مكتشف إيمان خليف: الملاكمة الجزائرية ضحية صراع دولي ومؤامرة .. وفوزها بذهبية باريس سيكون أقوي رد
كشف مدرب الملاكمة الجزائري محمد شعوة، مكتشف البطلة الأولمبية إيمان خليف، عن كواليس الأزمة التي تعرضت لها اللاعبة العربية.
ودخلت بطلة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، الحائزة على فضية بطولة العالم 2022، ونظيرتها التايوانية لين يو تينج، دائرة الضوء في أولمبياد باريس 2024، وثار حولهما جدل كبير ضمن خلاف بشأن أهلية مشاركتهما في الألعاب الأولمبية بداعي عدم أهليتهما الجنسية.
وتم استبعاد الملاكمتين من بطولة العالم 2023 في نيودلهي بعد فشلهما في اجتياز قواعد الاتحاد الدولي للملاكمة التي تمنع الرياضيين الذين لديهم هرمونات ذكورية من المنافسة في منافسات السيدات.
لكن اللجنة الأولمبية الدولية، المنظمة لمنافسات الملاكمة في ألعاب باريس، سمحت بمشاركتهما في الأولمبياد، ورد في بيان على دعاوى منعهما متهمة الاتحاد الدولي الملاكمة (الموقوف نشاطه) بالتشهير بهما وتشويه مسيرتهما الرياضية.
إيمان خليف ضحية صراع سياسي ومؤامرة دولية
قال محمد شعوة، مكتشف إيمان خليف والذي كان وراء دخولها عالم الملاكمة، في مقابلة نشرتها وكالة رويترز للأنباء، إن البطلة الجزائرية كانت ضحية صراع بين المؤسسات الحاكمة للعبة، وإن الفوز بميدالية ذهبية في أولمبياد باريس سيكون أكبر رد على كل من تسبب لها في ضرر.
وأوضح شعوة في هذا الصدد: “صراع سياسي راحت ضحيته فتاة مسكينة.. لكن الميدالية الذهبية الأولمبية ستكون أكبر رد على هؤلاء الناس”.
وأكد المدرب الجزائري أن إيمان خليف تأثرت جدا بكل ما قيل عنها خاصة من منافستها الإيطالية أنجيلا كاريني، مضيفا: “لكن الحمد لله لم تنسق لهذه الحملة، وأعطتهم درسا في الأخلاق والرياضة”.
وواصل: “واجهنا الإيطالية في منافسات كثيرة سابقة، وهي تعرف إيمان جيدا، لذا انسحبت من أمامها سريعا.. بعد الخسارة منحها الاتحاد الدولي مكافأة مالية وهذا يفسر نظرية المؤامرة”.
وكان الاتحاد الدولي للملاكمة أعلن منح كاريني التي خسرت نزالها في دور الـ16 أمام إيمان خليف في باريس بالانسحاب بعد 46 ثانية فقط عقب تلقيها سلسلة لكمات قوية من إيمان خليف، مكافأة قدرها 50 ألف دولار، ومنح الاتحاد الإيطالي 25 ألف دولار إضافية، ومدربها 25 ألفا أخرى.
وقال رئيس الاتحاد الدولي عمر كريمليف تعليقا على القضية: “لا أفهم لماذا أفسدوا الملاكمة النسائية.. يجب على الرياضيات المؤهلات فقط التنافس في الحلبة من أجل السلامة.. لم أتحمل رؤية دموعها”.
إيمان خليف.. تألق مبكر
تذكر شعوة بداية تعرفه على إيمان قائلا: “أنا أول من اكتشف إيمان عبر زميل من نفس القرية التي تعيش فيها، حكى لي عن تفوقها الرياضي.. قلت لها في أول يوم إن شاء الله ستكونين بطلة للجزائر وتصبحين رياضية عالمية وبطلة أولمبية خلال 4 سنوات”.
وأضاف: “هي من عائلة متواضعة ماديا.. وكان من الصعب على طفلة من ولاية محافظة دخول هذا العالم، لكنها تأقلمت مع أول فريق نسوي كونته بعد إقناعها بدخول الملاكمة وأبهرت الجميع.. إنها ملاكمة قوية وتتميز بسرعة رد الفعل مقارنة بباقي المنافسات”.
وواصل: “طورناها بدنيا وطورنا العضلات التي تنتقدها الناس الآن، فقد كانت إيمان خليف نحيفة جدا.. لكني منذ البداية كنت أحضر لمشروع بطلة أولمبية، وغيرت الميزان من 50 إلى 54 كيلوغراما”.
وأكمل المدرب الجزائري: “بدأت مسيرتها في نهاية 2015 وبداية 2016.. وهي قصة كفاح كبيرة، حيث إنها تنتمي لعائلة متواضعة تكونت من 6 بنات وولد واحد، وكانت تعاون والدها وتبيع الخبز على الطريق ولذلك اكتسبت الصلابة”.
وعن طريقها لمنتخب الجزائر قال: “إيمان فرضت نفسها حتى وصلت للمنتخب الوطني، واجتهدت كثيرا للوصول لمكانتها الحالية، مضيفا: “حين جاءت في عامها الأول كانت عضلاتها عضلات طفلة طبيعية.. طفلة كانت تتطلع لنسيان الفقر وعملت لتطوير نفسها”.
إيمان خليف ترصد ذهبية أولمبياد باريس
أكد شعوة أن الجزائر ستسعى بكل الطرق لرد اعتبار إيمان خليف، لكن اللاعبة سترد هي الأخرى بطريقتها موضحا: “أكيد الدولة من أعلى هرم السلطة لن تترك هذه القضية، وستقاضي كل من تسبب في التشهير بإيمان أو حاول التسبب لها في أي ضرر”.
وأضاف: “لكن طموح إيمان حاليا أيضا هو رد اعتبار كل الجزائريين.. فبعد كل هذه الأشياء ترى أنها يجب أن تحصد ميدالية ذهبية لرد اعتبارها وإن شاء الله تحصد هذه الميدالية لتسكت أفواه الجميع. مهمتنا كانت رياضية لكنهم أدخلوها في صراع.. لقد تعبنا كثيرا وإن شاء الله سيكون الجزاء من جنس العمل”.