لماذا تم تغيير اسم الشركة 4 مرات؟ .. تاريخ مصر للطيران منذ تأسيسها عام1932
ولادة شركة مصر للطيران:
كان إنشاء مصر للطيران بمثابة لحظة محورية في تاريخ الطيران، وُلدت من التعاون البصري لثلاثة رواد: كمال علوي، ومحمد صدقي، وطلعت حرب. وتوجت جهودهم الجماعية بصدور المرسوم الملكي في 7 مايو 1932 بإنشاء شركة مصر للطيران رسميًا. ومن خلال اسم “مصر للطيران” باللغة الإنجليزية، انطلقت الشركة في رحلة لإعادة تعريف السفر الجوي، مما مهد الطريق لعقود من الابتكار والتميز في السماء.
أصبحت أول شركة طيران في الشرق الأوسط وأفريقيا وسابع أقدم شركة طيران على مستوى العالم. في البداية، قامت شركة مصر للطيران بتشغيل خطوط جوية بين القاهرة والإسكندرية، ثم قامت بتوسيع شبكتها بشكل مطرد لتشمل وجهات مثل حيفا.
أول طيارة:
وفي أكتوبر 1933، شهدت مصر إنجازًا تاريخيًا حيث أصبحت لطفية النادي أول امرأة في البلاد تحصل على رخصة طيار خاص، مما يمثل قفزة كبيرة للأمام بالنسبة للمرأة في مجال الطيران.
إعادة التسمية إلى مصر للطيران:
بعد الحرب العالمية الثانية عام 1939، دخلت الشركة مرحلة جديدة حيث أصبح رأسمالها مصريًا بالكامل بعد انسحاب شريكتها الأجنبية البريطانية إير وورك. أدت هذه اللحظة المحورية إلى إعادة تسمية الشركة إلى مصر للطيران في عام 1941. وبحلول يوليو 1946، كان الأسطول الجوي المدني المصري يضم 18 طائرة، بما في ذلك مزيج من طائرات بيتشكرافت، وأفرو 19، ودي هافيلاند 86، ودي هافيلاند 89، ودي هافيلاند 84، ودي. هافيلاند 90. ومن الجدير بالذكر أن الاستحواذ على 5 طائرات فايكنغ في هذه الفترة كان بمثابة تحول إلى طائرات أكبر، مما أدى إلى تعزيز خدمة الركاب من خلال تقديم أطقم المقصورة والوجبات الساخنة.
التدريب الثوري:
وفي عام 1952، صنعت الشركة التاريخ مرة أخرى من خلال تقديم أول جهاز محاكاة لتدريب طياريها، وهي خطوة رائدة جعلت الشركة رائدة في مجال التدريب على الطيران. وسرعان ما أصبح معهد الطيران المصري الوجهة الأولى للطيارين الطموحين وعشاق الطيران على حد سواء.
إعداد الطائرة خلال الستينيات:
وفي الستينيات، شهدت مصر للطيران تطورات كبيرة، بما في ذلك إدخال ثلاث طائرات من طراز دي هافيلاند “Comet-4C”، تتسع كل منها لأربعة وثمانين راكبًا ومجهزة بأربعة محركات نفاثة. شهد هذا العقد أيضًا تدشين أطول خطوط الشركة منذ إنشائها، ولا سيما طريق القاهرة/روما/فرانكفورت/زيورخ/لندن.
وفي عام 1960، قام الرئيس جمال عبد الناصر بتوحيد مصر للطيران ومؤسسة الخطوط الجوية السورية في كيان واحد أطلق عليه اسم “الخطوط الجوية العربية المتحدة”، بعد الوحدة عام 1958 بين مصر وسوريا. وبحلول عام 1962، خضعت الشركة لإعادة الهيكلة، لتصبح المؤسسة العربية العامة للطيران. وتضمنت الخطوط الجوية العربية المتحدة للرحلات الدولية، ومصر للطيران للرحلات الداخلية، والشركة العامة لخدمات الطائرات والتموين، وشركة الكرنك للسياحة. تم إنشاء الأسواق الحرة لشركة مصر للطيران في مطار القاهرة عام 1963.
