدة من حلف الأطلسي ويعلن عزمه خفض المساعدات لأوكرانيا

عمليات تعذيب ممنهجة

هذه العملية السادية تتم مرة أو مرتين في الأسبوع، وفي كل مرة يتم إعدام ما بين 20 إلى 50 شخصاً، وخلال هذه العملية يظل الضحايا معصوبي الأعين لا يعرفون من أمرهم شيئاً سوى أنهم حُكم عليهم بالإعدام قبل دقائق من تنفيذ الحكم الذي لا يعرفون أنه على بُعد ساعات من اللحظة التي يعيشونها، حتى أنهم لا يعرفون كيف سيموتون إلى أن يتم لف حبل المشنقة حول أعناقهم، وبعد تنفيذ عشرات الإعدامات الجماعية يتم شحن جثث الضحايا إلى مستشفى قريب من السجن حتى تحصل على تراخيص الدفن في مقابر جماعية، ويضيف تقرير «العفو الدولية» الذي أعادت نشره شبكة «ndtv» الهندية أن وفقاً لشهادة عاملين داخل السجن ومعتقلين أطلق سراحهم عقب الإطاحة بنظام الأسد، فجميع من يدخل المبنى الأحمر في صيدنايا يتعرضون لبرنامج ممنهج من الانتهاكات وامتهان كرامة الإنسان، إذ يتعرضون للتعذيب بشكل منتظم من خلال الضرب المبرح والعنف الجنسي كما يُحرمون من الغذاء الكافي والمياه والأدوية والرعاية الطبية والصرف الصحي، وهو ما أدى إلى انتشار العدوى والأمراض على نطاق واسع بين المعتقلين ويفرض عليهم الصمت حتى في أثناء جلسات التعذيب، ويصاب العديد من المعتقلين بأمراض عقلية خطيرة مثل الذهان وفقدان الذاكرة والنطق.

انتهى الكابوس

صُمم المبنى الأحمر في سجن صيدنايا خصيصًا لإلحاق أقصى قدر من المعاناة الجسدية والنفسية بالمعتقلين والتنكيل بهم حتى يفقدوا ​​أي شعور بالكرامة أو الأمل في إبصار نور الشمس مجدداً، وهو ما بدا جلياً في خضم تغيير النظام في سوريا واقتحام مقاتلي المعارضة للسجون وإطلاق سراح المعتقلين، حيث تظهر العديد من مقاطع الفيديو المنتشرة على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رجالاً لم يتعرفوا على ذويهم ونساءً غير قادرات على الكلام، وأطفالاً تبدو عليهم أمارات الحيرة والدهشة إزاء ما يدور حولهم وكأنهم خارجون من كابوس فظيع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى