في معارضة واضحة لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن التأخير في تسليم الأسلحة الأميركية، قال وزير الدفاع يوآف غالانت الأربعاء إن إسرائيل تعتبر الشعب الأميركي عائلة، ومثل جميع العائلات تتم مناقشة الخلافات داخل البيت.
وقال غالانت خلال لقاء مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في بيان: “نحن نعتبر الشعب الأميركي كعائلتنا. في كل عائلة قد تنشأ خلافات، ولكن مثل كل العائلات، نناقش خلافاتنا داخليًا ونبقى موحدين”.
ويأتي بيان غالانت بعد أسبوع من انتقاد نتنياهو إدارة بايدن لحجب الأسلحة والدعم، مما أدى إلى تبادل الاتهامات بين واشنطن وتل أبيب وإلقاء اللوم على بعضهما البعض
وحاول نتنياهو تصوير إدارة بايدن على أنها غير داعمة لإسرائيل، وهو ما أوضح غالانت معارضته بشدة.
الدعم العلني والسري
وقال غالانت: “منذ الهجوم الوحشي الذي شنته حماس، وقفت الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل. وهذا يشمل العمل معًا في مواجهة الهجوم الإيراني في منتصف أبريل”.
وأضاف “نحن نقدر الدعم الذي تلقيناه – العلني والسري”
وفي علامة على اختلاف المواقف مع نتنياهو، قال غالانت إن إسرائيل تقف بحزم خلف اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الرئيس بايدن وملتزمة بإعادة الرهائن إلى وطنهم دون استثناء.
وأكد غالانت أنه ملتزم شخصيًا بتسهيل المساعدات الإنسانية لغزة. وتابع قائلا: “نحن لا نقاتل إلا من يريد إلحاق الأذى بنا.. معا، دعونا نمضي قدمًا بقوة وتعاطف.”
وكان نتنياهو، قد كشف مؤخرا أنه أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه من غير المعقول أن تحجب واشنطن السلاح والذخيرة عن تل أبيب.
وفي مقطع مصور قال نتنياهو، إنه “من غير المعقول” أن تحجب واشنطن خلال الأشهر القليلة الماضية “الأسلحة والذخائر” عن إسرائيل.
وعلى خلفية تلك التصريحات وجه البيت الأبيض انتقادات لاذعة وغير مسبوقة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي.
واعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، أن تصريحات نتنياهو بشأن التأخير في تسليم شحنات الأسلحة الأميركية لإسرائيل “مهينة”.
وقال كيربي للصحافيين إن “تلك التصريحات كانت مخيبة للآمال بشدة ومهينة لنا بالتأكيد، نظرا لحجم الدعم الذي نقدمه وسنواصل تقديمه”.
علاقة إدارة بايدن بنتنياهو
وينظر إلى اللقاءات الجانبية التي عقدتها واشنطن مع غالانت وقبله العضو السابق في حكومة الحرب بيني غانتس، على أنها دليل على الأزمة التي تعتري العلاقة بين بايدن ونتنياهو، فيما رأى البعض أنها محاولة أميركية لإضعاف نتنياهو سياسيا.
وقال مستشار اتصالات الأمن القومي جون كيربي عندما سُئل عن علاقة إدارة بايدن بنتنياهو، إنه رئيس الوزراء المنتخب لدولة إسرائيل، وبالتالي فهو القائد الذي سيعمل معه البيت الأبيض.
وقال كيربي: “لا أقول إن الأمور كانت سلسة في كل حالة، بما في ذلك الأيام الأخيرة. لكننا لن نرد على كل تصريحات سياسية لرئيس الوزراء في تصريحاته العلنية”.
وأضاف “ما نركز عليه هو التأكد مرة أخرى من أن لديهم ما يحتاجون إليه ونعتقد أننا قادرون تمامًا على القيام بذلك مع رئيس الوزراء نتنياهو ومع هذه الحكومة”.
أخبار ذات صلة
الوعود الثلاثة أم صفقة بايدن.. ماذا يريد نتنياهو؟
مصدر إسرائيلي: نتنياهو والسنوار لا يريدان التوصل إلى اتفاق
نتنياهو يرد
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرد على تصريحات غالانت، في أحدث إشارة على التباين بينه وبين أبرز أعضاء حكومته.
وقال نتنياهو: “عندما لا يتم حل النزاعات لأسابيع في الغرف المغلقة يحتاج رئيس وزراء إسرائيل إلى التحدث بصراحة من أجل جلب ما يحتاجه الجيش الإسرائيلي”.
ويشير نتنياهو إلى تأخير الولايات المتحدة في إيصال شحنات الأسلحة التي طلبتها إسرائيل، التي تهدد بشن حرب على لبنان.
غانتس: غالانت على حق
من جانبه، قال رئيس حزب “معسكر الدولة” بيني غانتس، الذي انسحب من حكومة الحرب: “الوزير غالانت على حق. خلال الأشهر الماضية، قمنا بحل العديد من المشاكل مع أصدقائنا في المجلس، بما في ذلك مسألة التسلح. وهذا ما فعلته خلال رحلتي إلى واشنطن في أوائل شهر مارس، وهذا ما يفعله وزير الأمن الآن.”
وفي انتقاد علني لنتنياهو، قال غانتس إن “الاحتكاك غير الضروري الذي يخلقه رئيس الوزراء لأسباب سياسية قد يمنحه بضع نقاط في القاعدة، لكنه يضر بالعلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، التي تعد جزءا لا يتجزأ من القدرة على كسب الحرب”.