ثقافة وفنون

قصة اعتزال الفنانة مديحة كامل وارتداء الحجاب.. كيف غير الشيخ الشعراوي حياتها؟

صوت المصريين - The voice of Egyptians

قصة اعتزال الفنانة مديحة كامل وارتداء الحجاب.. كيف غير الشيخ الشعراوي حياتها؟ ، وفي مثل هذا اليوم 3 أغسطس/ آب، ولدت الفنانة المصرية الجميلة مديحة كامل، التي تركت بصمة مميزة في عالم الفن.

امتازت مديحة كامل بوجه يجمع بين البراءة والإثارة، مما جعلها قادرة على تقديم مختلف الأدوار والشخصيات بمهارة فائقة، بدءًا من الفتاة الخجولة والفلاحة البسيطة إلى الجاسوسة الخائنة وبنت البلد القوية.

بعد تخرجها في كلية الآداب، قررت مديحة العمل كعارضة أزياء، ولكن سرعان ما شعرت بأن هذا المجال لا يحقق طموحاتها، وبناءً على نصائح العديد من أصدقائها، قررت التوجه إلى مجال التمثيل، حيث بدأت تشارك في أدوار صغيرة في الأفلام السينمائية عام 1964.

وكانت فرصتها الحقيقية عندما شاركت الفنان الكبير فريد شوقي بطولة فيلم “30 يوم في السجن”.

مديحة كامل

 

حققت مديحة كامل نجاحًا كبيرًا في السينما والتلفزيون والمسرح، ورغم موهبتها وحضورها اللافت، كانت غالبًا ما تلعب أدوارًا ثانوية حتى جاءت فرصتها الكبيرة في فيلم “الصعود للهاوية” مع المخرج كمال الشيخ، هذا الفيلم كان نقطة تحول في مسيرتها الفنية، حيث جعلها تتصدر “أفيشات” السينما وتحقق شهرة واسعة.

قدمت مديحة كامل خلال مسيرتها الفنية حوالي 98 فيلمًا، من أبرزها “دلال المصرية”، “دعوني أنتقم”، “العرافة”، “الأخرس”، “السلخانة”، و”درب الهوى”، كما تألقت في التلفزيون بـ9 مسلسلات، منها “البشاير” أمام الفنان المصري الراحل محمود عبدالعزيز.

في عام 1975، تعرضت مديحة كامل لأمراض القلب، ونصحها الأطباء بالابتعاد عن الأعمال المجهدة، ورغم محاولاتها للتخفيف من عبء العمل، إلا أن حبها للشهرة ورغبتها في الاستمرار على القمة جعلتها تواصل العمل، مما عرضها لأزمات صحية متكررة.

قرار الاعتزال

في عام 1992، قررت مديحة كامل الاعتزال وارتداء الحجاب بعد تجربة تأمل عميقة، بدأت مع مرض والدتها الذي دفعها لإعادة التفكير في حياتها.

زارت الداعية الشهير الشيخ محمد متولي الشعراوي وتحدثت معه حول كيفية تعلم دينها، حيث أخبرها أن الدين يمكن تعلمه في دقائق، ولكن الاجتهاد الشخصي هو ما يرفع الإنسان عند الله.

قالت مريهان إن والدتها كانت لا تعرف عن الإسلام سوى الشهادتين فقط، وكانت عندما تطلب منها أن ترتدي الحجاب، كانت ترد عليها بسخرية: “الفن هو الذى ينفق عليها”.

وروت مديحة كامل القصة بنفسها فى إحدى الجلسات الدينية المصورة وتناقلتها الصحف فى التسعينيات قالت فيها: “أثناء عملي في السينما حدثت لي حادثة في حياتى هزّتني بشدة، وهي وفاة أخي الذى كان يبلغ من العمر 17 عامًا، وكان ذلك في 1978، وبعد هذا الحادث بدأت اقترب إلى الله، وأصبحت أواظب على الصلاة حتى وأنا أمثّل كان موعد إقامة الصلاة مهمًّا وقياسيًا بالنسبة لي، وكنت في ذلك الوقت أمثّل دوري في مسلسل العنكبوت للدكتور مصطفى محمود الذي صبّرني على مصابي وجعلني أتماسك”.

قالت مديحة في نفس الحديث: “بدأت رحلة التأمل وإعادة الحسابات مع نفسي، وأدركت أن المرض ليس له موعد ومن هنا شعرت أن الحياة ليس لها أمان، وفي أوائل رمضان 1992 بدأت أذهب إلى رجال الدين، وأتناقش مع أقاربي وسألت الشيخ محمد متولي الشعراوي: كيف أتعلم دينى؟ فرد: الدين يعلم فى 5 دقائق لكن هناك اجتهادات شخصية على الإنسان أن يفعلها بنفسه من قراءات وتثقيف ديني، وكلما اجتهد الإنسان أكثر ترقى أكثر عند الله لتدخل بعد كلماته في نوبة بكاء”.

مديحة كامل

 

النهاية بأبواب إبليس

كانت آخر أعمالها السينمائية هو فيلم “أبواب إبليس”، لكنها فاجأت الجميع بقرار اعتزالها قبل انتهاء التصوير، ورفضت استكمال الفيلم مهما كانت الظروف.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل أتلفت بعض مشاهدها وتم تصويرها مجددًا بواسطة دوبليرة، حيث كانت ترى نفسها أمام المرآة وكأنها شيطان.

حياتها الشخصية

تزوجت مديحة كامل 3 مرات، الأولى من رجل الأعمال محمود الريس وأنجبت منه ابنتها الوحيدة ميريهان، والثانية من المخرج السينمائي شريف حمودة، والثالثة من رجل يعمل في سلك القانون.

في عام 1996، بدأت حالتها الصحية تتدهور بشكل كبير، حيث تأثر قلبها وتراكمت المياه على رئتيها، مما أدى إلى حجزها لفترة طويلة في مستشفى مصطفى محمود.

في فجر يوم 13 يناير/كانون الثاني 1997، وبعد أداء صلاة الفجر مع ابنتها، فارقت مديحة كامل الحياة بهدوء لتترك خلفها إرثًا فنيًا خالدًا وذكرى جميلة في قلوب محبيها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى