معبد دوش .. شاهد أغلى كنز فى العالم يضم 212 سبيكة ذهبية
على بعد ١١٣ كيلو مترًا جنوب شرق مدينة الخارجة، فى محافظة الوادى الجديد، يقع معبد دوش، الذى يبعد ٢٣ كيلو مترًا تقريبًا شرق واحة باريس، حيث يعد المعبد شاهدًا على عظمة حضارة مصر القديمة.
وقال محمد إبراهيم، مدير عام الآثار المصرية فى الوادى الجديد، إن المعبد تم بناؤه عام ١١٧، ويرجع تاريخ المعبد والمنطقة المحيطة إلى العصر الرومانى، فقد شيد إبان حكم الأباطرة دوميتان وتراجان وهاد ريان، ويقع فى ملتقى درب الأربعين المؤدى إلى السودان، ودرب إسنا الذى يربط مركز باريس بمنطقة إسنا، والمعبد عبارة عن مبنى من الحجر الرملى يتخذ اتجاهًا شماليًا جنوبيًا يحيط به سور من الطوب اللبن وقلعة مشيدة من أربعة طوابق، وكانت دوش تسمى فى العصر الفرعونى (كشت)، وأطلق عليها فى بداية العصر البطلمى اسم (كسيس).
وأوضح أن جدران المعبد تحمل العديد من النقوش والكتابات الهيروغليفية والمناظر المختلفة التى تصور الأباطرة فى مناظر تقدمة القرابين للآلهة المختلفة والثالوث المقدس للمعبد، حيث كرس المعبد للثالوث المقدس إيزيس، سرابيس، حربوقراط.
كما يوجد بالمنطقة بالقرب من المعبد منطقة أخرى مجاورة بها بقايا معبد من الطوب اللبن كان مخصصًا للمعبود آمون ويطلق عليه معبد المناور، حيث تنتشر بالمنطقة المناور الخاصة بالعيون المائية الارتوازية المستخدمة لرى الأراضى الزراعية.
وأضاف أنه تعمل بالمنطقة بعثة موسمية تابعة للمعهد الفرنسى للآثار الشرقية، والتى كانت تعمل بالمنطقة كل موسم حتى موسم عام ٢٠١٥، وهى تقوم بأعمال المسح الأثرى والتكشيف وأعمال الترميم والصيانة بالمعبد ولها مقر دائم بالمنطقة الأثرية.
واشنطن تطلب من قطر “طرد حماس” من أراضيها بعد رفضها لصفقة الرهائن
وأشار إلى أنه فى عام ١٩٨٩ تم اكتشاف أغلى كنز بالعالم، بمعبد دوش، وذلك بمعرفة بعثة المعهد العلمى الفرنسى للآثار الشرقية والمعروض الآن بقاعة المصوغات الذهبية بالمتحف المصرى بالقاهرة، حيث يتكون الكنز من ٢١٢ سبيكة ذهبية وقلادتين، إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة، ولوحتين من الفضة نقشت على إحداهما صورة الملكة «واجت»، وهى تضع تاج مصر العليا، وعلى الثانية صورة الملكة نفسها وهى تضع تاج مصر السفلى، وتاج ذهبى من صفائح على شكل أوراق العنب تتوسطها سبيكة ذهبية تحمل تمثالًا سرابيس داخل واجهة معبد صغير، وأوضح أنه تم عرض كنز دوش لأول مرة أمام الجمهور فى مارس عام ٢٠٠، بالمتحف المصرى، ويتكون الكنز من تاج ذهبى من صفائح على شكل أوراق العنب، تتوسطها سبيكة ذهبية تحمل تمثالًا سرابيس داخل واجهة معبد صغير. وقد زينت الجهة اليمنى من التاج بشريط من ثمانى ورقات عنب تنتهى بأزهار الخشخاش، وفى الجهة اليسرى تسع ورقات عنب تنتهى بسلك ملفوف فى نهايته ١١ حبة أسطوانية تمثل أزهار الخشخاش رمز الخصب، والطوق الحامل لكل هذه الأشياء على شكل ثعبان.
باريس سان جيرمان يتخذ قرارات قوية ضد جماهيره بعد دعم فلسطين
وأضاف أنه عثر على قلادة يجمعها سلك من الذهب على شكل ثعبان، ويبلغ وزنها ٤٩٣ جرامًا. ويضم الكنز أيضًا سوارين مزينين بأوراق الشجر الذهبية، يبرز فى الأول فص من العقيق البرتقالى المصقول وفى الثانى فص زجاجى أخضر.
ويعتقد الخبراء أن صاحبة السوارين إما أن تكون امرأة بدينة، أو أن هذا النوع من الأساور كان يستخدم لتزيين أعلى الذراعين. وبين قطع الكنز ٢١٢ سبيكة ذهبية قام المرممون المصريون الذين عملوا على ترميم الكنز بتجميعها فى قلادتين، إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة، إلى جانب لوحتين مصنوعتين من الفضة نقشت على إحداهما صورة الملكة واجت وهى تضع تاج مصر العليا، وعلى الثانية صورة الملكة نفسها وهى تضع تاج مصر السفلى.
وأكد «إبراهيم» أنه تم العثور على هذا الكنز الفريد فى وعاء من الفخار فى إحدى غرف حصن قريب من معبد دوش الحجرى معلقًا فى الهواء، وقد عرض هذا الكنز ضمن معرض باريس للحلى لأول مرة أبهرت العالم، خاصة سوارين من الذهب يعرضان فى مكان واحد، يزين منتصف أحدهما فص من العقيق البرتقالى والآخر يزينه فص من معجون الزجاج ٤٩ جرامًا والآخر ٤٠ جرامًا. وإلى جانب الآثار الخاصة بهذه الملكة وجد أيضا فى الكنز رأس صقر من الذهب عيناه من حجر الأوبسيديان، إضافة إلى عدد من التيجان الخاصة بالملكة وسلاسل ذهبية بها حليات للصدر وعدد من الخواتم والعقود والخلاخيل والأساور بأشكال مختلفة، ومازالت حتى الآن وبعد آلاف السنين يقلدها ويستوحى منها عدد من المصممين للحلى حتى الآن.