أخبار وتقارير

تساؤلات حول علاقة نائب هاريس ببكين

صوت المصريين - The voice of Egyptians

أثارت علاقات مرشح الديمقراطيين لمنصب نائب الرئيس الأمريكي، تيم والز، مع الصين، جدلًا في الأوساط الأمريكية والصينية على حد سواء.

وتساءل سياسيون وإعلاميون عن مستقبل العلاقات السياسية، المتوترة حاليًا، بين البلدين، حال فوز والز الذي رشحته نائبة الرئيس الحالية، كامالا هاريس، لمنصب نائب الرئيس في حملتها الانتخابية للرئاسة الأمريكية لعام 2024.

وسلطت مجلة “بوليتيكو” الضوء على علاقة والز مع بكين، مشيرة إلى أنه درّس بالصين، في الوقت ذاته الذي اندلعت فيه احتجاجات ميدان السلام السماوي، فاكتسب لقب “حقول الصين” بين طلابه.

وقالت المجلة إن والز قضى في الصين شهر عسل مع زوجته جوين، ومجموعتين من طلاب المدارس الثانوية الأمريكية، وزار الصين ثلاثين مرة في السنوات التي تلت ذلك.

وأضافت أن حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، أثبت نفسه في الكونغرس كمدافع عن حقوق الإنسان في الصين ومنتقد لحكومتها.

وأوضحت المجلة أنه في حال فوزه، سيكون والز أول نائب رئيس يعيش في الصين منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب، الذي شغل منصب المبعوث الأمريكي إلى الصين في عهد الرئيس جيرالد فورد.

وسارع عدد من كتاب الأعمدة والمحللين في كلا البلدين إلى تحليل سجل والز وسيرته الذاتية والمهنية، بحثًا عن أدلة حول الكيفية التي قد يتعامل بها هو وهاريس مع بكين، وسط التوترات المستمرة بشأن تايوان وبحر الصين الجنوبي وغيرها من نقاط التوتر.

ويوم الخميس الماضي، نشرت صحيفة تشاينا ديلي المملوكة للدولة، مقالًا للصحفي تشين وي هوا، تساءل فيه عما إذا كان والز قادرًا على استعادة “العقل” في السياسة الأمريكية تجاه الصين.

من جانبهم، يزعم الجمهوريون أن مرشح الديمقراطيين لمنصب نائب الرئيس المقبل، تيم والز، متساهل للغاية مع بكين، وفي بعض الحالات، يلمحون إلى أنه قد يعمل على تعزيز مصالح الحكومة الصينية.

ونشرت لجنة عمل سياسي مؤيدة للمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، مقابلة لوالز على منصة “إكس”، بصفته عضوًا في الكونغرس، قال فيها إنه “لا ينتمي إلى الفئة التي تحتاج الصين بالضرورة، ولا أن تكون العلاقة عدائية معها”.

كما شاركت اللجنة الوطنية الجمهورية، مقطع فيديو قديما لوالز؛ يقول فيه إنه “صديق جدًا للصين”.

وروجت حملة ترامب الانتخابية لمقطع من برنامج على قناة “فوكس نيوز”، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وصف والز بأنه “رجل الصين العظيم”.

من جانبه، زعم السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا، ماركو روبيو، عبر منصة “إكس”، أن “والز هو مثال على كيفية إعداد بكين بصبر للقادة الأمريكيين المستقبليين”.

كما زعمت مؤسسة هيريتيغ، أن والز متورط في جهود التأثير التي تبذلها الحكومة الصينية، مشيرة إلى علاقات ظرفية مع المسؤولين الصينيين.

بدورها، تقول حملة هاريس إن الجمهوريين “يحرفون الحقائق الأساسية، ويكذبون بشدة لصرف الانتباه عن أجندة ترامب- فانس”.

وقالت الحملة في بيان: “خلال مسيرته المهنية، وقف الحاكم والز في وجه الحزب الشيوعي الصيني، وقاتل من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية، ووضع الوظائف والتصنيع الأمريكي دائمًا في المقام الأول”.

وأضافت: “ستعمل نائبة الرئيس هاريس والحاكم والز على ضمان فوزنا بالمنافسة مع الصين، وسوف ندافع دائمًا عن قيمنا ومصالحنا في مواجهة تهديدات الصين”.

 علاقة زوجة فانس مع الصين

ونوهت المجلة الأمريكية إلى أن أوشا فانس، زوجة المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، السيناتور عن ولاية أوهايو، جيه دي فانس، درّست أيضًا في الصين كجزء من برنامج التبادل التعليمي بين البلدين.

وأكدت المجلة أن وراء النقاش حول ما قد تعنيه آراء والز بشأن سياسة الصين بالنسبة للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين، تكمن مصلحة شخصية حقيقية في البلاد، رعاها حاكم ولاية مينيسوتا طوال حياته.

ولفتت إلى أنه بعد تخرجه من الجامعة، حصل والز على زمالة من جامعة هارفارد لتدريس اللغة الإنجليزية والتاريخ في مقاطعة قوانغدونغ الصينية من عام 1989 إلى عام 1990، ووصل إلى هونغ كونغ للتوجيه مع تنامي المظاهرات المؤيدة للديمقراطية في بكين، وتحرك الحكومة لسحق الاحتجاجات.

وظل والز مهتمًا بشدة بالبلاد، فتزوج في الذكرى الخامسة لـ”مذبحة” ميدان السلام السماوي، التي قال إنها كانت تهدف إلى إحياء ذكرى المحتجين، وأمضى شهر العسل في الصين، وفق “بوليتيكو”.

وبصفته مدرسًا في نبراسكا ومينيسوتا، أدار والز وزوجته شركة سفر صغيرة نظمت رحلات تعليمية إلى الصين لطلاب المدارس الثانوية الأمريكية، وكان زميلًا زائرًا في جامعة ماكاو للفنون التطبيقية.

وأشارت إلى أن والز خدم في اللجنة التنفيذية للكونغرس بشأن الصين، وهي هيئة رقابية تابعة للحكومة الأمريكية تراقب حقوق الإنسان في الصين.

وأعرب والز عن دعمه لنشطاء الديمقراطية في هونغ كونغ، وكان الديمقراطي الوحيد في مجلس النواب الذي شارك في رعاية قانون حقوق الإنسان والديمقراطية بهونغ كونغ عام 2017.

ونقلت المجلة الأمريكية عن الناشط المؤيد للديمقراطية من هونغ كونغ، جيفري نجو، قوله على منصة “إكس”، إن والز “ربما يكون المرشح الأكثر صلابة عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان والصين على تذكرة الحزب الرئيسي في الذاكرة الحديثة – إن لم يكن على الإطلاق”.

ولم يعلق والز إلا بشكل طفيف على المناقشات الدائرة في الكونغرس حول المساعدات المقدمة لتايوان، ومستقبل بحر الصين الجنوبي، ما يترك الباب مفتوحًا أمام التساؤلات حول الكيفية التي قد يتعامل بها مع واحدة من أكبر نقاط التوتر المحتملة مع الصين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى