سياحة وأثار
عيد دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر .. أهم الأراضي المباركة من سيناء حتى أسيوط
صوت المصريين - The voice of Egyptians
تحتفل مصر اليوم بعيد دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر في رحلة طويلة طافت خلالها العائلة المقدسة 8 محافظات بمصر مرت فيها ب 25 نقطة تمتد لمسافة 3500 كيلو متر ذهابا وعودة من سيناء حتى أسيوط، وكان هذا مسار العائلة المقدسة في مصر.
وعن مدة الرحلة فالأرجح انها بلغت اكتر من ٣ سنوات خاصة مع اكتشاف جامعة “كولون” الألمانية لبردية قبطية ترجع للقرن الرابع الميلادى تؤرخ لفترة وجود السيد المسيح فى مصر، والتي أكدت بقاء العائلة المقدسة في مصر ٣ سنوات و١١ شهر.
اما عن مسار العائلة المقدسة فهو يضم كل موقع مرت به والذي أصبح مجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات القبطية التي تدلنا على مرور العائلة المقدسة في المواقع حتي اليوم.
بدأت رحلة العائلة المقدسة من رفح شمال شرق مصر ، ثم الفرما شرق بورسعيد، وتل بسطا بالشرقية، ومنها للمحمة (مسطرد حاليا) والتي سميت بهذا الاسم لان السيدة العذراء أحمت السيد المسيح ولا زال فيها نبع ماء موجود حتي اليوم ، ثم مروا على بلبيس واستظلوا هناك تحت شجرة عرفت بعد ذلك باسم “شجرة العذراء مريم” وصلوا بعد ذلك لسمنود بالغربية، ومنها لسخا بكفر الشيخ التي يوجد فيها حاليا “دير المغطس” ليعبروا النيل فرع رشيد للصحراء الغربية ويصلوا وادي النطرون الذي به أديرة الأنبا بيشوى والسيدة العذراء “السريان”، والبراموس، والقديس أبو مقار.
بعد وادي النطرون تحركت العائلة المقدسة في النيل مرة تانية للمطرية وعين شمس والذي فيها معلم مهم معروف حتي الان باسم “شجرة مريم” وأنبع فيها السيد المسيح نبع ماء وشرب منه وغسلت فيه العذراء ملابسه، ومن بعدها ذهبوا حارة زويلة التي بتضم دير من أقدم أديرة الراهبات، ووصلوا مصر القديمة واستقروا في كهف أقيمت عليه كنيسة أبي سرجة في القرن الرابع الميلادي والموجودة حاليا في وسط مجمع الأديان، ليتحركوا بعد ذلك للمعادي (منف سابقا) وسميت بذلك لأنها كانت نقطة عبور العائلة المقدسة لنهر النيل وهناك ظهرت عام ١٩٧٦ صفحات الكتاب المقدس على سطح المياه وفيها المقولة الشهيرة “مبارك شعبي مصر”
من هناك وصلت العائلة المقدسة بعد ذلك المنيا واستقروا في المغارة الموجودة بكنيسة جبل الطير، وبعدها أسيوط وفيها دير المحرق أو “دير العذراء مريم” والذي قضت فيه العائلة اطول مدة ووصلت لست شهور و١٠ أيام وفيه شيد السيد المسيح أول كنيسة في مصر والعالم.
وتحركت العائلة المقدسة من جبل الطير لمغارة درنكة اللي كانت آخر محطاتها في مسارها على أرض مصر قبل ما تبدأ رحلة العودة لبيت لحم بفلسطين.
وفي ظل الجمهورية الجديدة، تبذل الدولة المصرية جهودا كبيرة لإحياء مسار العائلة المقدسة في مصر، وفي نوفمبر ٢٠٢٢، نجحت مصر في تسجيل رحلة “العائلة المقدسة” على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” (UNESCO)، وذلك خلال اجتماع اللجنة الحكومية الدولية التابعة لليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي، في دورتها الـ17، التي انعقدت في العاصمة المغربية الرباط، والذي نال تأييدا واسعا وصل إلى حد الإجماع.
وتتيح وزارة السياحة والآثار على موقعها جولة افتراضية من داخل أحد أهم الكنائس اللي مرت عليها واحتمت فيها العائلة المقدسة في رحلتها، وهي كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس، المعروفة باسم كنيسة ابي سرجة ويمكن متابعتها من خلال اللينك
والآن نعرف جميعاً مسار العائلة المقدسة على أرض مصر ، يمكن لنا زيارته ونتعرف علي مصر بلد الأمن والأمان، مهد الحضارة والأديان، والتي ستظل بإذن الله محروسة ومباركة بوحدة شعبها وسلامة أراضيها.