قصة خطاب من 50 ورقة أنقذت الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت من الاغتيال
قصة خطاب من 50 ورقة أنقذت الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت من الاغتيال، قبل أكثر من قرن، وفي خضم حملة رئاسية مشتعلة، نجا رئيس أمريكي، من محاولة اغتيال في مثل هذا اليوم من عام 1912.
كان الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت، الذي تولى الرئاسة بين عامي 1901 و1909، قد خسر ترشيح الحزب الجمهوري لولاية رئاسية جديدة لصالح الرئيس آنذاك ويليام هوارد تافت، وسط انقسامات الحزب.
وهو ما دفع ثيودور للانفصال عن الحزب والترشح للرئاسة تحت راية الحزب التقدمي الذي لم يستمر طويلا.
وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول 1912، كان روزفلت في طريقه إلى تجمع انتخابي في ميلووكي قبل أن يتعرض لإطلاق نار.
ورغم إصابته في الصدر فإنه ألقى خطابه الذي استمر 84 دقيقة، وهو ينزف، حيث أغرقت الدماء قميصه الأبيض،
ورغم أن الحدث يُعد واحدا من أكثر الأحداث إثارة للاهتمام في التاريخ السياسي الأمريكي إلا أنه غالبا ما يُنسى.
وفي وصفها لتفاصيله، كتبت مجلة “سميثسونيان” : “خرج ثيودور روزفلت من فندق جيلباتريك في ميلووكي، ويسكونسن، ودخل سيارة مفتوحة نقلته إلى قاعة حيث ألقى خطاب حملة انتخابية”.
وأضافت “بينما كان روزفلت يجلس في المقعد الخلفي، انطلقت صيحة من الحشد عندما رأوه.. وفي اللحظة التي وقف فيها ليلوح بقبعته، أطلق رجل على بعد أربعة أو خمسة أقدام الرصاص من مسدس كولت عيار 38 على صدر روزفلت”.
ورغم أن الرصاصة استقرت في تجويف صدره إلا أن روزفلت نجا بفضل محتويات جيبه التي جعلت الرصاصة أقل فتكا، حيث كان المرشح الرئاسي يضع علبة نظارة معدنية وخطابه الضخم المكون من 50 صفحة داخل جيب معطفه.
وكتبت مكتبة الكونجرس عن محاولة الاغتيال، “بعدما أصيب، ترنح روزفلت قليلاً، ثم سقط على المقعد تحته”.
ولفتت إلى أن مساعد روزفلت ولاعب كرة القدم السابق إلبرت مارتن قفز على الفور من السيارة، وواجه مطلق الرصاص جون شرانك وهو “ما أوقف الرجل الذي كان يسعى لإطلاق النار مرة أخرى”.
وسرعان ما وقف روزفلت على قدميه، وقال للصحفيين “أنا في حالة جيدة” قبل أن يدرك أن مهاجمه يعاني من الجنون، وصاح قائلا “إنه لا يعرف ماذا يفعل.. لا تضربوا هذا المخلوق المسكين”، بحسب ما ذكرته مكتبة الكونجرس.
ورغم إصابته، ألقى روزفلت خطابه قبل أن يتم نقله إلى مستشفى ميلووكي ثم إلى مستشفى في شيكاغو.
علاج ثم خسارة
وراقب الأطباء روزفلت لعدة أيام وقرروا في النهاية عدم إزالة الرصاصة التي استقرت في تجويف الصدر.
وبعد أسبوع من إطلاق النار عليه، خرج روزفلت من المستشفى وعاد إلى حملته الانتخابية في الثلاثين من أكتوبر/تشرين الأول.
لكن روزفلت خسر الانتخابات بسبب الانقسام داخل الحزب الجمهوري الذي أدى في النهاية إلى فوز الديمقراطي وودو ويلسون في سباق البيت الأبيض.
وفي وقت لاحق، قال روزفلت عن رد فعله الحازم على محاولة الاغتيال “في حالة حدوث إصابة قاتلة، وهو أمر غير مرجح للغاية، تمنيت أن أموت وحذائي على الأرض”.
عاش روزفلت بعد الحادث لمدة ست سنوات ونصف أخرى حيث توفي في يناير/كانون الثاني 1919 عن عمر يناهز 60 عامًا.
أما شرانك فكان قد تيتم عندما كان صبيا صغيرا بعدما هاجرت عائلته من بافاريا وادعى خلال محاكمته أن الرئيس السابق ويليام ماكينلي، الذي اغتيل عام 1901، أمره بقتل روزفلت.
لكن تبين فيما بعد إصابته بالجنون، حيث أُودع في ملجأ في ويسكونسن عام 1914 وظل هناك حتى وفاته عام 1943.