أخبار وتقاريرسياسة خارجية

ماذا ينتظر العالم من الرئيس 47 للولايات المتحدة؟

صوت المصريين - The voice of Egyptians

 

فاز بولاية رئاسية جديدة ليصبح بذلك الرئيس 47 للولايات المتحدة الأمريكية، ولتكون أمريكا والعالم أمام فترة استثنائية يقود القوة الأولى في العالم خلالها، شخصية استثنائية، في ظل أغلبية جمهورية في مجلسي النواب والشيوخ.

اختار الأمريكيون الاقتصاد والقيم المحافظة دون الالتفات كثيراً إلى التعابير العنصرية والنزعة الذكورية لدى ساكن البيت الأبيض الجديد. بمعنى آخر؛ اختاروا الالتفات إلى الداخل على حساب القضايا العالمية والحروب المشتعلة على أكثر من جبهة على طول المسرح العالمي وعرضه.

لكن هذا لا يعني أن أمريكا ترامب ستنكفئ إلى الداخل وحسب، ولن تسحب يدها من الملفات العالمية العالقة، بل ستجيّر إدارة هذه الملفات لما فيه المصلحة الأمريكية، قبل النظر إلى أي اعتبارات أخرى.

ولاية ثانية .. ذعر أقل

عندما فاز دونالد ترامب ب في العام 2016، كان رد فعل حلفاء أمريكا قبل أعدائها في جميع أنحاء العالم يتسم بالذعر والصدمة. فهل سيتكرر الأمر مع فوزه مرة أخرى هذا اليوم؟

مبدئيا، لنعترف أنه ليس كل زعماء العالم انزعجوا من ولاية ترامب الثانية. ولا يقتصر الأمر على قادة مثل فيكتور أوربان في هنغاريا وفلاديمير بوتين في روسيا وبنيامين نتنياهو في إسرائيل الذين سيرحبون بعودته، لكن العديد مما يسمى بالقوى المتوسطة التي تقود الطريق بين الصين وأمريكا، وخاصة الاقتصادات النامية، متفائلة على الأقل، كما يقول مراقبون.

ويشير العديد من المسؤولين على مستوى العالم إلى أنه قد يكون من الأسهل التعامل مع ترامب “المعقد” والحازم مقارنة مع جو بايدن الأكثر إستراتيجية.

مجلة بريطانية: هذا سبب خسارة كامالا هاريس
بالنسبة لأقرب حلفاء أميركا، بما في ذلك أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، فإن فوز ترامب بولاية ثانية يشكل مصدراً لقلق بالغ. إنهم متشككون في أن ترامب في ولايته الثانية لن يكون مزعجا للغاية. بينما تحدث ترامب صراحة عن تقليص الاشتباكات العسكرية الأمريكية في الخارج، وإنهاء الدعم لأوكرانيا، وإحلال السلام بينها وبين روسيا، وتقليص التزامات الولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسي والدفاع الأوروبي.

من الواضح أن زعماء أوروبا لن يكونوا سعداء بمخططات ترامب، وخاصة الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي ومن خلفه زعماء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ودول أوروبا الشرقية، فالرجل كان واضحا في رغبته إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية، مع ميل لقبول الأمر الواقع الذي فرضته روسيا خلال ما يقرب من 3 أعوام من المعارك.

لهذا، يرى مراقبون أن أعداء بوتين سيحتاجون إلى التعجيل بالوفاء بالتعهدات العسكرية التي تعهدوا بها بعد بدء الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير 2022، والتي فشلوا إلى حد كبير في الوفاء بها.

ترامب يطالب بإعدام المهاجرين المتورطين بقتل أميركيين

من هنا، يقول خبراء، إنه ينبغي لجميع أعضاء حلف شمال الأطلسي أن يعملوا على تسريع الجهود الرامية إلى زيادة الإنفاق الدفاعي بما يتجاوز الهدف المتفق عليه وهو 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي (والذي لدى ترامب وجهة نظر بشأنه).

ويتعين عليهم أن يفكروا ليس فقط في التمويل القصير الأجل لأوكرانيا، بل في كيفية إدارة الدفاع والمشتريات في أوروبا دون دعم الولايات المتحدة. ولا يتعلق الأمر بالأسلحة فحسب، بل يتعلق بالثقل الإستراتيجي، مثل وسائل النقل والطائرات، وحتى الهياكل.

الشرق الأوسط.. وقف النار ودعم إسرائيل

لطالما كان الشرق الأوسط على رأس جدول أعمال الرئيس الأمريكي سواء أكان جمهوريا أم ديمقراطيا. والأمر الثابت يتعلق دائما بأمن إسرائيل، ومن هنا، سيظل الدعم قوياً وربما سيزيد من جانب ترامب، ومع ذلك، فإن الحرب المتأججة بغزة وجنوب لبنان تمثل تعقيداً محتملاً، خاصة بعد أن تصاعدت وباتت تهدد بصراع إقليمي أوسع مع تبادل الهجمات بين إسرائيل وإيران. وإمكانية انفلات الأمور بشكل غير متوقع بما يصيب المصالح الأمريكية في المنطقة.

من المتوقع على نطاق واسع أن يتمكن ترامب من تحقيق وعوده بتثبيت وقف لإطلاق النار في لبنان أولا وغزة تاليا كما وعد مرارا، وسيكون ذلك ممكنا مع صديقه بنيامين نتنياهو. فرئيس الوزراء الإسرائيلي تملص طيلة أشهر من منح الإدارة الديمقراطية أي امتياز أو موافقة على وقف لإطلاق النار في غزة، ولاحقا في لبنان، بانتظار وصول ترامب ومنحه هذا الإنجاز “كهدية”، ولكن ليس دون مقابل، ذلك أن نتنياهو يتوقع أن يُكافأ بالمقابل على أكثر من مستوى.

ما يطلبه نتنياهو وحكومته اليمينية بالمقابل هو محاصرة إيران، وإن لزم الأمر توجيه ضربة قوية لها ولأذرعها في المنطقة بحيث يتلاشى تهديدها إلى أقصى حد. كما سيتوقع نتنياهو من حليفه في البيت الأبيض، إفساح المجال للتمدد والقضم التدريجي لأراضي الضفة الغربية دون أي قرارات عقابية في الأمم المتحدة.

بالمختصر، سيواصل ترامب تقديم الدعم غير المشروط لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية. وسيعمل بدلا من العمل على حل الدولتين إلى تعزيز العلاقات العربية الإسرائيلية فقط كهدف سياسي.

كما سيتعامل ترامب مع العلاقات بالعالم العربي بطريقة براغماتية عالية، سعياً إلى تحقيق فوائد قصيرة الأجل وللحد من النفوذ الصيني الواسع في المنطقة. مع التركيز على ردع النفوذ الإيراني في سوريا خاصة، والمنطقة عموما.

العلاقات مع الصين

تنظر المؤسسة السياسية الأمريكية، وخاصة الجمهورية، إلى الصين باعتبارها تحدياً إستراتيجياً رئيساً للأمن القومي الأمريكي، وتحديدا في مجالات الأسلحة النووية والفضاء والذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن تظل هذه العلاقة حساسة، ولكن من المتوقع أن يتبع ترامب سياسة مماثلة لسلفه تجاه الصين، لكنها ستتميز بالمنافسة القوية، وتتجلى بشكل أساسي في موقف الخطاب التصادمي.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button