سياسة خارجية

مصالح أمريكا في السعودية تتضرر بسبب اليمين الإسرائيلي المتشدد

صوت المصريين - The voice of Egyptians

تتعرض المصالح الأميركية في السعودية “للضرر” بسبب وزراء اليمين المتشدد في إسرائيل الذين يشكلون الائتلاف الحاكم، وفق تقرير لصحيفة “هآرتس”.

وطبقا للصحيفة الإسرائيلية ذات الميول اليسارية، فإن الاتفاق الدفاعي السعودي الأميركي الذي من شأنه أن يخدم العقيدة الأمنية الإسرائيلية والاستراتيجية الأميركية يتعارض مع توجهات حلفاء نتانياهو.

وتقول “هآرتس” إن ذلك “يجعل إسرائيل شريكة لإيران في الجهود الرامية إلى إحباط الاتفاق”، على حد تعبيرها. 

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، إن “هذه الحرب ضرورية للمنطقة؛ لأنها أحبطت محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني وسيطرته على المنطقة”، موضحا الأهمية الاستراتيجية التي يعزوها للحرب بقطاع غزة.

وأثارت تصريحاته انتقادات شديدة من رئاسة السلطة الفلسطينية، التي اعتبرت أن “هذه التصريحات التي تعلن بوضوح أن هدفها التضحية بالدم الفلسطيني وبآلاف الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير الأرض الفلسطينية، لن تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية”.

ردت الرئاسة الفلسطينية، الاثنين، على تصريحات أدلى بها المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، التي هنأ فيها حماس على هجوم السابع من أكتوبر واعتبر أنها جاءت “في الوقت المناسب”.

ولكن حديث خامنئي لم يكن موجها فقط إلى الفلسطينيين بشكل عام، أو حماس – التي قال أحد المتحدثين باسمها قبل أشهر إن أحد أهداف هجومها في السابع من أكتوبر على إسرائيل، كان إحباط التطبيع بين إسرائيل والسعودية – على وجه الخصوص.

وذكرت “هآرتس” أن “معارضة التطبيع مع إسرائيل لا تستند فقط إلى أسس أيديولوجية” بالنسبة للنظام الإيراني؛ بل “إنها أيضا جزء من معركة الهيمنة الإقليمية التي تشن في المقام الأول ضد أميركا”.

والشهر الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه غير متأكد ما إذا كانت إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات مقابل إبرام اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية، وخاصة على مسار إقامة دولة فلسطينية.

ويأتي تقييم بلينكن في أعقاب زيارة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، للبلدين، حيث أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على “إمكانية” التوصل إلى اتفاق تاريخي.

وبحسب مجلة “فورين أفيرز”، فإن نتانياهو، “أصبح فجأة فاترا” تجاه فكرة التطبيع مع السعودية، والتي قال عنها في سبتمبر 2023 من منبر الأمم المتحدة، بأنها علاقات يمكن أن “تجلب إمكانية السلام للمنطقة بأكملها”.

في المقابل، تسعى إيران إلى إحباط اتفاقية الدفاع التي تجري مناقشتها الآن بين السعودية والولايات المتحدة “أكثر من سعيها لإحباط التطبيع مع إسرائيل”، بحسب الصحيفة، و”بالتالي فمن المفترض أن تكون إيران سعيدة باكتشاف أن إسرائيل أصبحت شريكة في هذه الاستراتيجية”.

لماذا لا يجب أن تفوت إسرائيل فرصة التطبيع مع السعودية؟

حذر مقال رأي لصحيفة “هآارتس” إسرائيل من تفويت فرصة التطبيع مع السعودية، لأن ذلك سيعني رفض الخروج من العزلة والدخول إلى المنطقة كشريك وحليف. وهذا الطرح تباينت بشأنه آراء عدد من المحللين السياسيين السعوديين والإسرائيليين الذين تحدثوا إلى موقع “الحرة”.

ومن شأن أي اتفاقية دفاع أميركية سعودية محتملة أن تجعل المملكة الخليجية هي الدولة العربية الوحيدة التي تتمتع بهذا الوضع، حيث تتطلب موافقة ثلثي مجلس الشيوخ.

ولكن ما دامت إسرائيل ليست جزءا من الصفقة، فلا يبدو، وفقا لـ “هآرتس”، أن هناك أي فرصة لتأمين هذه الموافقة في الوقت الراهن، والتي تأمل واشطن منها أيضا “منع نفوذ الصين … من توسيع وجودها بالشرق الأوسط”.

وتقول الصحيفة إن ” رفض إسرائيل النظر بجدية في خيار إقامة دولة فلسطينية، حتى ولو في المستقبل البعيد جدا، هو ما قد يلحق أشد الضرر بمصالح أميركا في الشرق الأوسط وسياساتها العالمية، وبالتأكيد بشبكة الأمان الإقليمية الإسرائيلية”.

وتضيف أن “الاتفاقات والتحالفات التي من شأنها أن تخدم عقيدة الأمن الإسرائيلية والاستراتيجية الأميركية، تتعارض مع وجهات النظر المسيانية التي يمليها وزراء اليمين المتطرف في إسرائيل، الذين يهددون بقاء رئيس الوزراء (بنيامين نتانياهو) السياسي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى