الانتخابات الأمريكية.. صراع “شرس” بين هاريس وترامب لاستمالة اليهود
يحظى الناخبون اليهود بثقل سياسي كبير في المشهد الانتخابي الأمريكي، رغم أن نسبتهم تبلغ حوالي 2% من مجموع السكان، إلا أن نسبة مشاركتهم في الانتخابات الأمريكية تبلغ نحو 85%، فضلًا عن وجودهم في ولايات مؤثرة انتخابيًا، وهي نيويورك، وكاليفورنيا، وفلوريدا، ونيوجيرسي، وبنسلفانيا، وميريلاند، إضافة إلى تقديمهم التبرعات المالية في الحملات الانتخابية.
ويسعى الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب بشكل حثيث، لكسب ودّ الناخبين اليهود في الولايات المتحدة، ودفعهم للتصويت لصالحه، وكذلك الأمر بالنسبة إلى منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
رؤية “متوازنة”
وتؤكد هاريس دائمًا على أحقية إسرائيل بالدفاع عن نفسها، وبنفس الوقت تدعم قيام دولة فلسطينية، وهي رؤية أكثر توازنًا طالما تبناها الحزب الديمقراطي.
ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”، فإن التبرعات التي يقدمها الناخبون اليهود خصوصًا للحزب الديمقراطي، منحتهم نفوذًا مؤثرًا، إذ تشير التقديرات إلى أنها تصل إلى نصف التبرعات التي يتلقاها الحزب.
ويميل اليهود تاريخيًا، إلى دعم الحزب الديمقراطي، وهو الأمر الذي دفع ترامب لمحاولة التأثير عليهم بكل الوسائل الممكنة، ففي لقاء سابق جمع بنيامين نتنياهو بدونالد ترامب، أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي المرشح الجمهوري أن هذا الاتجاه”مجرد عادة”.
ويحاول ترامب استمالة اليهود، عبر تذكيرهم بما قدمه لإسرائيل، كالاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، ونقل السفارة إليها، وبالجولان المحتل أرضًا إسرائيلية.
كما وصل الأمر بترامب إلى القول: إن “اليهود الذين ينتخبون الديمقراطيين “يكرهون دينهم”، محمّلًا إياهم مسؤولية فشله، في الانتخابات إذا ما حصل، ورغم ذلك فإن 68% من اليهود الأمريكيين سيصوتون لكامالا هاريس، وفقًا لاستطلاع أجراه المجلس الديمقراطي اليهودي في الولايات المتحدة.
وفي انتخابات 2016، حصل ترامب على 24% من أصوات الناخبين اليهود، فيما حصل على 30% في انتخابات 2020، مقابل 68% لجو بايدن.
ويحتل موقف الحزبين الجمهوري والديمقراطي ومرشحيهما، من عدد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية، “أولوية” في تحديد خيارات الناخب اليهودي، إلا أن إسرائيل والقضايا الخارجية المتعلقة بها، عنصر أساسي، في تحديد خياراتهم أيضًا.
تأثير غزة
وأحدثت حرب غزة تأثيرًا كبيرًا في المشهد الانتخابي، ما انعكس بشكل واضح على القراءات التي تحاول تحليل اتجاهات اليهود في السباق الحالي، ومن اللافت أن استطلاع المجلس الديمقراطي الأمريكي، توصل إلى أن إسرائيل لم تعد تشكل أولوية للناخبين اليهود، فهي لم تعد على رأس أولوياتهم، حيث رأى 9% من اليهود المستطلعين فقط إسرائيل واحدة من أهم قضيتَين في سلّم اهتماماتهم.
وأظهر استطلاع أجرته مجموعة “هونان” الإستراتيجية، انخفاض نسبة دعم هاريس بين الناخبين اليهود، لتصل إلى 57% فقط.
ويشار إلى أنه منذ ما قبل تأسيس دولة إسرائيل العام 1948، كانت غالبية الناخبين مع الحزب الديمقراطي، حيث دعموا الرئيس الراحل بنسبة وصلت إلى 90%؛ بسبب التزام الديمقراطيين بقضايا تتعلق بالحقوق المدنية والاجتماعية، فيما تعززت العلاقة بشكل أكبر عندما اعترف الرئيس الأسبق الراحل بدولة إسرائيل.