شهدت مصر ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما وصلت إلى حاجز الـ 50 درجة على مدينة أسوان جنوبي البلاد في الساعات الماضية، وسط تساؤلات عن الأسباب وراء تكرار تلك الموجات الحارة على فترات قريبة.
ووفق هيئة الأرصاد الجوية المصرية، بلغت درجة الحرارة على أسوان 49.6 درجة مئوية في الظل الخميس الماضي، متصدرة بذلك أعلى درجات الحرارة المسجلة على الإطلاق بالعالم في هذا اليوم.
وأرجعت سبب الارتفاع الأخير بدرجات الحرارة، إلى تأثر مصر برياح شديدة الحرارة من شبه الجزيرة العربية، مع الارتفاع الحاد بنسب الرطوبة.
يأتي ذلك وسط تحذيرات من موجة جديدة “شديدة الحرارة” تضرب البلاد بداية من الأربعاء المقبل ولمدة 10 أيام، في الوقت الذي أشار مركز معلومات المناخ إلى أن “التوقعات تشير إلى ارتفاع الحرارة أثناء الموجة إلى قيم قياسية”.
بدوره، قال مدير التنبؤات والإنذار المبكر بهيئة الأرصاد الجوية المصرية محمود شاهين، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “السبب الرئيسي وراء تكرار تلك الموجات شديدة الحرارة هو التغيرات المناخية”.
وأوضح شاهين أن مصر لم تعتد تسجيل مثل هذه المؤشرات شديدة الحرارة إلا في مرات نادرة، إذ حدث ذلك قبل نحو عقدين من الزمن وبالتحديد في العام 2002 حينما سجلت مدينتا دراو والخارجة المجاورتان لأسوان درجات الحرارة نفسها (49.6 درجة) في عامي 2006 و2007 على التوالي.
لكن في السنوات الماضية لم يكن الأمر بهذه الحدة وفق مدير التنبؤات بالأرصاد الجوية المصرية، الذي أضاف أنه “عندما كانت تُسجل هذه الدرجات شديدة الحرارة كان الأمر يقتصر على يوم أو يومين وعلى فترات زمنية متباعدة، لكن الأمر تغير خلال السنوات الأخيرة، بتكرار الموجات شديدة الحرارة لأكثر من مرة في العام الواحد، وبدرجات حرارة قياسية”.
ومع ذلك، أشار إلى أنه من الوارد أن تتعرض مصر لمثل هذه الموجات الحارة مرة أخرى خلال الأسابيع المقبلة، خاصة مع الاقتراب من بداية فصل الصيف يوم 21 يونيو الجاري.
وعن توقعاته لصيف هذا العام، قال شاهين إنه “وفقا للبيانات المناخية والتنبؤات الفصلية، فصيف هذا العام سيكون أعلى من المعدل الطبيعي بنحو درجة إلى درجتين في المتوسط، وبالتالي سيكون صيفًا ساخنًا مع ارتفاع نسب الرطوبة ووجود موجات شديدة الحرارة”.
بدوره، يرى استشاري التغيرات المناخية في الأمم المتحدة الدكتور سمير طنطاوي، في تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة الذي ضرب محافظات مصرية يندرج تحت “الأحداث المناخية المتطرفة نتيجة تغير المناخ وزيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي”.
وحدد “طنطاوي” توقعاته بشأن تأثير التغيرات المناخية على الأحوال الجوية في عدد من النقاط، قائلًا:
نحن لم نعتد على مثل هذه الأحداث المناخية المتطرفة سواءً “الزيادة الشديدة أو الانخفاض الكبير في درجات الحرارة، أو حدوث موجات جفاف وفيضانات”، وكل ذلك بسبب عدم الاتزان في الحالة المناخية.مصر من الدول محدودة المساهمة في غازات الاحتباس الحراري، لكن طالما هناك زيادة في تركيزات تلك الغازات عالمياً، فإنه من المتوقع أن تزداد وتيرة الأحداث المناخية الجانحة.المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أصدرت تقريرًا قبل شهور أشارت فيه إلى أن 2023 هو العام الأحر على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، وبالتالي فالأمور تزداد تطرفا عامًا تلو الآخر.بشكل عام، من المتوقع أن تكون هناك زيادة في الموجات الحارة والأحداث المناخية المتطرفة على مستوى العام، ومصر من الدول الأكثر تأثرًا بتلك الموجات.
وقبل ذلك، حذرت الأمم المتحدة من أن هناك “احتمالًا كبيرًا” بأن يشهد العام 2024 درجات حرارة غير مسبوقة، بعدما اختتم العام الماضي عقدًا كان الأكثر حرًا على الإطلاق.