حماس تنفي وجود أي من عناصرها بين التجمعات التي قصفها الجيش الإسرائيلي بخان يونس جنوبي غزة
نفت حركة حماس الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، وجود أي من عناصرها بين التجمعات التي قصفها الجيش الإسرائيلي بمنطقة المواصي في خان يونس، وهو ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين.
القاهرة – سبوتنيك. وقالت الحركة في بيان لها: “نؤكد أن ادعاءات جيش الاحتلال الفاشي بوجود عناصر من المقاومة في مكان الاستهداف هي كذب مفضوح، يسعى من خلاله لتبرير هذه الجرائم البشعة. وقد أكدت المقاومة مراراً نفيها وجود أي من عناصرها بين التجمعات المدنية أو استخدام هذه الأماكن لأغراض عسكرية”.
وأضافت الحركة: “أمام هذه المجازر الوحشية المتكررة بحق المدنيين والنازحين في الخيام والمدارس ومراكز الإيواء؛ فإن المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة المؤسسات السياسية والإنسانية والقضائية مطالبون اليوم بمغادرة مربع الصمت والعجز، والاضطلاع بمسؤوليتهم في وقف هذه المحرقة المستمرة منذ أحد عشر شهراً، والعمل على وقف هذا العدوان المتوحش، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بسوق مجرمي الحرب الصهاينة إلى محكمة الجنايات الدولية ومحاسبتهم على هذه الجرائم البشعة”.
وأوضح البيان أن “هذا الاستهداف الوحشي للمدنيين العزل من نساء وأطفال وشيوخ، في منطقة كان جيش الاحتلال أعلنها آمنة، هو تأكيد على مضي حكومة الاحتلال النازية في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني، وتعمّدها ارتكاب المجازر البشعة ضده، غير مكترثة بالقانون الدولي أو الإنساني أو القرارات الداعية لوقف العدوان، وذلك بغطاء كامل من الإدارة الأمريكية الشريكة في العدوان على شعبنا”.
وفي وقت سابق، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، بأن “القصف الإسرائيلي على مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة، أسفر عن مقتل وإصابة العشرات”، مشيرةً إلى أن “الطواقم الطبية انتشلت أكثر من 65 نازحًا بين قتيل وجريح”، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مركز قيادة لحركة حماس في المنطقة، بحسب قوله.
ونقلت “وفا” عن مصادر طبية، قولها:
تم انتشال ونقل أكثر من 65 نازحًا بين شهيد وجريح في مجزرة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأضافت المصادر الطبية أن “الطواقم الطبية تواجه تحديات كبيرة في انتشال الجثث والمصابين بسبب الدمار الهائل والحفر العميقة. وأن عددًا كبيرًا من سيارات الإسعاف نقلت الشهداء والمصابين إلى المستشفيات الميدانية والمراكز الطبية القريبة، في حين تواصل فرق الإنقاذ البحث عن المفقودين”.
وأصدر الدفاع المدني في قطاع غزة بيانًا، قال فيه إن “طائرات الاحتلال أغارت بشكل مفاجئ على خيام النازحين بجوار مسجد عثمان بن عفان خلف المستشفى البريطاني جنوب غرب مدينة خان يونس”، مؤكدًا أن شهود عيان أكدوا أن “الاحتلال أطلق خمس صواريخ على الأقل على المنطقة المستهدفة” وأن “الانفجار ولد حفرة كبيرة وحريقًا واختلطت الجثث والخيام بالرمال وهناك عدد من المفقودين”.
وأشار الدفاع المدني إلى أن “طواقم الإسعاف والدفاع المدني استنفرت بالمكان والحديث عن عدد كبير من الشهداء والمصابين”، لافتًا إلى “انتشال عدد كبير من الشهداء والمصابين بينهم حالات بتر بالأطراف ولا تزال طواقمنا تبحث عن مفقودين بين خيام النازحين غرب
من جانب آخر، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان له: “قامت مقاتلات تابعة لسلاح الجو، بتوجيه من الشاباك، المخابرات العسكرية وقيادة الجنوب، بمهاجمة عدد من الإرهابيين البارزين في منظمة حماس الذين كانوا يعملون داخل مجمع للقيادة والسيطرة المموه في منطقة إنسانية في خان يونس”.
وأضاف: “الإرهابيون كانوا يقومون بتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات جيش الدفاع الإسرائيلي ومواطني دولة إسرائيل. وقبل الهجوم، تم اتخاذ العديد من الخطوات لتقليل احتمال إصابة المدنيين، بما في ذلك استخدام ذخائر دقيقة، مراقبة جوية ومعلومات استخباراتية إضافية”.
وتابع أدرعي: “هذا مثال آخر على الاستخدام المنهجي من قبل المنظمات الإرهابية في قطاع غزة للسكان والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المناطق الإنسانية، لتنفيذ عمليات إرهابية ضد دولة إسرائيل وقوات جيش الدفاع”.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية “طوفان الأقصى”؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميًا على قطاع غزة، بدأت بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط نحو 41 ألف قتيل و94 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال أكثر من 10 آلاف شخص مفقودين.
جدير بالذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان قد أكد في وقت سابق، أن تسوية أزمة الشرق الأوسط، لا يمكن تحقيقها إلا على أساس صيغة “الدولتين”، التي أقرها مجلس الأمن الدولي، وتنص على إنشاء دولة إسرائيلية إلى جانب دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.