التطور إلى مصر للطيران:
في عام 1971، خضعت الشركة لعملية إعادة هيكلة كبيرة مع إنشاء الهيئة العامة المصرية للطيران المدني بموجب مرسوم رئاسي. وحولت شركة الطيران تبعيتها إلى هذه الهيئة لتعود إلى اسمها الأصلي “مصر للطيران”. كما أصبحت الوزارة مرتبطة بالهيئة الجديدة إلى جانب الهيئات الرئيسية مثل الهيئة العامة للأرصاد الجوية، وهيئة مطار القاهرة، والمعهد القومي للتدريب على الطيران. بعد انتصار حرب أكتوبر، حققت مصر للطيران إنجازات هامة بما في ذلك افتتاح أكبر مجمع لخدمات الطيران في الشرق الأوسط وبدء عقود إنشاء قرية للشحن.
العصر الذهبي:
في عام 1980، تولى المهندس محمد فهيم ريان منصب المفوض العام، ثم أصبح فيما بعد رئيسًا لمجلس إدارتها حتى عام 2002. وتحت قيادته، تم تنفيذ خطة تطوير قوية، وتوسيع شبكة الطرق والأسطول. وتم شراء ثماني طائرات من طراز إيرباص A300-B4 لخدمة أسواق أوروبا والشرق الأوسط، تليها ثلاث طائرات من طراز بوينج B767-200، وطائرتين من طراز B767-300 لتلبية متطلبات السفر لمسافات طويلة. بالإضافة إلى ذلك، تم شراء سبع طائرات إيرباص A320-200 لتلبية احتياجات الوجهات السياحية في مصر وتسهيل الحركة السياحية المباشرة. وتم تعزيز الأسطول بشكل أكبر من خلال الاستحواذ على خمس طائرات بوينج 737-500، وثلاث طائرات بوينج B777-200، وثلاث طائرات إيرباص A340-200 طويلة المدى لخدمة أسواق أمريكا الشمالية واليابان. وقد تم استكمال ذلك بإضافة أربع طائرات من طراز إيرباص A321-200 للاستفادة من أسواق الطيران المستأجرة الناشئة.
هيكلة جديدة والانضمام إلى أكبر تحالف عالمي:
وفي عام 2002، تم إنشاء وزارة الطيران المدني، مما أدى إلى أن تصبح شركة مصر للطيران شركة قابضة تخضع لسلطتها المباشرة. وشهدت عملية إعادة الهيكلة تشكيل شركات تابعة مثل الخدمات الأرضية، والصيانة، والخدمات الجوية، والشحن الجوي، والسياحة، والأسواق الحرة، والخدمات الطبية، وشركات الطيران. وبحلول عام 2004، حققت مصر للطيران إنجازات هامة بما في ذلك الحصول على شهادة IOSA المرموقة من الاتحاد الدولي للنقل الجوي، لتصبح أول شركة طيران في أفريقيا والسابعة عشرة على مستوى العالم تحصل عليها. وشهدت هذه الفترة أيضًا إنشاء شركة إكسبرس للخطوط الجوية المحلية والصناعات التكميلية.
في عام 2008، انضمت مصر للطيران إلى تحالف ستار الموقر، لتصبح العضو الحادي والعشرين وعززت وجودها العالمي. وفي الوقت نفسه، تم افتتاح المبنى رقم 3 في مطار القاهرة الدولي، ليكون بمثابة مركز لمصر للطيران وغيرها من شركات الطيران التابعة لتحالف ستار.
التحديث والنمو:
على مر السنين، أظهرت مصر للطيران المرونة والقدرة على التكيف في مواجهة التحديات، بما في ذلك التحولات السياسية والانكماش الاقتصادي. واليوم، تفتخر بأسطول متنوع من الطائرات الحديثة وشبكة خطوط واسعة تربط القاهرة بـ 72 وجهة عبر 52 دولة.
تعكس رحلة مصر للطيران السرد الأوسع لصناعة الطيران في أفريقيا، والتي تتميز بالابتكار والمثابرة والتكيف. ومع استمرارها في التنقل عبر ظروف السوق الديناميكية، تظل مصر للطيران رمزًا لبراعة الطيران المصري ولاعبًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل السفر الجوي في إفريقيا وخارجها.
معرض مصر الدولي للطيران
بينما يستمر تاريخ مصر للطيران الغني في الظهور، فإن تراثها يتشابك مع الإثارة الحالية لمعرض مصر الدولي للطيران القادم (EIAS). يعد هذا الحدث بمثابة لحظة محورية لمشاهدة تطور الطيران، مما يوفر فرصة فريدة للتواصل مع قادة الصناعة والمبتكرين والرواد.