مستشار قانوني في “الجنائية الدولية”: إسرائيل تقاتل في المنطقة بالنيابة عن أمريكا
أكّد المستشار القانوني في المحكمة الجنائية الدولية، فؤاد بكر، أن “وقف الحرب في الشرق الأوسط يعتمد على موقف الولايات المتحدة ومدى تراجعها عن دعم إسرائيل وتنفيذ مشاريعها الاستعمارية”.
وأوضح بكر، في حديث لإذاعة “سبوتنيك”، أن “إسرائيل تقاتل في المنطقة بالنيابة عن الإدارة الأمريكية”، مذكرًا بالخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام الكونغرس الأمريكي، في تموز/ يوليو الماضي، حيث قال إن بلاده تدافع في حربها عن “مستقبل واشنطن وتحميها من البربر”.
ولفت بكر إلى أن “الإدارة العميقة في الولايات المتحدة هي من تتخذ القرارات المصيرية وليس الكونغرس”، موضحًا أن “تلك الإدارة لن تتوقف عن دعم تل أبيب وتنفيذ مخططها في المنطقة”.
وبيّن أن “الديمقراطيين لا يسعون لوقف الحرب في فلسطين وأوكرانيا، كي لا يُحسب أي إنجاز على دونالد ترامب، في حال ترأس الولايات المتحدة، أواخر هذا العام”.
حرائق على أطراف كفرشوبا نتيجة القصف المدفعي الإسرائيلي – سبوتنيك عربي, 1920, 20.09.2024
جنرال إسرائيلي سابق: في طريقنا إلى حرب واسعة بالشمال والوقت مناسب لاستهداف “حزب الله”
أمس
وذكر بكر أنّ “الشرق الأوسط اليوم يمر بحرب من دون أسقف وستطال كل الجبهات، لا سيما وأن قرارات المحكمة الجنائية الدولية لم تنفع، ولن تجدي مذكرات الاعتقال بحق القادة الإسرائيليين أي نفع”.
وأكّد أنه “لا ضمانات إسرائيلية حول مسألة اجتياح لبنان، فإسرائيل لم تتبن حتى الساعة مجزرة أجهزة الاتصال، على الرغم من تيقن العالم بأن هي من تقف خلف الهجومين، الذين استهدفا مناطق لبنانية مختلفة، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين”.
وحول الخطاب الذي سيلقيه نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 26 أيلول / سبتمبر الجاري، قال بكر:
ما سيطرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي، له أبعاد خبيثة، فهو يدّعي أنه سيضمن ممرًا آمنا للفصائل الفلسطينية، في حال قررت الخروج من فلسطين، إلا أن أي دولة لن تقبل استضافتها.
وأضاف: “قطر سترفض استضافة الفصائل الفلسطينية لأنها تلعب دور الوسيط منذ بداية الحرب، وتركيا طبّعت علاقاتها مع إسرائيل، لذا قد تمارس الأخيرة ضغطا سياسيا على أنقرة، كي تتحكم بالفصائل على الأراضي التركية”.
وأشار بكر إلى أن “المقاومة الفلسطينية لن تقبل بترحيل المواطنين من أراضيهم أو إلغاء وجود الدولة الفلسطينية والتخلي عن الحقوق المدنية”.
وشدّد على أن “الفلسطينيين قرروا المقاومة وإفشال المشروع الإسرائيلي، وأنّ حركة حماس لن تقبل بالمقترحات الإسرائيلية الفارغة”.
ودعا بكر إلى “اطلاع الشعب الفلسطيني على خطط اليوم التالي للحرب على غزة”، مذكّرا بأن “خططا أمريكية خبيثة ترسم للمنطقة”.
وأردف، قائلا:
يجب على إسرائيل الاقتناع بأن صورتها لن ترمم بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول الماضي)، وأن منظومتها الأمنية الردعية قد سقطت وانهارت، بعدما كانت تراهن على قوتها لعقود طويلة”.
ورأى بكر أن “إسرائيل لم تستفق من صدمة “طوفان الأقصى”، وتحاول إلى حد الآن تبييض صورتها عبر القيام بعمليات انتقامية وتوسيع الحرب”، مشددا أن “الانتقام لا يجلب سوى الكوارث، وأن مواجهة المقاومة ستؤدي إلى زوال إسرائيل في نهاية المطاف”، بحسب قوله.
واستبعد إبرام أي صفقة في الفترة المقبلة، مذكرا بأنّ “الفصائل الفلسطينية تطالب بضمانات تحمي الفلسطينيين، لا سيما بعد مقتل وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين العزّل”.
وشدّد على أن “الفلسطينيين لن يقبلوا بالسيطرة الإسرائيلية على ممري فيلاديلفيا ونتساريم أو تفتيشهم عند عودتهم إلى منازلهم أو إيجاد إدارة مدنية جديدة لغزة والهيمنة على القطاع”.