لماذا ترفض مصر المشاركة في قوة عربية لإدارة معابر غزة؟
في ظل التوتر الحاصل بين القاهرة وتل أبيب على خلفية الحرب في غزة، نفت مصر ما رددته صحف ومواقع إسرائيلية عن موافقة القاهرة على المشاركة في قوة عربية تابعة للأمم المتحدة لإدارة معابر غزة.
لكن لماذا ترفض مصر المشاركة في قوة عربية لإدارة معابر القطاع الفلسطيني المحاصر؟
في هذا الشأن، يجيب اللواء محمد إبراهيم الدويري نائب مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية ويقول لـ”العربية.نت” إن إسرائيل تحاول أن تجعل من معبر رفح الفلسطيني أزمة دولية تستفيد منها لصالح تحقيق أهدافها وذلك منذ احتلالها المعبر منذ أكثر من شهر ولكنها تجهل تماما أن مسألة احتلالها المعبر أو تدميره تماما لن يجبر مصر على أن تتعامل معه وكأن شيئا لم يكن، مضيفا أن الاحتلال غير الشرعي هو مرحلة مؤقتة لابد أن تزول حتى يمكن أن يعود العمل في المعبر أدراجه في إطاره الفلسطيني كما كان قبل بدء هذه الحرب الظالمة على غزة.
وتابع أن موقف مصر في هذا المجال يعد موقفاً ثابتاً لم ولن يتغير ومفاده أن المعبر الرئيسي بين مصر وقطاع غزة وهو معبر رفح الفلسطيني، ولابد أن يعود العمل به كما كان قبل الحرب الاسرائيلية على غزة مشددا على ضرورة تواجد عناصر فلسطينية تدير المعبر إدارة كاملة
رفض مصري قاطع
كما ذكر الخبير المصري أن مصر ترفض رفضاً قاطعاً احتلال إسرائيل لمعبر رفح الفلسطيني ومن ثم كان قرار مصر بإغلاق المعبر الذي تدخل منه المساعدات إلى داخل القطاع صائبا وصحيحا حتى لا تفرض إسرائيل سياسة الأمر الواقع وتجبر القاهرة على التعامل مع وجودها في المعبر كسلطة تشغيل وهذا أمر مستحيل القبول به.
وتابع الخبير المصري أن مصر لن تقبل المشاركة أو التعامل مع أية قوات عربية أو دولية تتواجد في المعبر الفلسطيني وتقوم بتشغيله حيث إن وجود مثل هذه القوات يعد مخالفا لكافة الاتفاقات والتفاهمات السابقة وهي أيضاً محاولات يائسة وفاشلة لدفع مصر للموافقة عليها، مؤكدا أن ما تراه مصر مناسباً وضرورياً لإعادة تشغيل معبر رفح الفلسطيني يتمثل في أن تكون هناك عناصر فلسطينية تقوم بتشغيل المعبر وغير ذلك لاحديث في هذا الموضوع.
الحل الوحيد
وكشف الخبير المصري أنه وفي نفس الوقت يمكن التفكير في أن تعود قوة EUNAM للعمل في المعبر الفلسطيني ولكن فقط في ظل وجود عناصر التشغيل الفلسطينية طبقا لاتفاق المعابر الموقع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في نوفمبر عام 2005، موضحا أن مصر ستظل متمسكة بهذا الموقف ولن تسمح لإسرائيل بتغيير الوضع الراهن لصالحها ولصالح تحقيق أهدافها.
وأوضح ابراهيم أن مصر ترى أن الحل الوحيد الذي لا بديل عنه أن تنصاع إسرائيل لقرار وقف إطلاق النار في غزة والانسحاب الكامل من القطاع بما في ذلك معبر رفح ومحور فيلادلفيا اللذان يقعان على أراضي فلسطينية، مشيرا إلى أن قيام القوات الإسرائيلية بإحراق وتدمير أجزاء كبيرة من معبر رفح الفلسطيني يؤكد سوء النوايا الإسرائيلية وحرص تل أبيب على تعطيل العمل في هذا المعبر وليس التفكير في تشغيله كما يؤكد أن إسرائيل لاترغب في تسهيل دخول المساعدات الإنسانية للقطاع بل إعاقتها متحدية المجتمع الدولي.
واختتم الخبير المصري بالقول إنه من الواضح أن هناك محاولات مشبوهة للنيل من الموقف المصري الفعال تجاه أحداث غزة، موضحا أنه على العكس من ذلك سوف تواصل مصر تحركاتها من أجل صالح الشعب الفلسطيني ابتداء من وقف إطلاق النار وحتى استئناف عملية السلام وتنفيذ مبدأ حل الدولتين.
يذكر أن إسرائيل كانت سيطرت على الجانب الفلسطيني من هذا المعبر في السابع من مايو الماضي، ما أوقف عمليات إدخال المساعدات.
فيما طالبت مصر مرارا وتكرارا بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من المعبر البري الحيوي لغزة، وتسليم إدارته للفلسطينيين.